الرئيسية | أخبار وطنية | هؤلاء أغضبهم خطاب الملك بخصوص أعطاب الإدارة

هؤلاء أغضبهم خطاب الملك بخصوص أعطاب الإدارة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هؤلاء أغضبهم خطاب الملك بخصوص أعطاب الإدارة
 

بقلم : عزيز سعيدي

خطاب الملك ليوم الجمعة الثانية من أكتوبر لهذه السنة بعد انتخابات 7 أكتوبر كان بشهادة الجميع قويا وصادقا في تشخيصه لواقع الإدارة المغربية وتأكيده على ضرورة تجاوز الأعطاب والإختلالات التي تعاني منها خدمة للمواطن الذي يجب أن يكون في صلب اهتمامات الإدارة لا أن يكون عنصرا ثانويا تتقاذفه المصالح والمساطر واابيروقراطية كما هو واقع الحال الآن.

إذا كان الخطاب الملكي أثلج بوضوحه وصدقيته صدور المغاربة لكونه كان شاملا وموجها لما يجب أن تكون عليه الإدارة المغربية، فإنه أغضب بدون شك فئة ليست بالهينة من موظفي هذه الإدارة التي تحدث عنها الملك وسيكون وقعه كالصاعقة عليهم لأنهم وبكل بساطة يستفيذون من الوضع الحالي ويعيثون فيه فسادا ويستغلون كل شيء لتكون هذه الإدارة في خدمة مصالحهم الشخصية لا مصالح المواطنيين ولا ينوون المساهمة في الإرتقاء بوضعية الإدارة لتلعب دورها الأساسي المتمثل في خدمة الوطن والمواطنيين وجعلهم في جوهر المهام المنوطة بها.

هؤلاء هم شرذمة من الموظفين الذين حولوا الإدارة المغربية لمورد رزق حرام يبتزون به المواطنين ويجرونهم للدفع بكل الوسائل مقابل قضاء حوائجهم الإدارية رغم قانونيتها، ويماطلون في منحهم إياها كأسلوب لابتزازهم وسلبهم وقتهم وسكونهم وأموالهم والإغتناء على حساب المرفق العمومي الذي يلجه المواطن للحصول على وثائق إدارية يخولها له القانون ويفرض على الإدارة وموظفيها العمل على تيسير حصولهم عليها.

خطاب الملك لن يروق مسؤولي وموظفي الإدارة المغربية الذين يستغلون تعقيدات المساطر الإدارية وجهل المواطنين بها للإيقاع بهم وتحويلهم لفرائس وصيد ثمين يقصدون المصالح الإدارية مرغمين وهم مستعدون للأداء والدفع السخي مقابل خدمة إدارية تبدو لهم معقدة ومستحيلة ولا يستطيعون قضائها بدون مساعدة وتدخل هؤلاء الموظفين ومسؤوليهم لما يحوم حولها من تعقيدات وصعوبات تتطلب لا محالة وساطة وزبونية ومحسوبية هم في غنى عنها.

خطاب الملك لن يرتاح له من عهد العمل في بنيات إدارية متسخة ومتعفنة مبنية على شبكات وعلاقات مصلحية تتحكم فيها المصالح المتبادلة و القرابة والعلاقات العائلية والمال، ولن يعجب هؤلاء ممن لا يحترمون المواطنين في مساواتهم أمام القانون والخدمات الإدارية التي ينص عليها هذا القانون في شموليته، ولن يستسيغه سماسرة الإدارة ممن يكسبون رزقهم القذر من بيع الذمم وشراء الموظفين لصالح من يدفع أكثر وينتهكون مصالح ذوي الحقوق فقط لأن الأطراف التي تملك المال أو تملك العلاقات ستفوز وتقضى حوائجها أولا وليذهب المواطن البسيط والفقير للجحيم.

خطاب الملك في شقه المرتبط بالإستثمار لن يروق لأطراف عديدة في الإدارة تسترزق من الإجراءات الملتوية التي يتطلبها الحصول على رخص الإستثمار وتبتز كل مستثمر ينوي استثمار ماله ويساهم في تنمية البلاد وهو ما أكده الملك عندما تساءل عن جدوى مضامين الرسالة الملكية سنة 2002 التي وجهها للوزير الأول آنذاك والمرتبطة بالإستثمار وضرورة تسهيل المساطر لتمكين المستثمرين من ربح الوقت والجهد وبالتالي تمكينهم من إنجاز مشاريعهم بسرعة وخلق فرص الشغل وتنمية البلاد وذلك عبر إنشاء مراكز الإستثمار الجهوية.

 الملك وهو يتحدث عن ضرورة رقمنت الإدارة وتطوير الإدارة الإلكترونية مس عدد كبير من الموظفين الذين يخدمهم احتكاكهم المباشر بالمواطنين ودفعهم لتقديم رشاوى لهم مقابل تسهيلهم الحصول على خدمات إدارية مشروعة وفي الأصل مجانية. كما مس فئة الموظفين الذين حولوا الإدارة المغربية لضيعة خاصة يتحكمون في خيراتها كما يشاؤون ويستغلون وسائلها ومبانيها ومواردها البشرية لخدمتهم وخدمة ذويهم وأقاربهم وعائلاتهم والمحظوظين من المقربين منهم، ومس كذلك من يتعامل مع المواطنين عندما يلجون المصالح الإدارة  وكأنهم يلجون شركاتهم أو ضيعاتهم وباستطاعتهم التعامل معهم باستهتار وبقلة احترام وكأنهم في علاقة بين أجير ورب العمل أو سيد وعبده.

خطاب الملك أزاح ما يؤرق المواطنين في علاقتهم مع الإدارة بتشخيصه الدقيق لواقع الإدارة وفتح بابا كبيرا لإصلاح اختلالاتها وأعطابها ونواقصها حتى يتمكن المواطنون من الحصول على حقوقهم المشروعة بفعالية ونجاعة أكبر وبالشكل الذي يحتمه منطق المصلحة العامة للجميع.

هو إذن خطاب سيكون له لا محالة تبعات إيجابية على علاقة الإدارة بالمرتفقين بصفة خاصة وعلى ثقتهم بالمؤسسات بصفة عامة وعلى مناخ الإستثمار والأعمال، كما أنه سيهزم، إذا ما تعبأت كل الأطراف المعنية بهذا الورش الكبير من حكومة وإدارات وأحزاب ونقابات ومجتمع مدني ومواطنين، الجيوب المقاومة للإصلاح والتغيير التي تستفيذ وتستغل الواقع المعطوب والمعقد والمتسخ للإدارة لخدمة مصالحهم الشخصية وبالتالي تحويل الإدارة لمرفق مواطن قريب من احتياجات وتطلعات المواطن لا أن تبقى وكرا للزبونية والمحسوبية والرشوة والبطء وضعف الخدمات والإستغلال.

مجموع المشاهدات: 34180 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (10 تعليق)

1 | حميدات سعيد
الادارة
مع الأسف لم يعرف موضع الداء وسبب كل الاختلالات !!!!كان البدء باحداث منظومة قضائية جديدة تتميز بالاستقلال التام عن أية سلطة تنفيذية مهما كان مستواها كما هو المعمول به في النموذج الأنكلوسكسوني فكان من الاجدر تغيير النموذج الفرنكفوني الذي لم يعد صالحا بسبب عدم استقلاليته فالقضاء هو مصدر كل إصلاح وما غير ذلك سوى كلام وكلام للتنويم والهروب من المسوءلية . فستبقى الوضعية على حالها لان الهدف تم تغييبه
مقبول مرفوض
5
2016/10/19 - 11:02
2 | مواطن
هذو ميسعو لاي واحد، للاسف حتى لملك البلاد ،هذو اسمعو لكلمة واحدة وهي ؛خدم ولا الباب الحباب؛ ، ومحاكمتك لانك خالفت القانون.
مقبول مرفوض
3
2016/10/19 - 11:17
3 | مراد
الصراحة لا تغضب
الصراحة لا تغضب بل تحرج
مقبول مرفوض
-3
2016/10/19 - 11:18
4 | Anas
إعادة
حتى أكون موجزا يجب إعادة انتشار المقدمين لأنهم رأس الحربة حيث لايسلمون اي وثيقة دون مقابل ويتغاضون عن أكبر الخروقات عندما يكون الأداء مرتفعا
مقبول مرفوض
3
2016/10/19 - 11:46
5 | مواطن
إدارة الجمارك
نرجو من السيدي مدير الجمارك أن ينطر في حال أصحاب السيارات النفعية من تعنت جمارك ميناء طنجة المتوسطي فرغم انضباطنا للقوانين الجديدة فمازال نعاني من جبروت رجال الجمارك فمأخرا تركونا في الخلاء لمدة 5 ايام و لا احد يسأل عنا مع معانتا بمحطة الانتطار بدون أكل ولا مراحط رغم تاديتنا حوالي 300 درهم لليوم ارجو و أستطعف أسيد المدير أن يجد حلا لنا لتسريع الإجراءات مع كامل احترامي سيد المدير إمضاء مهاجر مغربي
مقبول مرفوض
3
2016/10/19 - 12:31
6 | موح
بعد الخطاب الملكي المتجه للادارة الجهوية للضرائب بمنطقة الشمال يرى ان الامور ساءت حيث الاكتظاظ وغياب الموظفين ومبالات المتواجدين اضافة الى سوء الاستقبال والمماطلة وتم تحديد الاستقبال من 9 الى 12h 30. ماهاذا الاستهتار؟ اصبح الوصول الى عاهل البلاد اسهل من الوصول الى المقدم.
مقبول مرفوض
2
2016/10/19 - 01:00
7 | ميشا
ممكممم
يا سيدي.نحن في المغرب.لن يحصل اي تغيير لا في الا دارات العمومية و لا في اي ميدان اخر،مادام مجلس البرلمان و المستشارين يجتمع فيه اغلبية ساحقة لا تفقه شيءا لا في السياسة ولا في القوانين.و اريد ان اضيف سيدي.بانه بدون عدل و بدون قضاء نزيه يضرب بيد من حديد و لا يفرق بين احد في احكامه،فلن تكون هناك دولة قوية.مع الاسف!!!!
مقبول مرفوض
1
2016/10/19 - 01:47
8 | الخميسات
الفساد
نفس ما جاء في المقال ينطبق على المجلس العلمي المحلي بالخميسات والسبب هورئيسه الذي لايفقه شيئا لا في التسيير ولافي غيره .والسبب واضح يعرفه المتضررون من الطلبة والمؤذنيين والخطباء ووووووو .
مقبول مرفوض
1
2016/10/19 - 01:56
9 | simo
كلام ...
التشخيص تعبنا منه
مقبول مرفوض
1
2016/10/19 - 02:24
10 | خبير اجتماعي
جميعا لصالح البلاد والعباد
خطاب الملك كان واضحا سياسيا ولكن لم يدكر بعض المسببات بموضوع الاداراة والمواطن ان هناك نقص فيها فلا تسد كل حاجيات المواطنين بالمناطق الاهلة بالسكان زائد نقص في التجهيزات والمكاتب والموظفين والدليل انك ادا توجهت الى اي ادارة ومصلحة وملحقة ومحكمة ومستشفى ومستوصف وخزينة ومقاطعة تجد الاكتضاض المهول والانتضار والارهاق في انعدام ما سبق مع كثافة السكان وكثرة الطلبات ثم التوقيعات وكل ملف وتبعاته ووثائقه الازمة وكان على الملك التطرق الى البطاقة الوطنية البيومترية التي قالو بها لاتطلب الخلوق والشهادة السكنى وكدبت الدولة ولازال المواطن يسافر للقرى والاف الكيلومترات لشهادة الخلوق بدرهم ليخسر 500د للسفر اجل ورقة وجواب المواطنين الدين يعترضوا الموكب الملكي بشكل خطير وقبله الملك وجب علة الدولة تخصيص مكتب او مصلحة بالديوان الملكي لاستقبال الطلبات والاضرفة والشكايات والتضلمات وان كل من يعترض الملك الدي هو نفسه يقف لهم وحده ليساعدهم واخد الصورة فقط للضفر بكريمة او مسكن او المال الدي عودهم هو نفسه وما كان يفعل ولم ييعتنرضوه اجل شهادة السكطنى او الخلوق بل اجل المصالح الخاصة وهو يعرف دلك الله ارحم ح2
مقبول مرفوض
0
2016/10/19 - 02:29
المجموع: 10 | عرض: 1 - 10

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة