الرئيسية | ثقافة وفنون | سانت جوردي .. مهرجان الحب والكتاب في كاطالونيا

سانت جوردي .. مهرجان الحب والكتاب في كاطالونيا

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
سانت جوردي .. مهرجان الحب والكتاب في كاطالونيا
 

اليوم الثالث والعشرين من شهر أبريل ، تتفتح ألف وردة ووردة لتصاحب احتفالات أهل كاطالونيا بمهرجان الحبø والكتاب.

ففي مثل هذا اليوم من كل سنة يستحضر الكاطالونيون يوم وفاة أبي الأدب الاسباني ميغيل دي ثربانتيث، واليوم العالمي للكتاب الذي أعلنته اليونسكو قبل سنوات ، ولكن على الخصوص ، يوم وفاة القديس سانت جوردي ( سان جورج أو القديس جرجس) حامي كاطالونيا وشفيعها منذ القرن الخامس عشر، ولذلك يõسمøى اليومõ باسمه.

منذ الصباح الباكر، تنشر أكشاك لبيع الورود وأخرى لبيع الكتب، في زوايا الشوارع والأزقة ، وبالساحات العمومية في جميع أنحاء برشلونة.

إنه تقليد فريد، يحييه سنويا ساكنة كاطالونيا ، عوض الاحتفال بعيد " سان فالنتاين" كما هو الأمر في سائر أوروبا ، إنهم يعتبرون أن لا احتفال بالحب في غياب الكتاب.

مبدئيا ، يحتفل بهذا اليوم في كل المناطق التي تتحدث اللغة الكطالانية في إسبانيا.. في جهة كاطالونيا، وجزر البليار، ومنطقة بلنسية ، والجزء الشرقي من إقليم أراغون، ومنطقة إöلكارشي ، لكن تبقى الاحتفالات المقامة ببرشلونة الأهم والأجمل نظرا لتوفر هذه المدينة على ساحات عمومية جميلة وشوارع فسيحة ومآثر تاريخية ومؤسسات ثقافية وفنية ذات صيت عالمي .

ففي هذا اليوم يõقرن الحب بالكتاب، ويتحول الاحتفال إلى مأثرة كاطالونية قل نظيرها في العالم ، حيث تعرض الكتب في الهواء الطلق ، وفي أمكنة مفتوحة للعموم عكس المعارض الدولية للكتاب التي تقام في أماكن مغلقة.

بالنسبة لأثمان بيع الكتب فهي معقولة ، تتراوح ما بين خمسة أورو و15 أورو فما فوق ، غير أنها تنخفض تدريجيا من الصباح الى المساء لتصل الى مبلغ رمزي بل وقد توزع بعض هذه الإصدارات مجانا في أخر النهار.

ويتميز أيضا هذا اليوم الاحتفالي منذ القرن التاسع عشر، بتقليد حميمي يتجلى في أن يõهدي الرجلõ وردة حمراء للمرأة، تعبيرا لها عن الحب والاحترام بينما تهديه كتابا كعربون عن تقديرها وحبها.

كما تقام خلال هذا اليوم ، حفلات موسيقية في جل الساحات العمومية ، وندوات ثقافية يتخللها توقيع كتب من قبل مؤلفيها ، وقراءات شعرية باللغة المحلية وغيرها ، خلال الملتقيات الثقافية الكبرى التي تقام في المسارح والمكتبات والمراكز الثقافية التي تعد بالمئات في برشلونة وضواحيها.

في قارعة شارع الرامبلا الشهير يقف شاعر قارب سنه السبعين ، على ما يبدو ، ليلقي أبياتا شعرية تدعو الى الحب والسلم والأخوة فيما تقف شاعرة شابة على بعد عشرات الأمتار مرتدية لباسا تقليديا تتلو أشعارا قديمة قالت إنها تمجد الشعب الكاطالوني.

وعلى طول شارع الرامبلا الذي يحده الميناء الترفيهي من جانب والجبال من الجانب الثاني على مسافة عدة كيلومترات ، نجد مئات الأكشاك والخيام على الجانبين، تغصø بالكتب من مختلف التخصصات والاهتمامات، القديمة منها و الحديثة.

للإشارة فإن المواطن في كاطالونيا يقرأ معدل 30 كتابا في السنة مقابل 0.8 للمواطن في أغلب البلدان العربية .

ومن المعروضات البارزة كتب الارجنتيني خورخي بورخيس وأشعار فيديريكو غارثيا لوركا ، و أخر إصدار للكاتبة الشيلية إيزابيلا ألييندي بالاضافة الى الكلاسيكيات مثل روايات مغيل دي سيرفانتيس ، ومن العرب قد تجد في أحد الأجنحة المتخصصة مؤلفات نجيب محفوظ وعلى نقيضه كتب محمد شكري وبعض الترجمات لإصدارات مغربية أخرى أغلبها دراسات جامعية وروايات مترجمة.

وهنا نتوقف عند لافتة كتب عليها بالحرف العريض ، " سنة بالكمال والتمام عن وفاة الروائي غابرييل غارسيا ماركيث " الروائي الكولومبي الشهير الحاصل على جائزة نوبل.

لقد خصøص منظمو المعرض لغارسيا ماركيث الذي توفي يوم 17 أبريل من السنة الماضية جناحا ضخما، يتضمن صوره ونسخا من كتبه باللغتين الإسبانية والكطالانية وبكميøات كبيرة مع تخفيضات في الأسعار تنم عن الحب الذي يكنه الكاطالونيون لهذا الروائي العالمي.

وحسب أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للمعرض ، فإنه من المتوقع أن تزيد مبيعات الكتب خلال هذه السنة بنسبة 5 في المائة مقارنة مع السنة السابقة.

وقال إنه يتوقع أن تصل مبيعات هذه السنة الى مليون و 540 ألف كتاب مقابل مليون و 470 ألف تم بيعها سنة 2014 مليون .

كما ينتظر أن تبلغ مبيعات الورود ستة ملايين وحدة في يوم واحد.

وتوقع المسؤول الكاطالوني كذلك أن يفوق حجم مداخيل هذا اليوم 20 مليون أورو ، وهو ما يشكل نقطة تحول إيجابية بالنسبة لصناعة الكتاب في الإقليم ، مذكرا بأن السنة الماضية عرفت ترويج نحو 1.4 مليون كتاب وصل حجم مداخيلها الى أزيد من 19 مليون أورو.

وكشف من جهة أخرى، أن 54.69 في المائة من الكتب المروجة كانت باللغة الكاطالونية، تلتها مبيعات الكتب باللغة الاسبانية.

لكن على الرغم من كل هذه الارقام والحسابات ، هناك شيء واحد لافت للنظر خلال هذه السنة، إنه الحضور الكثيف والقوي للعóلóم الكاطالوني بلونه الأصفر وخطوطه الحمراء. وهو ما يعبøر عن مدى تغلغل فكرة الهوية الكاطالونية الخاصة بلغتها وتقاليدها وأعيادها.

مجموع المشاهدات: 2783 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة