الرئيسية | متفرقات | "التداخل الثقافي العربي الفارسي من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري" مؤلف جديد للباحث المغربي رشيد يلوح

"التداخل الثقافي العربي الفارسي من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري" مؤلف جديد للباحث المغربي رشيد يلوح

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

صدر مؤخرا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة مؤلف جديد للباحث المغربي رشيد يلوح تحت عنوان "التداخل الثقافي العربي الفارسي من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري" .

ويحاول الكتاب، الذي يقع في 271 صفحة من القطع الكبير، أن يبرهن على أن التداخل الثقافي بين العرب والفرس الذي أرسته العصور الإسلامية الأولى "لا يحمل أي دلالات أيديولوجية أو هيمنة أو إقصاء، وإنما هو نتيجة موضوعية لمجموعة من العوامل أهمها ظهور الإسلام في بلاد العرب وامتداده عبر الفتوحات إلى البلاد المجاورة التي استوعبته بسرعة واندمجت في إطار تفاعلاته ".

ويتناول الكاتب المغربي مفهوم التداخل من وجهة نظر الأنثروبولوجيا الثقافية، ويقدم نظرة مختصرة عن التاريخ الفارسي قبل الإسلام، ثم يناقش مواقف مفكرين عرب وإيرانيين من التداخل الثقافي العربي الفارسي أمثال محمد عابد الجابري وعبد الحسين زرينكوب ومرتضى مطهري.

ويقدم رشيد يلوح كتابه كمساهمة في تأسيس مقدمة نظرية جامعة بين الثقافتين العربية والفارسية تمكن الباحثين والمثقفين العرب والفرس من تجديد النظر في المشتركات القائمة بينهما، مبرزا أن معظم الدراسات المتوفرة حتى الآن في مجال الدراسات العربية الفارسية اكتفت بالعمل ضمن دائرة الأدب المقارن.

وقد فرض هذا الهدف على الباحث النظر في كم كبير من نصوص التراث العربي الفارسي المتقاطع زمنيا وجغرافيا ومضمونا، ثم البحث بين ثناياه عن العناصر التداخلية الكامنة، ثم استخلاص نتائج تحاول تفسير حقيقة التداخل الثقافي العربي الفارسي، حيث تطلب هذا المسلك الاستعانة بمجموعة من المناهج أهمها منهج الدراسات الثقافية.

وتناول الكتاب إشكاليات جزئية ورئيسة وردت ضمن ثلاثة فصول رئيسة وعدد من المباحث والمحاور الفرعية، وخلص إثرها إلى عدة نتائج منها أن الإسلام شكل المحفز الأكثر تأثيرا في التداخل العربي الفارسي، مبرزا أن المنهج النبوي أعطى للعرب القابلية للانفتاح على الشعوب الأخرى وتقبل عناصرها الثقافية تفاعلا وتبادلا.

ولاحظ الباحث أن عموم مسار التداخل الثقافي العربي الفارسي بعد الإسلام كان محكوما بثلاثة نواظم رئيسة هي: الناظم الديني، و الناظم الجغرافي، و الناظم الزمني ، ثم أثبت في الشق التطبيقي من دراسته أن أنشطة عملية التداخل كانت تنمو في الغالب تحت تأثير النواظم الثلاثة معا. وكمثال على ذلك ذكر المؤلف أمثلة كثيرة أبرزها مثال الرحالة المغربي ابن بطوطة.

واستنتج الباحث أيضا أن موقف المثقف المعاصر ، سواء في الضفة العربية أو الفارسية، من التداخل العربي الفارسي "لم يتحرر بعد من سلطة الأسطورة التاريخية ومن إكراه الإيديولوجيا، كما لم يستطع الطرفان حتى اليوم بلورة موقف علمي يقيم علاقتهما ببعضهما ".

ويرى المؤلف أن التعصب الطائفي والإيديولوجي من أهم الوسائل التي استخدمت في تقويض التداخل الثقافي العربي الفارسي، داعيا عموم النخبة في كلتي الضفتين، العربية والفارسية، إلى التحرر ما أمكن من أغلال التاريخ المانعة للتفاعل الايجابي العربي الفارسي، معتبرا ذلك شرطا أساسيا لكي يستأنف الطرفان مسارهما الحضاري التداخلي.

يذكر أن هذا الكتاب كان في الأصل أطروحة دكتوراه ناقشها الباحث رشيد يلوح سنة 2013 في كلية الآداب- أكدال بجامعة محمد الخامس بإشراف الدكتور أحمد شحلان، وأمام لجنة علمية تشكلت من الأساتذة عبد الرحيم بنحادة و حسن المازوني و إدريس عبيزة.

والاكاديمي المغربي رشيد يلوح ، يعمل حاليا باحثا في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (الدوحة)، وله عدة بحوث وترجمات بين اللغتين الفارسية والعربية، ودراسات في الثقافة والإعلام والدراسات الإيرانية، وهو حاصل على الماجستير في اللغة والأدب الفارسيين من جامعة (تربيت مدرس) في طهران، وعضو بالجمعية المغربية للدراسات الشرقية.

مجموع المشاهدات: 1132 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة