الرئيسية | متفرقات | ندوة في أصيلة تبرز دور النخب في تعزيز الديموقراطية في البلدان العربية والإسلامية

ندوة في أصيلة تبرز دور النخب في تعزيز الديموقراطية في البلدان العربية والإسلامية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

سلطت الندوة الثالثة من ندوات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية التي نظمتها مؤسسة منتدى أصيلة في موضوع "النخب العربية والإسلامية.. الدين والدولة"، الضوء على دور النخب في تعزيز الديموقراطية وتنمية المجتمعات الإسلامية.

وأبرز حسن مسكين، الأستاذ المتخصص في تحليل الخطاب الأدبي والسياسي،بكلية الآداب بالجديدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذه الندوة التي نظمت على مدى يومين (24-25 يوليوز)، دور النخب في الإسهام في تحديث المجتمع، وحل الإشكاليات المتعلقة بالديموقراطية والحرية وتحدي الدولة المدنية أو الدينية، داعيا إلى "استلهام النموذج المغربي الناجح "بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس".

وفي تصريح مماثل، قال الخبير الإعلامي الدولي، عبد الله أبو عوض، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي، أن العلاقة بين الدولة والدين تعود غالبا إلى زاوية الدراسة والتأويل، داعيا النخب "العلمانية" إلى تعميق معرفتها بالتراث الإسلامي، والنخب "الإسلامية" و"العلماء" إلى مواكبة تطور البنى السياسية للمجتمع المدني.

وفي مداخلة خلال الجلسة الختامية للندوة، توقفت الأستاذة ثورية السعودي، الباحثة بجامعة محمد الخامس بالرباط، عند مفهوم النخبة، الذي كان القدامى يطلقون عليه مصطلح "الصفوة" في مقابل مصطلح "العامة" (الجمهور)، الذي صار له الآن معنى آخر بفعل بروز وسائل التواصل الاجتماعي.

وقاربت تاريخ النخب النسائية بالمغرب، مؤكدة أن الإسلام لم يعارض أبدا حقوق النساء، ولكن الدخول في اللعبة السياسية يدفع إلى تأويل الدين الحنيف على أنه كذلك.

وذكر المحلل السياسي الموريتاني ، عبد الله ولد باه، بأن الدولة الحداثية في العالم العربي تأسست على قاعدة عقد ضمني بين حركات التحرير والحكومات، يهدف إلى بلورة سياسات وطنية والحفاظ على السلام،، داعيا إلى دراسة دورة النخب في إعادة بناء هذه المهام وقدرة الدولة على الاضطلاع بها حاليا.

وسجل الديبلوماسي العراقي محمد علي الداود، رئيس قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية ببيت الحكمة ببغداد، خلال اللقاء ذاته، أن الدين يتميز بقداسته وصفائه وانفتاحه في وجه جميع الأشخاص، مشيرا إلى دراسة أنجزتها مؤسسة بيت الحكمة تؤكد أن المجتمع العراقي، بكل مكوناته، "يطالب أكثر من أي وقت مضى بإقامة دولة عراقية ذات سيادة"، ويدعو إلى وضع حد لجميع السياسات "غير العقلانية" التي تم اعتمادها في العراق منذ احتلاله ، ما أدى إلى "إحداث بنية مجتمعية ضعيفة وهشة وتصاعد الحركات المتطرفة".

وفي محور "الدين كتراث مشترك واحتكاره من لدن الساسة" ، قدم السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، دراسة مسهبة أوضح فيها أن "الدين ليس تراثا بل هو رسالة إلهية وحق مشترك بين المؤمنين به". وأضاف أن "احتكار الدين من لدن بعض الحركات السياسية والفكرية التي تقول إنها تتحدث باسم الدين، وإقصاء الدين عن السياسة من قبل بعض التيارات السياسية والفكرية التي ترفع شعار العلمانية هو الأمر الذي يشكل تحديا يواجه المجتمعات العربية الإسلامية خلال هذه الفترة العصيبة التي تعيشها".

وأضاف أن "تحديد المفاهيم وضبطها، وتحرير المصطلحات وتأصيلها، هما المدخل إلى الفهم السليم، وإلى التفاهم المبعد للاختلاف، الذي يفضي إلى الخلاف، وما يترتب عليه من مضاعفات تنعكس على الوئام الاجتماعي، وقد تكون لها آثارها المضرة على الاستقرار السياسي".

وأشار إلى أن "الإسلام لم يحدد نمطا معينا للدولة لا يتجدد ولا يتطور بل وضع المبادئ ، وأرسى الأسس، ورسم المعالم، وحدد الإطار، وترك للمسلمين انتهاج ما يرونه ملائما لواقعهم، ومناسبا لمستجدات حياتهم، ومستجيبا لقضايا عصرهم، في ظل مقاصد الشريعة".

وأوضح المدير العام للإيسيسكو أنه "حيث أن الإسلام لم يأت بنموذج واحد للحكم وبأي شكل محدد للسياسة ، فإن إضفاء الصفة الإسلامية على أي نوع من الحكم أو على السياسة، هو تجاوز لا أصل له". وخلص السيد التويجري إلى أن "احتكار الدين من لدن السياسة، بالفهم المنغلق، هو تأويل ليس له من موجبات الصحة نصيب،وأن إقصاء الدين عن السياسة تعسف، لا مبرر له، فالدين يمثل في تعاليمه وأخلاقه، مكونا أساسا من مكونات الحكم في الإسلام".

وأكد الأكاديمي نعيم عبد الرحمان الغرياني، أستاذ الهندسة النووية بجامعة طرابلس، ومدير المعهد الليبي للسياسات، على تعقد الرابط التاريخي والمجتمعي بين الدين والدولة، مشيرا إلى أن استغلال الدين في بعض الدول العربية عن طريق "الفتاوى" كان له تأثير مدمر على مجتمعاتها.

وأبرز المحلل السياسي الأردني، صالح قلاب، من جانبه، مفهوم الدولة المدنية في مقابل الدولة الدينية، موضحا أن الوضعية في العالم العربي تحولت من صراع سياسي إلى صراعات ذات طابع طائفي يمثل "خطرا حقيقيا" على الشعوب والمجتمعات.

وتحدث رئيس شركة أكسفورد الأندونيسية (أوكسيس) بلندن، رحمة مولياوان، عن تاريخ الانسجام بين السياسة والدين في بلاده، مستعرضا مسارات عدة حركات نهضوية من قبيل حركة "المحمدية" و"العلماء" اللتين حاولتا إقامة علاقة بين الإسلام والحداثة، مذكرا بالجهود التي بذلتها الدولة في هذا الإطار والدور المؤثر للرئيس الأسبق سوهارتو.

يذكر بأن الدورة 38 لموسم أصيلة الثقافي الدولي (15-28 يوليوز)، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستتواصل اليوم الأربعاء بتنظيم ندوة "الرواية العربية وآفاق الكتابة الرقمية" ومنح جائزة محمد زفزاف للرواية العربية في دورتها السادسة للروائي التونسي حسونة المصباحي.

مجموع المشاهدات: 951 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة