الرئيسية | متفرقات | الحدائق العجيبة ببوقنادل.. اكتشاف أن الحفاظ على الطبيعة هو الحفاظ على استمرار النوع البشري في جو ملؤه البهجة

الحدائق العجيبة ببوقنادل.. اكتشاف أن الحفاظ على الطبيعة هو الحفاظ على استمرار النوع البشري في جو ملؤه البهجة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

(بقلم : ليلى الشافعي)

الرباط /20 غشت 2014 /ومع/ عندما يكون المسافر المتجه من الرباط إلى القنيطرة على مقربة من مدينة بوقنادل، سيلمح على يساره يافطة معدنية مكتوبا عليها "الحدائق العجيبة"º وهي حدائق تشكل بساطا ساحرا يتألف من نباتات برية ومائية غريبة، بعضها يعيش في الأحواض المائيةº فضلا عن بعض الجسور المعلقة بين الأشجار أو الموضوعة على بعض الأحواض، علاوة على المطيرة ومبنى الزواحف وبعض الأسماك.

وأول ما يثير انتباه الداخل إلى هذه الحدائق، فضلا عن النافورة التي ترشح بالمياه، وجود مقهى جميل ملون بالأزرق، يحتوي على أثاث يثير البهجة بألوانه الحارة الزاهية، وهو مقهى "موريسك"، الذي يقدم الشاي والحلويات المغربية.

بعد ذلك، وعندما يمد الزائر بصره باتجاه الغرب، سيجد بساطا ساحرا من الخضرة المتموجة بفروق دقيقة، وأول ما يصادفه هو المóطúيóرóة التي تضم مختلف الطيور المستجلبة من عدد من بلدان العالم، بعدها سيتجول عبر 12 حديقة هي على التوالي حديقة الكونغو والسافانا والبرازيل وجزر الأنتيل وآسيا الوسطى والصين وبولينيزي واليابان والمنحدرات الخضراء وحدائق الأندلس والمكسيك والبيروº فضلا عن متحف يضم مجسما لمصادر الطاقة المتجددة الأربعة، الشمسية والهوائية والمائية والحيويةº علاوة على بعض أغراض مؤسس الحدائق الفرنسي مارسيل فرنسوا، ناهيك عن مسكن الزواحف والبيت الزجاجي والمنبت ثم المتاهة الموضوعة في مدخل الحدائق لمن أراد الاستمتاع باللعب من صغار وكبار.

لدى زائر الحدائق الاختيار بين ثلاثة مسالك للزيارة، مسلك طويل يستغرق ساعتين ونصف ولونه أحمر وهو يمر على الحدائق الإثني عشر ثم المسلك الأزرق بالنسبة للأشخاص المتعبين، ويستغرق ساعة ونصف، يمر على أهم الحدائق، ثم المسلك البيداغوجي ولونه أخضر توجد فيه خمس محطات، المحطة الأولى تهم مظاهر التنوع البيولوجي العالمي والوطني، والثانية تتعلق بالنفايات وإعادة التدوير "نقول للطفل إذا رميت قشرة موز فإنها تتحلل في فترة وجيزة أما إذا رميت قنينة ماء من البلاستيك فستعود بعد 80 عاما وتجدها ما تزال في مكانها" حسب ما قاله مدير الحدائق ابراهيم حدان، فضلا عن حثه على الفرز بين أنواع القمامة، من بلاستيك ومعادن وزجاج ونفايات بيولوجية.

وتهم المحطة الثالثة دور الغابة في الحفاظ على حياة الإنسان والتهديد الذي يطالها من قبل هذا الأخير، فالرابعة وتتعلق بدور الماء في الحياة، وأخيرا دور البستنة والنباتات في الحفاظ على التوازن الطبيعي وفي الزينة خدمة للبعد الجمالي.

في حوار أجرته وكالة المغرب العربي للأنباء مع مدير الحدائق العجيبة السيد إبراهيم حدان، أشار إلى أنه بعد الاستقلال تدهورت الحدائق المغربية سواء منها التاريخية أو تلك التي أنشأها الاستعمار، وباتت تعرف تراكم الأزبال وانعدام الأمن، ومن بينها الحدائق العجيبة، وكان أحد أهداف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، إعادة إحياء هذه الحدائق والحفاظ عليها.

وأضاف أن السلطات المحلية لمدينة سلا أقفلت الحدائق العجيبة بشكل نهائي سنة 2000 نظرا لخطورتها، ثم تم قضاء حوالي السنتين في التحضيرات، حيث عقدت مؤسسة محمد السادس للبيئة شراكة مع وزارة الداخلية يتم بموجبها التنازل عن هذه الحدائق لصالح المؤسسة، قبل أن تنطلق أشغال الإصلاح سنة 2002 ، بميزانية هامة ساهم فيها عدد من الشركاء المنتمين للمجلس الإداري لمؤسسة محمد السادس، وذلك لإنقاذ ال620 نوعا من النباتات المتبقية بالحدائق، قبل أن يعاد فتحها سنة 2005 على شكلها الحالي.

واعتبر السيد حدان أن "الفلسفة الكامنة وراء الحفاظ على هذه الحدائق، هي الرجوع بها إلى سالف عهدها قبل تخريبها. بمعنى أن لا يتم تغيير ملامحها. ذلك أن الحدائق التاريخية تحولت كلها إلى تراث وطني بما في ذلك الحدائق العجيبة التي صنفتها وزارة الثقافة كذلك. هذه الحدائق أنشأها مارسيل فرانسوا بفلسفة معينة، أو كما يقول هو نفسه في كلمة موجهة إلى الزوار، معلقة في مدخل بيته الذي تحول إلى متحف، أنه كان لديه حلم حققه، ألا وهو إنشاء حديقة بها العديد من نباتات العالمº فاحترمنا رغبته، وأرجعنا حدائق بوقنادل كما كانت بالضبط".

مجموع المشاهدات: 831 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | مغربي حائر
سانية الرمل بين البلطجية والإهمال
الشمال إقتصاد الشمال الشمال الثقافي الشمال الرياضي آراء من الشمال شاشة الشمال من العالم Español chamalpost انتهاك كرامة الحوامل بجناح الولادة بمستشفى سانية الرمل بتطوان واستمرار غياب مديرها + صورة شمال بوست / الاخبار 12 مايو، 2014 تعاني نزيلات جناح الولادة بالمستشفى الإقليمي “سانية الرمل” بتطوان، من الإهمال وسوء المعاملة من طرف الممرضات وبعض الأطر الطبية بالجناح، حيث تحولت غرف الجناح إلى أماكن تهان فيها النساء الحوامل وتنتهك آدميتهن ناهيك عن الوفيات بسبب الاهمالواللامبالات. ويعتبر جناح الولادة بمستشفى سانية الرمل بتطوان نقطة سوداء لهدر الكرامة الانسانية والاستخفاف بالحق في الحياة، حيث تستمر الحالات المأساوية في اثارة سخط مرتادي الجناج والمتتبعين للشأن الصحي بتطوان. وكانت يومية “الاخبار” قد نشرت صورة تظهر امرأتين حاملتين وهن ترقدان على سرير واحد، في ظل قلة الأسرة الكافية للنزيلات، بالإضافة إلى غياب النظافة الواجب توفرها في هذا الجناح بالذات، والضجيج والصراخ للعديد من النسوة اللواتي على وشك الانجاب. سيدتين حاملتين ترقدان على سرير واحد بقسم الولادة بمستشفى سانية الرمل بتطوان تصوير : أحمد معتكف سيدتين حاملتين ترقدان على سرير واحد بقسم الولادة بمستشفى سانية الرمل بتطوان تصوير : أحمد معتكف وحسب نفس اليومية، فإن قسم الولادة بمستشفى سانية الرمل بتطوان، أصبح مثال صارخ على الاستهتار بحياة النساء الحوامل وأبنائهن المرتقبين، إذ أن أغلبية طبيبات وأطباء الولادة يشتغلون في مصحات القطاع الخاص ويتغيبون عن الحضور الى الجناح، في الوقت الذي تعاني فيه الأمهات الحاملات الأمرين خلال ولوجهن المستشفى من أجل الولادة، ويهددهن شبح الموت داخله. ورغم الشكايات التي توجهها في الغالب جمعيات حقوقية ونسائية للمندوب الإقليمي “البشير الجباري” ومدير المستشفى “محمد وهبي” للحد من هذه الممارسات اللاأخلاقية والمهينة لكرامة النساء، يستمر المسؤولون في غض بصرهم وصم آذانهم، والتملص في الأخير من المسؤولية في حالة الأخطاء الطبية أو الوفيات التي يعرفها جناح الولادة باستمرار. chamalpost karikaturوعلمت “شمال بوست” أن مجموعة من الجمعيات الحقوقية والنسائية شرعوا في التنسيق من أجل تنظيم أشكال احتجاجية ضد الفوضى التي يعرفها مستشفى سانية الرمل سواء ما تعلق بالاستهتار بالحق في الحياة في قسمي الولادة والمستعجلات أو فوضى الشواهد الطبية، كما أن لجنة خاصة مشكلة من نشطاء حقوقيين تعكف على إعداد لائحة بأسماء الأطباء الذين يتغيبون عن أداء مهامهم بالمستشفى ويتوجهون الى المستشفيات الخاصة للعمل.
مقبول مرفوض
1
2014/08/20 - 01:42
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة