الـ "سي إنْ إنْ" : مرزوكة المغربية.. رمالُ الشفاء وفتنة الصَّحراء
أخبارنا المغربية - عبد الرحيم القــاسمي
في الطريق من الرشيدية صوب أوفوس و أرفود ،وبمُجرد اجتياز مدينة الريصاني الصغيرة، "يعيشُ زائرُ المرَّة الأولى تلك الصدمة البصرية المُتولدة عن الإصطدام فجأة بمجال طبيعي مُختلف يسوده امتداد رملي فسيح، مُوزّع بين فضاء مُنبسط لا تحده العين، وتلالٌ رملية ساحرة تلمعُ بلونها الذهبي" ؛تقول الـ "سي إن إن".
هكذا تبدو مرزوكة، "دُرة المجال الصحراوي المغربي، أسطورة تحيا في الواقع، وحقيقة أقرب الى الأسطورة، بالنسبة للمغاربة والأجانب على السواء، يُقال عنها إن رمالاً يصهرها حر الصيف القائظ، لها وقع السحر الشافي من أمراض البدن، ومشهد شروق الشمس وغروبها على الكثبان الذهبية لا نظير له في الكون، ويقال أيضاً ان من يتيه في مجاهلها قد لا يعود أبداً" ،يُضيف المصدر.
"مرزوكة تُعاند مُناخها الصحراوي..ثمة حياة اجتماعية وتجربة إنسانية صامدة منذ قرون، وساكنة، متوزعة بين قرى صغيرة أو مترحلة بحثاً عن الكلأ ومصادر المياه، تُعطي الدليل على قدرة الإنسان على التأقلم مع مُختلف الظروف والأوضاع، وتتمسك بنمط حياتها، وإن كانت تنتظر التفاتة أكبر من الدولة لتوفير المرافق والخدمات الحيوية التي تعينهم على تقوية جاذبية المنطقة وإنمائها".
الـ "سي إن إن" تقول أيضاً أن مرزوكة، "أشبه بعيادات شعبية تنتشر بالعشرات، تحت خيام صغيرة، يقيمها أبناء المنطقة العارفون بمفعول الرمل على البدن المنخور بالبرودة، تجري عمليات التأهيل الصحي في مدافن، وفق طقوس خاصة، وباحتياطات ومهارات تجعلها أبعد عن المخاطرة بالأرواح، خصوصاً أن الحرارة تحت الرمل قد تفوق الخمسين درجة".
ولأن التجارب الفردية تنتقل شفاهة بسرعة كاسحة، فإن "رمال مرزوكة ربحت عبر السنوات مصداقية علاجية أكيدة جعلتها مقصداً للآلاف من مجمل مناطق المغرب، بل ومن بلدان عديدة.. أما الحصص العلاجية البسيطة فهي لا تكلف في عرف المُعالجين المحليين المطبوعين على القناعة والبساطة والكرم، حتى وهم يكابدون شظف العيش، سوى القليل من جود الزائر".
مرزوكة "سيرة مكان يختزن كل أسرار وفتنة الصحراء، يدعو الغُرباء لتجديد الصلة مع عالم البساطة والسكينة والعودة إلى الجوهر الإنساني، ويحكي قصة إرادة الانتماء إلى الأرض وإنمائها والإطلالة من خلالها على الآخر" ،تقول السي إن إن.
عدد التعليقات (3 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟