الرئيسية | متفرقات | ماريا القباج تتقاسم عوالمها الخاصة مع عشاق التشكيل في معرضها "دوائر حمراء، وخطوط سوداء" بالدار البيضاء

ماريا القباج تتقاسم عوالمها الخاصة مع عشاق التشكيل في معرضها "دوائر حمراء، وخطوط سوداء" بالدار البيضاء

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

في معرضها "دوائر حمراء، وخطوط سوداء"، تقحم الفنانة ماريا القباج المتلقي في خلوتها الروحية، كاشفة عن مكنونات نفسها دون حجب، لتخلق عوالم متخيلة مشتركة، تتقاسمها وعشاق فنون التشكيل والنحت والفوتوغرافيا، والتي نسجتها بلغة تعبيرية جمعت بين رقة الإحساس ودقة التصوير.

ففي هذا المعرض، الذي افتتح مساء أمس الأربعاء بالدار البيضاء بحضور ثلة من رجالات الفن والثقافة والإعلام، ومن خلال باقة من أعمالها الجديدة، حاولت ماريا القباج أن تقدم أسلوبا يقوم على أشكال بسيطة في تكوينها، لكنها ذات خلفيات دلالية عميقة، تبرز ملامح من شخصية هذه الفنانة التي ترفض التعبير عن مواقف جاهزة، وتستسلم لرغبة جامحة في البوح عن دواخلها.

ويبرز هذا المعرض، وهو ثاني معرض منفرد لهذه الرسامة الشابة، والذي يمتد إلى غاية 25 يونيو المقبل، بعضا من التكوينات الفنية لماريا القباج، ما بين الفن الإفريقي، وعدد من المدارس التشكيلية الأوروبية، التي ظهر تأثيرها من خلال طريقة اشتغالها والأدوات التي تستعملها.

وفي هذا الصدد، أوضحت الفنانة القباج، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها اشتغلت في أعمالها هذه، بطريقتين مختلفتين، تميزت الأولى باستخدام ألوان كثيرة وقوية، فيما اكتفت في الثانية باللونين الأبيض والأسود، مبرزة أنها تنتقل بينهما بحسب حالتها النفسية .

وأشارت إلى أنها في هذا المعرض، الذي يقام بفضاء (ثينكارت)، تقترح على زواره سلسلة من الصور الفوتوغرافية، التي تحتفي فيها بالجسد، ليس في تمظهره المادي، بل بتجلياته الروحية، ومنحوتات هي عبارة عن خليط من المواد كالصباغة واللاصقات وألوان على الثوب، مستعرضة تيمات الحب والروح والوحدة، كموضوعات رئيسية تهيمن فيها المرأة، وتبصم عبرها عن حضور طاغ وملفت للانتباه.

وعبر هذا الحضور، تعمد ماريا القباج إلى بناء عوالمها الخاصة، دون أن تسيجها، بل تتركها مفتوحة أمام الجميع، فأعمالها تتحول إلى مرآة تعكس مشاعرها الخاصة اتجاه محيطها، بتلقائية وعفوية كبيرة، مستعرضة رؤيتها التعبيرية، من خلال كل أعمالها سواء في النحت أو التشكيل أو فن التصوير.

فعند هذه الرسامة الشابة، تتداخل الأصناف الفنية الثلاثة، فهي ترسم وكأنها تنحت، وتنحت كأنها تصور، بأسلوب بسيط، وبضعة خطوط سوداء، كافية بالنسبة إليها، لترسم شخوصها، حيث يهيمن اللون الأسود على مساحة اللوحة، في تموجات وانكسارات تفرز شخصيات تجيد القول والتعبير.

وعن هذه التجربة الشابة، تقول مديرة فضاء (ثينكارت) ومندوبة المعرض السيدة سلمى لحلو، في تصريح مماثل، إن ماريا القباج تنتمي إلى طينة من الفنانين الذين يحتفون بجذورهم، مشيرة إلى أن معرضها هذا يجسد هذا الانتماء من خلال تقديمها لأعمال، يمكن وصف غالبيتها بكونها شكلا من أشكال السيرة الذاتية، وهي تتسم بخصوصيات ثقافية تستمد جذورها من الفن الإفريقي والمغاربي والشرق أوسطي والأوروبي.

والفنانة ماريا القباج فنانة مغربية – لبنانية، من مواليد سنة 1986 بالمغرب، قضت سنة في أحد المعاهد بباريس بمدرسة للفن ثم بلندن لمدة أربع سنوات، وأجرت تدريبا لمدة سنة في فن الفوتوغرافيا بنيويورك، ثم لمدة سنة بباريس حول فن الرسم، لتقدم أولى لوحاتها سنة 2007 .

وبعد عودتها للمغرب سنة 2011 ، شاركت في عدة معارض للرسم والصور الفوتوغرافية والنحت والنقش، فيما أقامت أول معرض لها سنة 2013 بالدار البيضاء، وعرضت فيه مجموعة من أعمالها الفوتوغرافية.

مجموع المشاهدات: 739 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة