الرئيسية | ثقافة وفنون | "آثار ألمانية في طنجة والمغرب " معرض ببرلين يسلط الضوء على تاريخ الحضور الألماني بالمملكة

"آثار ألمانية في طنجة والمغرب " معرض ببرلين يسلط الضوء على تاريخ الحضور الألماني بالمملكة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"آثار ألمانية في طنجة والمغرب " معرض ببرلين يسلط الضوء على تاريخ الحضور الألماني بالمملكة
 

أقيم مساء أمس الأربعاء بالمركز الثقافي بسفارة المغرب ببرلين حفل افتتاح معرض بعنوان "آثار ألمانية في طنجة والمغرب " يسلط الضوء على تاريخ الحضور الألماني في المغرب خلال الفترة 1873-1914. ويسعى المعرض الذي يندرج ضمن الأنشطة المبرمجة في تظاهرة أسبوع المغرب في ألمانيا الذي ينظم بشراكة بين الوزارة المكلفة بالمهاجرين وسفارة المغرب ببرلين ، إلى إبراز ذاكرة مدينة طنجة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين التي تميزت بوجود الألمان. ومن خلال 68 لوحة ذات الحجم الكبيرة تجسد عددا كبيرا من الصور والوثائق التاريخية والمقالات الموقعة بعدة صحف ألمانية وفرنسية ، يقدم المعرض لمحة تاريخية عن الآثار الأولى للألمان بالمغرب في مطلع القرن التاسع عشر ، وبداية العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا سنة 1873 إلى غاية رحيل الألمان سنة 1914. ويعتبر المعرض المنظم من طرف الجمعية الألمانية المغربية بشراكة مع سفارة المغرب بألمانيا ، عصارة جهد لسبع سنوات من البحث والتنقيب عن الوثاق وجمع المستندات التي تؤرخ للوجود الألماني في المغرب ، بذله السيد هانز يواكيم تيشليدر الباحث الألماني الذي استهوته مدينة طنجة فأضحى من ساكنتها منذ أزيد من عقدين . وقد أصدر كتابا يضم كل محتويات المعرض. وفي كلمة بالمناسبة ، أكد سفير المغرب بألمانيا السيد عمر زنيبر ، على أهمية تعميم ونشر التراث التاريخي للعلاقات القائمة بين المغرب وألمانيا مبرزا أن الهدف من هذا المعرض هو تقريب أكثر لجمهورية ألمانيا الاتحادية من الحقائق التاريخية للمغرب كأمة عريقة حافظت على الدوام على علاقات متميزة مع القوى الأوروبية الكبرى. وأشار السيد زنيبر إلى أن المغرب يشكل مفترق طرق تاريخي وجغرافي وأيضا صلة وصل بالنسبة لأوروبا في علاقاتها مع القارة الأفريقية، والمنطقة العربية والشرق الأوسط. من جانبه قدم السفير فولكمار فو شتوكر الذي له جذور في المغرب حيث عاش جده وجده الأكبر في مطلع القرنين 19 و20 ، لمحة عن المسار التاريخي لمفوضية الإمبراطورية الألمانية في طنجة ما بين 1873 و1914 ، والتي أغلقت إبان الحرب وكذا عن الرحلات التي قام بها مثقفون ألمان وعائلات ألمانية وتجار إلى المغرب حيث تركوا بصمات واضحة .

وأبرز السفير شتوكر تطور العلاقات الألمانية - المغربية في هذه الحقبة التاريخية مشيرا إلى أن المغرب كان واحدا من البلدان الأفريقية القليلة التي لم تستعمر بعد من قبل القوة الأوروبية العظمى معتبرا أن هذه السنوات كانت لها أهمية سياسية كبرى على مستوى العالم. وأضاف السفير شتوكر أن أسلافه كانت تربطهم علاقة شخصية جيدة بالسلطان مولاي الحسن موضحا أن جده الأكبر أقام في منزل كبير بطنجة سرعان ما تحول إلى مركز للأنشطة الاجتماعية الدولية. أما بالنسبة للسفير أولف ديتر كليم، فقال في كلمة أمام الحضور ، إنه خلال تعيينه سفيرا في الرباط سنة 2008 ، فوجئ حين اكتشافه للعلاقات القوية التي كانت قائمة بين المملكة المغربية الشريفة والإمبراطورية الألمانية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وتحدث عن أول زيارة له لمدينة طنجة التي تحمل بصمات ألمانية خاصة مكتب البريد الألماني مذكرا أن العديد من الأسئلة طرحت عليه من قبل المغاربة حول زيارة الإمبراطور الألماني لطنجة سنة 1905، وهو الحدث الذي يعود إلى أكثر من 100 سنة ، لكنه ، وفق السفير كليم، ظل محفورا في الذاكرة إذ أن الإمبراطور كان يدعم استقلال المغرب إبان الأزمة المغربية الأولى المعروفة ب"أزمة طنجة" الدولية. أما السيد زهير ماكور رئيس الجمعية المغربية الألمانية ، فقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذا المعرض ، يندرج ضمن توطيد العلاقات المغربية الألمانية وترسيخ تاريخ الوجود الالماني في شمال المغرب وخصوصا طنجة. وأضاف أن المعرض الذي تعد برلين محطته الرابعة بعد أن حل بكل من طنجة والرباط وتطوان ، سينتقل إلى مدن ألمانية أخرى خاصة فرانكفورت وهامبورغ وميونيخ وعدد من المدن المغربية ، مشيرا إلى أن ما يتضمنه المعرض من مستندات ووثائق وصور حصل عليها الباحث تيشليدر من المكتبة الوطنية بالرباط ، ومن جامعات ألمانية ومن عائلات ألمانية أقام أسلافها في طنجة ومن باحثين مغاربة وألمان. وأشار إلى أن مرور الألمان بشمال المغرب خلف آثارا مهمة كميناء العرائش وميناء طنجة وبناء أول سكة حديدية بالمدينة وإقامة القيصر الألماني التي تحولت إلى مركز اجتماعي ومكتب للبريد الالماني ومدرسة وجريدة تابعين للألمان . جدير بالإشارة إلى أن المعرض سيظل مفتوحا في وجه الجمهور إلى غاية 20 ماي المقبل إذ ستنظم زيارات خاصة للطلبة والتلاميذ للإطلاع على جزء هام من تاريخ العلاقات المغربية الألمانية.

مجموع المشاهدات: 2058 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة