بعد واقعة خريبكة..هل هناك "جهة" في الدولة تتعمد إذلال رجال التعليم وإهانتهم؟
أخبارنا المغربية : المهدي الوافي
أصبحت الصورة التي يتم تسويقها لرجال ونساء التعليم مثيرة للحيرة والاستغراب بالفعل، فبعد أن كان الأستاذ في الماضي مبجلا ويعتبر من فئات القمة بالمجتمع المغربي، نجده اليوم الحلقة الأضعف في المنظومة التعليمية التي يعلق عليها الجميع فشله ، من أسرة وحكومة ومجتمع.
إلا أن القشة التي قصمت ظهر رجال ونساء التعليم هي الانحياز الواضح لوزارة التربية الوطنية ووسائل الإعلام العمومية للتلميذ على حسابهم، فكلما حدث انزلاق سلوكي معزول بطله أستاذ أو أستاذة، إلا ونجد المصالح المركزية للوزارة تتحرك لإنزال أشد العقاب على أنغام "تطبيل" القناة الثانية قبل حتى أن يتم فتح تحقيق جدي محايد للكشف عن كامل الحيثيات، وخير دليل ما وقع مع أستاذ مادة الرياضيات بإعدادية الإمام مالك بخريبكة، والذي وجد نفسه فجأة خلف القضبان وموقوف عن العمل، رغم أن جميع التلاميذ شهدوا أن التلميذة كانت تداوم على استفزازه وتطلق الأغاني داخل القسم وترميه بالطباشير.
لا أحد ينكر أن رد فعل الأستاذ كان خاطئا مائة في المائة، ولا أحد يمكن أن يشرعن استعمال العنف الجسدي ضد المتعلمين، إلا أنه كان من باب أولى أن يتم مراعاة المشوار المهني المتميز للأستاذ والممتد لحوالي 36 سنة قبل اتخاذ أي عقوبة، وكان من الواجب اتخاذ عقوبات صارمة في حق التلميذة ، التي تبلغ من العمر 18 سنة ولازالت في السلك الإعدادي، باعتبارها تعمدت إهانة أستاذها والاعتداء عليه، لكن في المقابل نجد مسؤولي الوزارة سارعوا إلى بيت "المشاغبة" للاطمئنان على حالتها النفسية "المنهارة".
بالله عليكم، ألم يمنح هذا التصرف الضوء الأخضر للتلاميذ في كافة ربوع المملكة لمهاجمة أساتذتهم والانتقام منهم متى أرادوا ذلك؟
ولماذا لا تضرب الوزارة بيد من حديد و"يزمر" الإعلام عندما تتعرض الأطر التربوية للاعتداءات الجسدية واللفظية والتي أصبحت شبه يومية؟
كل الوقائع تشير إلى أن هناك "جهة ما" تصفي حساباتها مع رجال ونساء التعليم، لكنهم لا يدركون أنهم بنهجهم هذا يصنعون غولا اسمه "التلميذ" سوف يخرج عن سيطرتهم في قادم الأيام.
عدد التعليقات (25 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟