رغم الميزانية الضخمة التي سيتم صرفها، تعرف على ما سيجنيه المغرب إن نال شرف تنظيم كأس العالم
أخبارنا المغربية
اختار المغرب مجدد وللمرة الخامسة في تاريخه خوض غمار المنافسة على تنظيم كأس العالم، رغم مرارة الخيبات السابقة التي تجرعها والتي كانت آخرها على يد جنوب إفريقيا التي لجأت إلى الضرب تحت الحزام لانتزاع التنظيم من بين يدي المملكة.
هذا ويدخل المغرب المنافسة هذه المرة وهو متسلح بتجربته الستبقة التي راكمها في إعداد الملفات، بالإضافة إلى بنيته التحتية الطرقية والرياضية التي أصبحت اليوم موجودة على أرض الواقع وليست مجرد تصاميم هندسية على الورق، دون أن ننسى الدعم الكامل الذي سيحظى به من طرف القارة السمراء والتي يسيرها حاليا أحمد أحمد ويحظى فيها المغرب بمكانة متميزة جراء الإطاحة بالعدو الأول عيسى حياتو.
لكن السؤال الذي يطرحه المغاربة حاليا: ماذا سيستفيد الوطن والمواطنين من تنظيم حدث كروي ضخم سوف تخصص له ميزانية بميليارات الدولارات معظمها سيكون ممولا من الميزانية العامة؟
انعاش عجلة الاقتصاد الوطني
أكيد أن تنظيم كأس العالم سوف ترصد له ميزانية ضخمة لأجل تهيئة البنيات التحتية وتطويرها من أجل تلبية متطلبات الدورة إضافة إلى السهر على توفير فنادق الاقامة ووسائل النقل.
وستساهم عملية البناء والتطوير في تحريك الأموال الراكدة وتمتيع السوق المالي الوطني بسيولة أفضل، وإدماج عدد مهم من الشركات الوطنية في هذه المشاريع، كذلك الشركات الدولية التي ستتعرف على مزايا الاستثمار في المغرب وما يتمتع به من قدرات تجعله من أقوى الاقتصادات الافريقية.
وسيساهم هذا الحدث في حال تنظيمه في تطوير العلامة التجارية للمغرب كبلد سياحي وسوق مالي إفريقي مؤثر، وهو ما استفادت منه ألمانيا خلال تنظيمها لكأس العالم 2006 التي أسهمت في تحسين تصنيف العلامة التجارية الألمانية على المقياس الدولي.
إعطاء دفعة قوية للقطاع السياحي
استغل مسؤولو مدينة برشلونة، استضافتها للألعاب الأولمبية عام 1996 لإعادة تشييد المدينة للاستفادة من البنيات التي تمت تهيئتها لفترة ما بعد الأولمبياد، وتسخيرها لتشجيع قطاعها السياحي.
فمن خلال زيارة المشجعين (السياح) للبلد المضيف لكأس العالم واكتشافهم للميزات البلد ولضيافته وحفاوة استقباله، وهذا ما يميز المغرب، فإنهم سيعودون في زيارات سياحية أخرى التي تساعد في تثبية العلامة التجارية للمغرب.
وأثبت مونديال ألمانيا 2006 مدى التأثير الكبير لحدث رياضي بهذا الحجم على الدولة وعلامتها التجارية، فألمانيا بعد المونديال، تحسن ترتيب علامتها التجارية على الميزان العالمي من وانتقلت من المركز 7 إلى المركز الأول.
وسيكون البلد المنظم على موعد مع استقبل مئات الآلاف من الزوار وأمام مهمة تسويق صورته لمئات الملايين من المتفرجين من خلال شاشات التليفزيون.
خلق فرص للشغل
بالتحضير لتنظيم كأس العالم عبر بناء ملاعب جديدة وتهيئة ملاعب أخرى، وتعزيز الشبكة الطرقية وبناء وحدات فندقية وتطوير المرافق الصحية وتحسين جودة الخدمات، سيكون الطلب متزايدا على اليد العاملة في مختلف التخصصات.
وسيوفر ذلك فرصة للدولة وفئة مهمة من الشباب العاطل للخروج من هذه الأزمة وضمان دخل قار، أو مؤقت، وحتى أثناء تنظيم البطولة سيزداد الطلب على بروفايلات أخرى من العاملين.
ويرى الخبراء أن تنظيم كاس العالم سيعزز الثقة في البلد المنظم، وسيشجع رؤوس الأموال الأجنبية على الاستثمار وإنشاء مشاريع جديدة من شأنها خلق المئات من فرص الشغل، وإنعاش احتياطي العملة الأجنبية وكذا إضافة السيولة المالية للسوق الوطنية.
عدد التعليقات (18 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟