الرئيسية | ثقافة وفنون | النجم المصري هشام عبد الحميد: أورسن ويلز، بازوليني وريدلي سكوت لم يقصدوا المغرب عبثا

النجم المصري هشام عبد الحميد: أورسن ويلز، بازوليني وريدلي سكوت لم يقصدوا المغرب عبثا

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
النجم المصري هشام عبد الحميد: أورسن ويلز، بازوليني وريدلي سكوت لم يقصدوا المغرب عبثا
 

 

من نافذة الطائرة التي كانت تقله ضمن وفد السينمائيين والاعلاميين المشاركين في الدورة 11 لمهرجان زاكورة للفيلم عبر الصحراء (20- 25 أكتوبر الماضي)، انكشف للنجم المصري هشام عبد الحميد جزء من سر القوة الجاذبة التي حملت كبار صناع السينما عبر عقود متوالية على حط الرحال بفضاءات المغرب، قبل أن تكتمل له الصورة على الأرض، في احتكاك حي مع الناس والمكان.

لم يضيع الممثل والمخرج الوقت منتشيا بالتكريم الذي خصه به المهرجان وبحرارة الاستقبال التي لقيها من الساكنة بمختلف شرائحها. فقد انخرط سريعا في حوار حميمي شغوف مع المدى المفتوح مخزنا مشاهد واحتمالات لمشروع سينمائي أكيد بين واحات وكثبان المنطقة، وفي صفائها الضوئي الفريد. بل أنجز فيلما قصيرا يستلهم فكرة يفرضها بقوة التواجد في المكان: لاشيء يفصلنا عن السعادة سوى أوهامنا.

أكثر من الجمال الطبيعي وفتنة الضوء، يبدي هشام عبد الحميد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء اندهاشه لعمق حس الانفتاح على الآخر والمختلف لدى المغاربة، واحتفائهم بالفن والفرجة والوعي الجماعي الفني.

"لماذا جاء بازوليني وأورسن ويلز وريدلي سكوت الى الفضاء المغربي¿". يتساءل، قبل أن يستدرك: "بالتأكيد ليس صدفة، وليس الأمر فقط مسألة إمكانيات بل عنصر بشري وجاذبية طبيعية وأجواء عامة سحرية. البلد يوفر حافز المغامرة الفنية والانسانية ولذتها". من وحي هذه التجربة يوثق هشام عبد الحميد عرى علاقة فنية مع المغرب الذي بات حلما من أحلامه أن يصور فيلما في واحدة من فضاءاته الطبيعية.

ويرى هشام أن المغرب ليس فقط أرض استقبال للفعل السينمائي بل يسير بثبات نحو بناء صناعة سينمائية قوية. لقد لاحظ أن السينما المغربية تبلغ مرحلة النضج. تابع مسارها من الرهان على الكيف الى الرفع الكمي من وتيرة الانتاج، وصولا الى تحقيق المعادلة بين صنع أفلام كثيرة وذات جودة. وتوقع وثبات قادمة في مستقبل هذه السينما.

هشام عبد الحميد (من مواليد القاهرة عام 1962) ممثل بتكوين علمي في فن الاخراج. لا تختلف لديه بهجة الوقوف أمام الكاميرا أو خلفها، لكنه يفضل تقديم نفسه أساسا كممثل. وهو لا يقدم على الاخراج الا استجابة لهم فكري ملح. "الاخراج حاجة ملحة للتعبير عن شيء، فيض احساس بقضية تستفزني..."، على حد قوله.

غاب قليلا عن الأضواء لكنه في الواقع لم يتوقف عن ممارسة فنه. يستعرض أعماله السينمائية منذ بداية الألفية "خريف آدم" (2002) ، "معالي الوزير" (2002) ، "مهمة صعبة" (2006) و (أيام صعبة (2009)، لكنه يعزو انحسار الأضواء الى قصور عمليات التوزيع والدعاية التي تصنع حضور النجم أو غيابه. يقول في هذا الصدد "قد تعمل بجد ونشاط وتتوالى الاعمال لكن غياب العملية الدعائية والانتاجية يعطي الانطباع لدى الجمهور بخمول النجم أو تواريه".

يعتز هشام عبد الحميد بنجاحه في تفادي فخ النمطية الذي تخوف منه الكثيرون انطلاقا من أفلامه الأولى التي تمحورت حول شخصية البطل الوسيم العاشق. يستعيد مساره مؤكدا أنه حاول دائما البحث عن ادوار جديدة ومختلفة، مع أنه "ليس من السهل أيضا تقديم شخصية تشبه الممثل نفسه. ففي نهاية المطاف، تفاصيل صغيرة هي ما يحسم قوة الأداء وضعفه".

يعترف بطل "غرام الافاعي" بدور تكوينه الاخراجي في تسهيل وانجاح تفاعله مع المخرجين الكثر الذين اشتغل معهم: "أشعر بتوتر المخرج، بهواجسه، برؤيته الابداعية المتكاملة، فأحاول أن أقدم أفضل ما يلبي انتظاراته بالنسبة لصورة العمل ككل، وليس فقط من باب أدائي الفردي".

أما بالنسبة لمستقبل السينما في مصر، فيسجل هشام عبد الحميد أن مرحلة ما بعد الثورة فتحت بابا للسينما المستقلة التي يتوقع أن ترسخ أقدامها بجيل جديد من صناع السينما، بتمردها وبطموحاتها اللامحدودة، في اتجاه نقلة نوعية في مسار السينما المصرية ككل. وعن دور الفن السينمائي في صناعة التغيير المجتمعي، يقول هشام عبد الحميد "السينما تطرح أسئلة وتوقع صدمات لكنها لا تطرح حلولا. مهمتها أن تستفز الرغبة في التفكير وأن تسائل الوعي الجمعي عن حاله ومآله".

مجموع المشاهدات: 3133 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | said dahmani
لن نتغير ابدا
اتمنى الا يخرج علينا بعد هدا تكريم بتصريح يستفز فيه المغاربة
مقبول مرفوض
1
2014/11/21 - 12:16
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة