سن اليأس عند الرجل.. وكيف ينظر إليه

انتسبت كلمة “سن اليأس” للنساء، وأغلبهن يكرهن هذا اللقب، ولكن الرجل أيضا في مرحلة من العمر يمر فيها بسن اليأس، أو خريف الرجال كما يطلق عليها أستاذ الطب النفسي الدكتور “عادل صادق”، في كتابه “متاعب الزواج” ووصف فيه طبيعة الرجل وحالته المزاجية وماذا يجب أن يفعل في هذا السن.

يقول صادق في كتابه تبدأ هذه المرحلة عند الرجال مع بداية سن الخمسين، في حين تبدأ عند المرأة في سن الخامسة والأربعين، وفيها تراجع هرموني وتساقط في الخلايا، فيخفت وهج الرغبة وتتواضع رعونة النشاط والهمة، ويصحب ذلك تغيرات واضحة في الملامح والشكل والقوة والحركة، وبالتالي تغيرات في النفس فتغشاها كآبة وزهو وفتور وانطفاء، وهي نفس المعاني التي يمكن أن تستوحيها بالنظر إلى أشجار الخريف.

وبعض الناس يفضلون الخريف وينتظرونه أكثر من الربيع، يجدون في تساقط الأوراق جمالا ربما أكثر من تفتح الورود، يجدون في الشجرة الجرداء وقارا يوحي بجمال راق، ويؤكدون أن للخريف رائحة ليس كمثلها شئ توحي بجلال وقدم وتاريخ، لذلك لا ينزعج رجال كثيرون وهم يتخطون الخمسين، وقليل منهم يزعجهم ويصيبهم قلق وغم يتحسرون وينظرون بأسف إلى الشباب من حولهم.

إذن الأمر يتوقف على كيف تنظر إلى الأشياء؟، كيف ترى بانوراما الحياة منذ لحظة الميلاد إلى لحظة الرحيل؟ وما حكمة المراحل التي يمر بها كل مخلوق من ضعف إلى قوة ثم إلى ضعف وأخيرا إلى زوال.

ومع التطور الحضاري العلمي وخاصة في المجالات المعلقة بالبيئة والصحة أصبح من الممكن للإنسان أن يستمتع بالنشاط والقوة والحيوية والذاكرة الحادة بعد الستين وأيضا بعد السبعين وربما بعد الثمانين.

ويستطيع الرجل مهما بلغ عمره أن يستمر في ممارسة الحب بكل أشكاله مع شريكة حياته، وممارسة كل ما كان يستمتع به في بداية حياته، وأن يعود إلى هواياته التي لم يكن لديه الوقت الكافي لممارستها كقراءة الكتب والاستمتاع بالتراث الموسيقي.