زووم : أخبارنا تقربكم من أبشع صور استغلال عمال عقود الذل " أنابيك " بمباركة من الحكومة
عبدالاله بوسحابة : اخبارنا المغربية
سيذكر التاريخ بما لا يدع مجالا للشك تلك المهزلة التي ألمت بسوق الشغل المغربي و المتمثلة في عقود العمل ( أنابيك ) او الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات , صيغة قانونية صادق عليها ممثلو الأمة في البرلمان المغربي , بعدما فطنوا جيدا أنها وسيلة مميزة تخدم مصالحهم , كيف لا و صناع القرار في هذا البلد الكريم ( البرلمانيون ) , هم في الأصل أصحاب شركات و مشاريع عملاقة , لذا فمن المنطقي جدا ان تكون هذه الصيغ او البدائل القانونية على المقاس خدمة لمصالحهم المالية , لذا فلا ضير ان يقبلوا بمثل هكذا قرارات من شأنها ان تزيد من نسبة أرباحهم .
لقد عمد العديد من أصحاب المقاولات اللجوء إلى هذا الصنف من عقود العمل التي يستفيدون بموجبها من دعم مهم من الدولة قد يصل إلى نصف الأجر الشهري عن كل عامل في إطار عقد عمل بصيغة متدرب مدته سنتين , في تناقض صارخ , ربما يستعصي على البعض فهمه بشكل واضح و صريح , حيث ان هذا المتدرب كما هو مبين في عقد ( التدريب ) , عفوا عقد العمل يصبح عاملا منتجا و مسؤولا عن المؤشرات الحمراء و الخضراء , فعن أي تدريب يتحدث هذا العقد ؟ فالواضح ان هذه العقود مجرد وسيلة أريد بها استغلال الطاقات الشابة في إطار قانون يسلب هذا العامل المتدرب من ابسط حقوقه المهنية و المتمثلة في التغطية الصحية و الضمان الاجتماعي و التأمين ...و في ظروف عمل لا انسانية , لا يحق له فيها كعامل ان يتكلم او يحتج و لا حتى ان يطالب بحقوقه ...فقط عليه ان يشتغل في صمت و الا سيكون مصيره حتما الطرد , و قد وقفنا عن كتب من خلال مواكبتنا اليومية للقضايا المجتمعية على حالات متكررة و التي استغل فيها عمال عقود الذل " أنابيك " ابشع استغلال , فمنهم من يجبر على العمل الليلي من دون اي تعويض و بشكل يومي مستمر ...و منهم من يجبر على مضاعفة ساعات العمل القانونية من دون اي مقابل , وعديدة هي الحالات التي تتعرض فيها عاملات بهذا الصنف من العقود للتحرش الجنسي ( الحيواني ) , و الذي قد يتعدى ذلك الى ما هو أكثر جرما في حق هذه الفئة عن طريق العزف على وثر لغة الوعود الكاذبة ( الترسيم ) , او الوعيد بالطرد ...؟ وقد عاينا ذلك مرارا و تكرارا...سلوكيات شاذة أصبحت تتفشى بشكل رهيب في جميع الوحدات الإنتاجية , في ظل غياب سياسة المراقبة و التفتيش السري , و حتى ان كان هنالك تفتيش او مراقبة فإنكم تعرفون بقية الحكاية...؟
ليجد ذلك العامل المسكين نفسه بعد مضي السنتين , موقوفا عن العمل بعدما قدم الغالي و النفيس , و سهر الليالي , و تحمل عبأ مسؤولية الإنتاج و المردودية , فهل في مفكرة رئيس الحكومة حلولا آنية و مستعجلة لإخراج هذه الفئة المهمشة من عنق زجاجة الاستغلال ؟ أليس لهذا العامل ( المتدرب) الحق في الاستفادة من حقوقه الشرعية المنصوص عليها في مدونة الشغل ؟ ام أننا نستنسخ عقود و عهود زمن الرقيق المضطهدين ؟
هذه لمحة بسيطة و همسة خفيفة في أذن رئيس الحكومة الذي يبدو انه تنكر لكل ما جاء على لسانه في إبان حملته الانتخابية , و اختار سلك سياسة الأذن الصماء , رغم النداءات و المطالب , الا ان إشكاليات كثيرة لازالت عالقة ينبغي عليه ان ينبري لها خدمة للصالح العام و وفاء لمواثيقه السابقة ..
عدد التعليقات (12 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟