الرئيسية | اقتصاد | أجي تفهم : محمد أفزاز يكشف لـ " أخبارنا " تفاصيل دقيقة عن قرار " تعويم الدرهم " .. الرابحون والخاسرون

أجي تفهم : محمد أفزاز يكشف لـ " أخبارنا " تفاصيل دقيقة عن قرار " تعويم الدرهم " .. الرابحون والخاسرون

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أجي تفهم : محمد أفزاز يكشف لـ " أخبارنا " تفاصيل دقيقة عن قرار " تعويم الدرهم " .. الرابحون والخاسرون
 

عبدالاله بوسحابة : أخبارنا المغربية   

سيخوض المغرب تجربة نقدية غاية في التعقيد عندما سيبدأ بشكل رسمي العمل بنظام تعويم العملة المحلية( الدرهم)، اعتبارا من شهر يوليوز المقبل. وفي حين ينظر قطاع واسع من المواطنين والمتعاملين إلى هذه الخطوة بعين الشك والريبة، فإن السلطات النقدية المغربية تبدو متفائلة جدا حيال دور "التعويم" في دعم تنافسية الاقتصاد وتجنب الصدمات الخارجية وتخفيف الضغط على احتياطات النقد الأجنبي . فما هو مفهوم التعويم؟ وماهي دوافعه؟ ماهي مراحله؟وهل هناك رابحون وخاسرون من هذه الخطوة؟ ما هي الضمانات لإنجاح هذه التجربة؟ وماذا عن تجارب الدول الأخرى؟

و من اجل معرفة تفاصيل أكثر دقة ، توجهنا بهذه الأسئلة و أخرى إلى أهل الإختصاص ، حيث كان لموقع " أخبارنا المغربية " حديثا خاصا مع الصحفي المغربي المتخصص في الاقتصاد، السيد محمد أفزاز ، الذي يعمل كمحلل اقتصادي لدى قناة " بين سبورتس" قطرية فكانت الأجوبة التالية :

1- تعويم العملة بشكل مبسط فإن تعويم العملة المحلية(الدرهم) هو تحرير سعر صرفها في مقابل العملات الأجنبية الأخرى، مثل اليورو والدولار، دونما تدخل من جانب السلطات النقدية/ البنك المركزي. و تحرير سعر صرف العملة يشبه إلى حد كبير تحرير أسعار السلع والخدمات، حيث تخضع السلعة أو الخدمة لقانون العرض والطلب، فإذا زاد الطلب ارتفع السعر، وإذا زاد العرض انخفض السعر.

والتعويم نوعان -تعويم كامل/خالص حيث تُترك العملة الوطنية تسبح في مياه السوق- إن صح التعبير- دون أن ينقذها أحد أو يحدد وجهتها، بل تخضع لآلية العرض والطلب، فتارة ترتفع، وتارة تنخفض أمام العملات الأخرى. -تعويم موجه/مُدار في هذه الحالة يُترك سعر صرف العملة إلى قانون العرض والطلب، لكن السلطات النقدية ممثلة في البنك المركزي تتدخل عند الحاجة عبر التأثير على مستويات الطلب، بضخ مزيد من الدولارات أو اليوروهات في السوق لتخفيف الضغط، أو بالشراء من السوق لامتصاص الفائض من المعروض النقدي. وعبر العالم، هناك دول تعتمد سعر صرف ثابت مثل أغلب دول الخليج التي تربط عملاتها بالدولار، كون النفط مُقَوم بالعملة الأميركية، وهناك دول تعتمد سعر صرف مرن مثل أمريكا وأوروبا، وهناك دول تعتمد سعر صرف مرتبط بسلة عملات كما هو الشأن بالنسبة للمغرب حاليا حيث يرتبط الدرهم باليورو بنسبة 60% والدولار بنسبة 40% 2.

- دواعي تعويم العملة تبرر السلطات النقدية بالمغرب كما في تجارب أخرى لجوئها إلى تعويم العملة إلى عدد من الدواعي، لعل أبرزها.

-ضرورة انفتاح الاقتصاد المحلي على العالم الخارجي، بما يعني الرفع من تنافسية الشركات المغربية، ومن ثم زيادة حجم التصدير، حيث كلما انخفضت العملة المحلية، كلما قلت تكلفة الإنتاج، ليتم طرح السلع المغربية بأسعار منافسة بالأسواق الخارجية.

-تخفيف الضغط على الاحتياطي من النقد الأجنبي عبر تنشيط حركة التصدير و تقليل حجم الاستيراد، والنتيجة تقليص العجز في الميزان التجاري الذي بلغ مستويات كبير تفوق الخمسين المائة.

- القدرة على مواجهة الصدمات الخارجية مثل تقلبات أسعار النفط، وأسواق العملات.

- إحداث نظام مالي ومصرفي مرن وعالي الكفاءة، وتحويل المغرب إلى مركز مالي عالمي جاذب.

- وينضاف إلى ذلك معطى جديد يتعلق بتوجه المغرب للاستثمار بكثافة في السوق الأفريقية، وهو ما يستلزم من جهة توفر المملكة على حجم أموال ضخمة بالعملات الصعبة لتنفيذ المشاريع، ومن جهة أخرى الالتزام بشروط صندوق النقد الدولي الذي يطالب بـ"التعويم" كشرط لتقديم أي قرض عند الحاجة.

3- مراحل التعويم وحتى يتجنب ما حدث في تجارب أخرى، من أبرزها التجربة المصرية التي أدى تعويم العملة فيها قبل أشهر إلى رفع التضخم (الأسعار) إلى مستويات غير مسبوقة، فقد اعتمد المغرب في تطبيقه للتعويم مبدأ التدرج وعدم ربط الخطوة ظرفية أزمة اقتصادية. ويؤكد بنك المغرب(البنك المركزي) أن تعويم العملة سيمر بمرحلتين وفق مدد زمنية تضمن عدم حدوث أي صدمة سعرية أو تضخمية. تبدأ المرحلة الأولى بتحديد قيمة دنيا وأخرى عليا لسعر صرف الدرهم مقابل العملات الأجنبية، حتى لا يخرج الأمر عن سيطرة البنك المركزي، وحتى يتم ضمان تكييف الأسواق الداخلية مع هذا التحول المعقد، إنها فترة اختبار وتجريب. وتتلو هذه المرحلة، مرحلة أخرى وهي التعويم الكامل ، أي رفع اليد وخضوع الدرهم لقانون العرض والطلب، ويمكن لهذا التحول أن يأخذ سنة، كما يمكن أن يأخذ زمنا أطول بحسب درجة التكيف، ويبقى السؤال، في حال لم تتكيف الأسواق مع هذه الخطوة أو حدوث تأثيرات سلبية عميقة، هو هل سيكون بإمكان البنك المركزي التراجع كليا عن "التعويم".

4- الضمانات يقول البنك المركزي إن تجربته في "التعويم" ستكون فريدة قياسا إلى تجارب أخرى، كونه سيخوضها دون ضغوط، كوجود أزمة اقتصادية أو مالية، الأمر الذي سيتيح له قدرة أكبر على إدارة توجهه النقدي الجديد بمرونة أكبر وتدرج أعمق، كما أن وضعية المغرب الاقتصادية أكثر ملاءمة، سواء من جهة حجم الديون، أو معدلات النمو(توقعات بنمو 4.4%)، أو مستويات التضخم(2%) وعجز الميزانية، بالإضافة إلى توفره على احتياطات أجنبية بواقع 25 مليار دولار، وهو ما سيجنب الدرهم المغربي الوقوع في شراك انخفاض دراماتيكي، حسب ما يعتقد صندوق النقد الدولي الذي منح المغرب خط ائتمان لمواجهة المخاطر بقيمة 3.5 مليار دولار. وفق البنك المركزي دائما، فإن قرار التعويم اختياري متدرج، وليس اضطراري أو وفق إملاءات خارجية أو ظروف استثنائية. إلى هنا تبدو الأمور وردية، وفق الرواية الرسمية، وإن كان البنك المركزي نفسه لم ينف إمكانية وجود مخاطر في التحول نحو سياسة التعويم، على قاعدة شر لابد منه لجني النتائج الإيجابية. 5- الرابحون والخاسرون مهما حاول البنك المركزي والسلطات النقدية بالمغرب تخفيف الهواجس لدى المواطنين والتجار، والقول بأن سياسة التعويم ستكون محاطة بضمانات قوية لنجاحها، إلا أن أساسيات الاقتصاد من جهة ونتائج التجارب السابقة من جهة أخرى تدلل على أن التعويم ستكون له انعكاسات سلبية آنية ومستقبلية على عدد من الأطراف، وأن هذه السلبيات والمخاطر ستتعاظم في حال لم ترق الإجراءات المتخذة لاستيعاب الصدمات ومواجهة أي محاولة لإنشاء سوق سوداء، والتفاف البنوك، وبالمقابل سيكون هناك رابحون من هذه الخطوة. ومن الناحية النظرية فإن تعويم الدرهم سيفيد:

- الشركات المصدرة ، حيث ستصبح أكثر منافسة بالأسواق الخارجية

- سيفيد في جذب الاستثمارات الخارجية، سواء على شكل شراء أسهم وسندات وأوراق ديون، أو استثمارات صناعية وخدمية، وما يستتبع ذلك من توفير لفرص الشغل

-سيمكن من تنشيط السياحة، وجذب سياح أكثر، حيث ستصبح كلفة الإقامة بالمغرب أقل مع تراجع الدرهم.

-سيمكن التعويم من رفع مستويات تحويلات العمال المهاجرين، وكنتيجة ذلك ارتفاع مستويات الاحتياطات من النقد الأجنبي.

-مرونة أكبر وكفاءة عالية للنظام المصرفي والمالي أما بالنسبة للخاسرين فهم: -المستهلك حيث سترتفع الأسعار، ويزيد التضخم، و تتآكل بذلك القدرة الشرائية للمواطن.

-الشركات المستوردة، التي سترفع تكلفة الاستيراد لديها وهو ما سيدفعها لرفع الأسعار، أو التوقف عن الاستيراد.

-ميزانية الدولة،حيث سترتفع فاتورة استيراد النفط والاحتياجات الطاقية، ومعدات ومستلزمات المشاريع الكبرى.

-ارتفاع قيمة الديون الخارجية، حيث سيدفع المغرب أكثر فأكثر كلما تراجع سعر الدرهم. ومن الناحية النظرية دائما فإنه يمكن إبطال مفعول هذه السلبيات، في حال لجأت الدولة إلى دعم القدرة الشرائية للمواطنين، وفتح خطوط ائتمان جديدة للمصدرين، وتفعيل دور الرقابة ومحاربة الفساد.

6- تجارب لن أخوض في تجارب متعددة، و سأقتصر على أقرب تجربة وأحدثها ، وهي التجربة المصرية التي انطلقت قبل أشهر، فقد أدى تعويم الجنيه المصري إلى انخفاض أسعار العملة المصرية أمام الدولار، حيث انتقل من 8.8 جنيه مقابل دولار واحد، إلى 18.7 مقابل دولار واحد، وتبعا لذلك ارتفعت التضخم (الأسعار) إلى أكثر من 30%، وتزامن ذلك مع تراجع الاحتياطيات الأجنبية في ظل غياب الاستقرار الذي أثر على السياحة، التي تعد أكبر مصدر للعملة الصعبة، هنا سيقول البنك المركزي إن تجربة المغرب مختلفة، فمصر لجأت للتعويم في حالة اضطرار.

7- تساؤلات هناك تساؤلات كثيرة، بمثابة هواجس وتخوفات من خوض هذه التجربة، وهي بحاجة إلى إجابات عميقة وعملية..

-هل بالفعل الاقتصاد المغربي مؤهل للمنافسة حاليا؟

-هل جهزت الشركات نفسها لهذه اللحظة المعقدة؟

- هل يوجد ما يكفي من الاحتياطات الأجنبية لمواجهة الصدمات؟

-هل اتخذت الدولة مايكفي من إجراءات وآليات احترازية لمواجهة نشوء سوق سوداء للعملات، وضمان الالتزام الأخلاقي من جانب البنوك؟

-هل سيترك المواطن لوحده في مواجهة تقلبات الأسعار، بحجة حرية المنافسة في الأسواق؟ أخيرا لا أدعي أنني قد أحطت بالموضوع منكل جوانبه، فهناك مداخل أخرى أكثر تعقيدا.

مجموع المشاهدات: 28831 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (8 تعليق)

1 | المغتربة
تعويم الدرهم
تحدثم عن القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية وتاثير تعويم الدرهم عليها ايجابا او سلبا ! ولكن السؤال المطروح هو أين المواطن البسيط ذو الدخل المحدود من كل هذا ؟ سيطحن ويكون تحت رحمة المزايدات التي يعرفها سوق العملة واظن ان البنية التحتية الاقتصادية للمغرب ليست قوية بما فيه الكفاية لمواجهة المنافسة الشرسة التي تشنها الدول القوية على الدول ذات الاقتصاد الهش مثل بلدنا فالتغيير يأتي في وقت غير مناسب والله أعلم
مقبول مرفوض
1
2017/06/23 - 09:20
2 | منال محمد
اللطف
نتمنى ان تكون تجربة ناجحة و في مصلحة الوطن.
مقبول مرفوض
-4
2017/06/23 - 09:25
3 | صفوان
إذا كان لا بد من التعويم فإن المغرب في حاجة إلى كل قرش أبيض في خزائنه التي للأسف أفسدها الصيد الجائر والمنظم لعصابات الفساد
مقبول مرفوض
3
2017/06/23 - 09:47
4 | mustaphaé
Petit commentaire
اسئلة مهمة طرحها السيد المحلل في الاخير ولم يجب عنها رغم اهمية الاجابة اما اختيار المغرب غير مؤكد , فالجواهري مقدم على التعويم من اجل تقدم الاقتصاد المغربي , والتقدم ليس اختيار بل اي بلد هو مجبر على اتخاذ كل القرارات والاجراءات الضرورية من اجل التقدم خاصة في الظروف الدولية الحالية التي تفرض على اي بلد اما تحسين اوضاعه او التراجع , اذ الاتقرار اصبح غير ممكن اما الضمانات لنجاح العملية عبر مرحلتين غير كافية اما عن الربح والخسارة فهما واردان معا , فهناك فئة محدودة من الفاعلين الاقتصاديين ستستفيد بينما فئات اخرى ستضحي , ويبقى الامل معقود ان تنجح التجربة لبستفيد الجميع على الامد البعيد
مقبول مرفوض
-1
2017/06/23 - 10:48
5 | محمد
نثق في دولتنا ثقة عمياء
نعم كما جاء في العنوان نحن المغاربة ولله الحمد شعب صبور قنوع مسالمون إلى أقصى الحدود ، و حكومتنا الموقرة تحترم إرادة الشعب و اختياراته ، وتعمل جاهدة على رفاهيته و ازدهاره ، و كل ما قيل عن تعويم الدرهم من شكوك و مخاطر لا أساس له من الصحة ، فالدرهم المسكين أصابته الحمى و ارتفعت درجة حرارته ، و يجب إذن تعويمه تعويمة لا مثيل لها ، مهما حدث من ارتفاع الأسعار و التهابها و إحراقها لجيوب المواطنين و قدرتهم الشرائية ، فقد أعدت حكومتنا العدة من زراويط و خراطيم المياه الباردة لتبريد الشعب و العملة معا ، لا كلمة تعلو فوق إرادة البنك الدولي ، وحكومتنا الطيبة بارة بثدي أمها الخصب .
مقبول مرفوض
7
2017/06/23 - 11:05
6 | مواطن
الكل سيسبح، عملة و بشر
بالغت الدولة في الديون الخارجية و حطمت الرقم القياسي لأن ثروات البلاد تم تهريبها من طرف من يحكموننا. و تعويم الدرهم اصبح مفروضا على الدولة من طرف الأبناك الدولية رغم أن المغرب ليس مؤهلا لخوض غمار هذه المغامرة. سوف يعاني المواطن من انهيار قدرته الشرائية و سيعيش اسوأ ايامه. المستفيدون هم حكامنا و خدامهم. لك الله يا وطني.
مقبول مرفوض
4
2017/06/23 - 10:12
7 | العربي
سؤال
لقد تم تحرير بيع المحروقات ولم يستفيد المواطن بل ازدادت معاناته , السؤال ماذا سيستفيد المواطن من تحرير أو تعويم الدرهم أظن أن الوضعية ستكون كارثية يكل المقايس لإن كما يقول المثال المغربي. الكيحسب بحدو كيشطلو اللهم احفظ بلدنا من الكوارث السياسية والاقتصادية
مقبول مرفوض
0
2017/06/24 - 06:51
8 | كمال
التعويم لمن لايجيد السباحة
من شروط تعويم العملة قدرة جهاز الدولة على ضبط التجاوزات والانحرافات ( السوق السوداء ، الاسعار...) والدولة عندنا مريضة عاجزة نخرها الفساد لم تقوى حتى على حل ابسط حاجيات المواطن لهذا فتعويم الدرهم سيشعلها " شعالة " في المغرب ، وتفكروا كلامي
مقبول مرفوض
2
2017/06/24 - 08:33
المجموع: 8 | عرض: 1 - 8

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة