الرئيسية | اقتصاد | كوريا الجنوبية ترغب في تعزيز تعاونها "النموذجي" مع المغرب "شريكها التقليدي"

كوريا الجنوبية ترغب في تعزيز تعاونها "النموذجي" مع المغرب "شريكها التقليدي"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كوريا الجنوبية ترغب في تعزيز تعاونها "النموذجي" مع المغرب "شريكها التقليدي"
 

 

أكد الوزير الأول الكوري الجنوبي شانغ هونغ- وون، الذي يوجد في زيارة رسمية للمغرب هي الأولى لوزير أول كوري جنوبي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1962، أن كوريا الجنوبية مستعدة لتعزيز تعاونها النموذجي مع المغرب.

وأشاد السيد هونغ وون، الذي أعرب عن ارتياحه لعلاقات الصداقة والتعاون التي طورها البلدان باستمرار منذ أكثر من نصف قرن، ب ''الخيار الاستراتيجي" للمغرب، بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس للنهوض بالقطاعات ذات القيمة المضافة بالنسبة للشراكة الثنائية، مثل صناعة السيارات والطيران.

وقال في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الاستراتيجية تهدف إلى جذب استثمارات الشركات متعددة الجنسيات التي تهدف من جانبها إلى ولوج السوق الأوروبية، مؤكدا في هذا السياق أن الشركات الكورية ذات القدرة التنافسية العالية في القطاع الصناعي يمكن أن تستفيد من هذه الاستراتيجية المغربية لتحقيق نتائج ''ذات منفعة متبادلة".

وأكد على ضرورة قيام الطرف المغربي ب "تحسيس أكثر للمقاولات الأجنبية بشأن نقاط قوته والظروف المواتية فيه للاستثمارات".

وعلى صعيد آخر، أوضح أن الموقع الفريد للمغرب بالنسبة لغرب أفريقيا يمكن أن يكون عنصرا "استراتيجيا" من شأنه أن يمكن من استكشاف أسواق جديدة معا، مؤكدا أنه "إذا كان يمكن لكوريا أن تستفيد من هذا الموقع الإيجابي للمملكة، باعتبارها بلدا شريكا لها، فإن التعاون بين البلدين يمكن أن يبرز كنموذج إبداعي للتعاون الثنائي في القرن ال21".

وقال السيد هونغ وون إن "بلدينا شريكان تقليديان مرتاحان للعلاقات المرضية ليس فقط على المستوى الثنائي، بل أيضا على الساحة الدولية".

وبخصوص زيارته الرسمية للمملكة، أعرب الوزير الأول الكوري الجنوبي عن أمله في أن تمكن هذه الزيارة، الأولى من نوعها التي يقوم بها وزير أول كوري جنوبي إلى المغرب، من إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية لمدة نصف قرن آخر، مشيرا إلى أن من شأن استمرار المبادلات الثقافية تعزيز علاقات الصداقة القائمة بين البلدين. وقال إن العلاقات التقليدية ستتعزز أكثر من خلال التقارب بين الشعبين.

ولدى حديثه عن مجالات التعاون ذات الأولوية بالنسبة للمغرب وكوريا الجنوبية، أبرز مختلف المشاريع الطموحة للمغرب من أجل تعزيز بنياته التحتية، موضحا أنه يمكن تسجيل النتائج الملموسة للتعاون الثنائي في هذا المجال.

وأشار الوزير الأول الكوري الجنوبي، في هذا الصدد، إلى أن الشركة الكورية "دايوو" تساهم في تعزيز البنية التحتية الإلكترونية للمغرب من خلال استكمال وحدتين للطاقة الحرارية في الجرف الأصفر، في شهر يونيو من السنة الجارية والشروع في بناء وحدتين جديدتين في آسفي في شتنبر المقبل.

وفي سياق استعراضه لآفاق التعاون بين البلدين، أشار السيد شانغ هونغ وون بالخصوص إلى مجالات البنية التحتية للموانئ، والطاقات المتجددة، والموارد المائية والبيئة، كما أشار، في نفس السياق، إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، موضحا أن التعاون بين البلدين ملموس بالفعل في هذا المجال.

وأضاف أن وزارة الإدارة والأمن في كوريا الجنوبية ووزارة الصناعة والتكنولوجيات الحديثة المغربية أبرمتا سنة 2009 مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما توجد مشاريع للتعاون في مجال التنمية تقوم بها الحكومة الكورية في المغرب في طور الإنجاز، مشيرا إلى أن مشروع تعزيز قدرات الحكومة الإلكترونية يعد مثالا رمزيا لهذا التعاون. وقال إن "معظم مشاريع التعاون في مجال التنمية التي تقوم بها كوريا في المغرب تهم نظام المعلوميات، مثل إنشاء مركز الإنذار وتدبير الحوادث الإلكترونية، ومركز تطوير البرمجيات لجامعة الأخوين، ومركز التكوين المغربي الكوري في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التعليم".

وفي ما يتعلق بالتجارب الكورية في مجال التنمية الاقتصادية والتصنيع، والتي أصبحت محط اهتمام خاص في العديد من البلدان، أكد الوزير الأول الكوري استعداد بلاده لتقاسم هذه الخبرات مع المغرب، "شريكها التقليدي"، مضيفا أن الحكومة الكورية تنجز، في هذا الصدد، مشاريع للتعاون التقني مخصصة للمغرب في مجال التنمية البشرية، والإدارة العمومية، والصناعة والطاقة.

وقال "وفضلا عن مشاريع التعاون هذه، فإن الحكومة الكورية تنظم برامج تكوينية من خلال دعوة الموظفين المغاربة إلى كوريا لمشاطرتهم تجربتها في ميدان الحكومة الإلكترونية، والتنمية الحضرية، وكذلك في مجال تدبير الموارد المائية".

وفي ما يتعلق بقضية الصحراء، أكد الوزير الأول الكوري الجنوبي أن الأمر يتعلق ب "أهم رهان في المغرب يتوحد حوله كافة المواطنين، تحت قيادة جلالة الملك"، داعيا الأطراف المعنية إلى اعتماد مبادرة تقوم على الحوار والتشاور من أجل "إيجاد حل مقبول من الأطراف في أقرب الآجال، وخلق ظروف مواتية لتحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل والصحراء".

ويقوم الوزير الأول الكوري الجنوبي بزيارة رسمية للمغرب من 24 إلى 26 نونبر على رأس وفد من كبار المسؤولين.

وكان السيد شانغ هونغ وون (70 عاما) قد تولى منصب الوزير الأول في جمهورية كوريا في فبراير 2013، بعد مسار 30 سنة في قطاع القضاء.

مجموع المشاهدات: 3923 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة