سابقة .. أطر مدرسة عمومية يقطعون مع مظاهر الغش و أكثر من نصف التلاميذ يكررون بالمستوى السادس

ليس هذا بالحل بل الأنسب هو النجاح والتفوق لكل المتعلمين ومن حقهم المشروع التعلم الملاءم والمنصف. من حقهم التعلم والرفع من مستواهم . من حقهم النجاح جميعا وكفى من الإقصاء والتهميش في حق البعص وخلق الطبقية والتمييز المقصود. بل يجب توفير الفرص للكل باختيار الطرق والوسائل المناسبة والملاءمة لكل الفئات ولكل فرد حتى ولو كانت المستويات مختلفة ودرجات التعلم غير متعادلة فهذا لا يجيز الحكم بالرسوب والنجاح في هذا المستوى ما دام الدستور يلزم التعليم الأساسي لكل الأطفال في سن التمدرس. مع أن هذا الحق لا يسمح للمتعلمين بالانتقال بين المستويات إلا بالتمكن من الكفايات والمهارات الأساس. والصحيح هو تغيير طرق وظروف التعليم والتعلم وتحسينها ولا يعقل في القرن الواحد والعشرين ولا زلنا ننهج الإقصاء والتمييز في حق فئة من المتعلمين ضحايا سياسات تعليمية فاشلة لا تزيد إلا في تردي الوضع ولا تساهم سوى في تكريس الفشل وجعله عرفا وثقافة متناقضة ومغايرة لمبادئ التربية والتعليم المنصوصة في الدستور والواردة في ميثاق حقوق الإنسان.

اكتر من 50 / من تلاميذ المدرسة راسبون رغم انهم مواضبون على الحظور معنى هذا ان معلمي هذه المدرسة يجب عليهم اعادة التكوين نعم يجب محاربة ظاهرة الغش التي اصبحت حقا في زمننا الرديئ لكن لا يجب ان تكون هذه العملية على حساب التلميذ الذي يجب ان يتلقى تعليما في المستوى فكلنا يعلم ان التلميذ خلال السنة الذراسية يقرا تمان وحدات تتلو كل وحدة اسابيع للدعم للوقوف على مكامن الخلل عند التلاميذ الضعاف وتصحيح مايمكن تصحيحه والرفع من مستوى التلاميذ ويضع المعلم شبكة التقويم والدعم لتحديد خصائص التلاميد ومكامن الضعف والقوة عند المتعلمين وذلك بتحديد الكفايات المستهدفة من كل نشاط تعليمي حتى يصبح كل تلميد يمتلك كفايات تجعله قادر على حل الوضعيات المشكلة التي تواجهه سواء في حياته اليومية لان الهدف من المدرسة هو تكوين رجال ونساء المستقبل ليكونوا قادرين على تحمل المسؤولية وليس رجال ونساء فاشلين قضوا سنوات عديدة في التعليم الابتدائي وغادروا المدرسة بعد سنوات من الرسوب والفشل .هناك معلمين يجعلون من حصص التقويم والدعم اسابيع لتبادل الحديت بينهم والتنكيت ولا يعرفون ان هذه الاسابيع هي اهم واخطر ويجب بدل مجهود مضاعف من اجل الرفع من مستوى التلاميذ وتهييئهم للحياة وليس للامتحان فقط .

نتمنى أن تسلك وزارة التربية الوطنية هذا الطريق وتقطع مع الغش في الابتدائي كما تفعل في الإعدادي والثانوي .يجب أن ينتقل إلى الإعدادي التلاميذ الأكفاء والذين أبذلوا المجهود للنجاح أما أن يكتب لهم الأساتذة الأجوبة يوم الامتحان فهذا مجرد نصب على التلميذ والإيقاع به عندما يجد نفسه ف مستوى عالي عليه ولايستطيع مسايرة الدروس ولا استيعابها.

المشكلة ليست في كفائة استاذ القسم السادس ،بل هي في إشكالية منظومة تربوية بأكملها...فحين تكون مكلفا بتدريس هذا المستوى و يكون لديك نصف التلاميذ غير متمكنين بالمرة من قراءة الحروف أو حتى الحركات (اللغة العربية)فما بالك باللغة الفرنسية و بمفاهيم الرياضيات...و عندما تبوح برأيك في الإجتماعات الإدارة تهرب بأجوبة فيها أنواع من التبرير الواهي وأستاذ القسم السابق يقول لك بالحرف :"ماعندي مانديربيهم السنة المقبلة"...لقد تعرضت لنوع من العتاب أنا و الأستاذ المقابل لي من طرف السيد مدير المؤسسة حين وصل عدد الراسبين لهذه السنة 12 تلميذا من 61 إجتازوا إمتحان نيل الشهادة الإبتدائية..واخبرنا بدورة أنه تعرض لملاحظات محرجة من طرف مسؤول في القسم التربوي،وحينما أخبرناه بأن المستوى التعليمي لتلاميذاهذه السنة لايرقى حتى لمستوى القسم الرابع -علما اننا سبق لنا وأن أخبرناه و كل مرة بهذا المستوى الضعيف-لتكون الأجابة التي نسمعها :المسألة جاري بها العمل في عموم البلد و لايمكن أن نسستتنى منها..حاولوا رفع نقط المراقبة المستمرة...علما أن أقل نقطة نمحها هي 3 أما من0 إلى 2 فستجبر على إعادة لائحة النقط...أتساءل أين سيكون الخلل عندما نقوم بعملنا ونمنح لكل واحد حقه حسب مجهوده أو ننفخ في النقط ونكتب لهم أجوبة الإمتحان ونرسلهم إلى المجهول من التعليم ؟

ان بعض المعلقيين لا علاقة لهم بالشأن بل بالهم النربوي...لذلك اختصر و اقول تحية صادقة لهؤلاء التربويين الذين كشفوا النقاب عن الوجه الحقيقي لتعليمنا ....بلا نفاق ولا مجاملة....اني كرجل تعليم افهم لماذا هذه النتيجة ...ببساطة لان المتعلم حرم من حقه التربوي في التكرار ....وهنا يبدأ النقاش حتى في الدول المتقدمة ...حول اشكالية الفشل و كيفية التعامل معه....و الجيل القديم من التربويين يتذكر ان بعض التلاميذ تم انقاذهم بالتكرار ...وليس بالخريطة ....وهم الان اطر عليا و متوسطة.....وسلام الله عليكم