سفير المغرب بالأرجنتين يبرز التجذر الإفريقي للمملكة خلال لقاء ببوينوس أيرس بمناسبة اليوم العالمي للتراث الإفريقي

أبرز سفير المملكة لدى الأرجنتين، السيد فؤاد يزوغ، خلال لقاء اليوم الخميس ببوينوس أيرس، بمناسبة اليوم العالمي للتراث الإفريقي، التجذر الإفريقي للمغرب كبلد متعدد الروافد طالما حافظ على هويته الإفريقية بمختلف تمظهراتها.

وقال السيد يزوغ، في كلمة خلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي الإفريقي ببوينوس أيرس والمسؤولين الأرجنتينيين، إن المغرب، بحكم موقعه الاستراتيجي كبلد أطلسي ومتوسطي في شمال القارة السمراء، يسهم، بفضل هذا التجذر، في إغناء الروابط والتعاون بين إفريقيا وبلدان أمريكا اللاتينية، وفي مقدمتها الأرجنتين.

وأبرز الدبلوماسي المغربي خلال هذا اللقاء، الذي افتتح سلسلة من الأنشطة التي ستنظم خلال الشهر الجاري من قبل كل من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونيسكو، والمركز الدولي للنهوض بحقوق الإنسان، في إطار تخليد اليوم العالمي للتراث الإفريقي، حضور الثقافات الإفريقية في بلدان أمريكا اللاتينية على العموم، والأرجنتين على الخصوص.

ووقف أيضا عند عدد من الصعوبات التي تعيشها القارة الإفريقية، لا سيما منطقة الساحل والصحراء، والمرتبطة أساسا بالجريمة العابرة للحدود والإرهاب والفقر، ما يفرض مباشرة العمل والتعاون الدولي لمواجهة مثل هذه التحديات المشتركة.

من جهة أخرى، اعتبر سفير المملكة بالأرجنتين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التمظهرات الثقافية للمغرب، سواء الموسيقية أو الأدبية أو في مجال الفن التشكيلي، مرتبطة بشكل أساسي وبنيوي بالثقافة الإفريقية، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات تشكل مناسبة لإبراز هذا التجذر وكذا دور إفريقيا في العالم اليوم.

وأضاف أن مثل هذه اللقاءات تمثل أيضا فرصة لتعريف مختلف شرائح المجتمع الأرجنتيني بإفريقيا وغناها وتراثها الثقافي غير المعروف بالشكل الكافي لدى الأمريكيين اللاتينيين عموما، موضحا ان بعض دول المنطقة، وبالرغم من تلاقحها ووجود مجموعات ذات أصول إفريقية بها، فهي لا تعرف، بما فيه الكفاية، الثقافة الإفريقية وتجذرها في العالم وغناها وكل ما قدمته للثقافة الإنسانية.

كما شدد السفير على أهمية دور الدبلوماسية الثقافية والتعامل والتبادل الثقافي في خلق الثقة وفي تعزيز الاحترام المتبادل بين البلدان الإفريقية والأمريكية اللاتينية، مؤكدا، في هذا الصدد، على ضرورة التعريف أكثر بإفريقيا وبغناها، لاسيما بالأرجنتين، التي تربطها علاقات مع دول إفريقية عديدة.

من جهتهم، شدد عدد من الدبلوماسيين الأفارقة في مداخلاتهم خلال هذا اللقاء، على الإسهامات، الثقافية والاقتصادية على الخصوص، التي تقدمها إفريقيا للعالم، معتبرين، أن القارة السمراء لم تلق، مع ذلك، التعامل الذي تستحق باعتبارها مهدا للإنسانية.

واعتبروا أن الموروث الثقافي لإفريقيا يجسد قيما كونية متفردة، مبرزين المقومات التي تتمتع بها القارة، لا سيما في مجال التنمية، ومؤكدين على ضرورة الاهتمام أكثر بالجاليات ذات الأصول الإفريقية بالأرجنتين وبأمريكا اللاتينية عموما.