الرئيسية | سياسة | إخفاق تنموي جديد يحققه المغرب

إخفاق تنموي جديد يحققه المغرب

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إخفاق تنموي جديد يحققه المغرب
 

أخبارنا المغربية : يوسف الإدريسي

لعل التصنيف الذي أفرزه تقرير الأمم المتحدة بخصوص التنمية البشرية لسنة 2014، الصادر باليابان يوم الخميس المنصرم، والذي جاء فيه ترتيب المغرب في المركز 129 ضمن 187 دولة، "لعله" كشف عن حقيقة مرة تثبت مدى ضعف كل البرامج الحكومية الخاصة بمحاربة الفقر والبطالة والتهميش والعوز الاجتماعي والأمية. كما أنه يوضح حجم معاناة الشعب المغربي ذلك أن نسبة كبيرة من المغاربة يشكون من ضعف الدخل الفردي ويعيشون تحت عتبة الفقر، مما أفرز لنا نمطا اجتماعيا مختلا تجسد في استفحال مظاهر التفكك الأسري والانحلال الأخلاقي والخواء الروحي، والانحراف بجميع أصنافه.

 

وجاء في ذات التقرير تصدّر دولة قطر الترتيب العربي باحتلالها المركز 31 عالميا، وتلتها في المرتبة الثانية العربية السعودية، في الوقت الذي لم يستطع المغرب تجاوز عتبة الرتبة 129 عالميا متقدما برتبة واحدة عن السنة الماضية التي احتل فيها المركز 130. وتقدمت عليه إقليميا كل من الجزائر التي جاءت في المركز 93 وتونس في المركز 90، بينما تقدم المغرب على دولتي السودان واليمن.

 

من هنا يمكن أن نجزم بأن المغرب يتخبط في عدة مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية، وتتعدد هذه المشاكل بتعدد الأسباب والمسببات، إذ أضحت  تشكل بركانا خامدا يهدد حصن المجتمع و يخدش ملامحه الأصلية، فبتفاقم مظاهر فقدان الإرادة السياسية وتفشي الفساد والإفساد الذي يعتبر عمق المشكل وجوهره، يمكن أن نتوقع ما هو أخطر؛ تسرب اليأس المجتمعي وأفول مكونات المجتمع وبروز حركات احتجاجية متنوعة بتنوع الإخفاقات والتراجع في شتى المجالات .

 

فعلى مستوى الإجراء الحكومي الرسمي الذي ابتدأ يترهل في بوتقة سياسية ضيقة بسبب سوء تقدير المرحلة، لا يبدو أن هناك إرادة سياسية أو خطة إستراتيجية محكمة من شأنها طمأنة المواطنين على الأقل أو زرع نوع من الأمل المجتمعي المفقود. فمبادرة التنمية البشرية التي تعتبر ورشا ملكيا صرفا طغت عليها الانتقائية وتوظيف الوسائط والزبونية، لم تراع في تقديرها الإجرائي طبيعة المعضلة التي تنبثق من المجتمع وتهم بالأساس أفراده وبالتالي لن يكون خير تعبير عن تطلعات معالجتها إلا هؤلاء الأفراد، الشيء الذي لم تعتمده المبادرة، كما أن غياب التشخيص المباشر للأسباب والترابطات السياسية والثقافية جعلها تسقط في مزالق الشعارات والتهليلات التي طبعت البرامج التنموية السابقة .

 

أما مبادرة الجهوية الموسعة المشروع الإداري الموقف التنفيذ، فسيتم من خلاله ترسيخ القضية الجدلية "المغرب النافع وغير النافع" حيث ستستأثر خمس جهات والمتمركزة في الوسط بحصة الأسد من الدخل الوطني الإجمالي في حين سيكتفي الباقي بفتات المائدة، بذلك ستتسع الهوة بين الجهات وبين مكونات الوطن الواحد، حيث ستبرز جهات متقدمة عن الأخرى في شتى المجالات فيما ستبقى الأخرى متأخرة بخطوات عديدة، فضلا عن أن التقسيم الحالي لم يحترم الخصوصيات الثقافية والتاريخية واللغوية والاقتصادية والجغرافية، وهناك أمثلة عديدة على مستوى التراب الوطني عامة. كما أن نظام الانتخابات المقرون بالمحسوبية وشراء الذمم، سينعكس بالسلب على نجاح هذه الجهوية، إذ من المرتقب أن تُسيّر جهات المغرب من طرف ذوي الخبرة الانتهازية والمستويات المتدنية، وربما من طرف أميين مما سيؤدي إلى اختلال الجهة وتدهورها بشكل لا ينسجم مع تطلعات حكماء المغرب.

 

 

أعتقد أن ملامح الدولة المنشودة التي تعمل على تحقيق مطالب شعبها هي مؤسسة لا تؤمن بالرفاهية الاجتماعية للبعض بقدر ما تؤمن بالعدالة الاجتماعية والاستجابة لتطلعات الشعب، أيضا هي نظام يؤمن بدولة التوازنات الاجتماعية لا بدولة الفوارق الاجتماعية والتراتبية المطلقة.

مجموع المشاهدات: 4835 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (4 تعليق)

1 | abderrahim
Modhik hada ta9rir wa yobayit niya khabita 3ala al maghrib li anna hada al balad tahassana 3ala jami3 al mostawayat hatta asbaha al mohajirin ya3odona tawa3iya li i9amat machari3 dakhma mima wa chahida izdihar i9tisadi momtaz bifadli johod al malik wa al hokoma al halya kama bi fadlihima tahassanat katiran ho9o9 al insan wa dimo9ratiya wa lkay ta3rif al maghrib 3alayka bi ziyaratih
مقبول مرفوض
2
2014/07/30 - 01:41
2 |
إيه المغرب عنده مشاكل لازم حلها بطريقة إستعجالية ولكن شي مرات ما تنفهمش كيفاش تتكون هاد التصنيفات العالمية لكونها تفتقد للمنطق أو المصداقية فمثلا بعض الدول لي تعيش كساد إقتصادي، سياسي وإجتماعي وقلاقل وحروب أهلية جات فمراتب متقدمة مثلا: وجاء إلى جانب المغرب في تصنيف “التنمية البشرية المتوسطة”، دول تعاني من نزاعات وحروب داخلية منذ سنوات، ويتعلق الأمر بدولة فلسطين في المرتبة 107 وسوريا في المرتبة 118 والعراق في المرتبة 120، حسب التقرير، الذي حمل عنوان “المضي في التقدّم: بناء المنعة لدرء المخاطر”. وضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة، جاءت ليبيا في المرتبة 55 وسلطنة عمان في المرتبة 56 ولبنان في المرتبة 65 والأردن في المرتبة 77 وتونس في المرتبة 90 والجزائر في المرتبة 93. إوا يلا باليكم شي منطق أو عدل فهاد الترتيب أنا بعدا ماباليش!!!
مقبول مرفوض
1
2014/07/30 - 02:10
3 |
فقط باش نزيد نأكد أن هاد التصنيفات ماعندهاش مصداقية هادا موضوع نشر بموقعكم يؤكد عكس ما جاء به ترتيب تقرير الأمم المتحدة!!! وخصوصا أنه يضع المغرب الذي يسلك مبادرة التنمية البشرية مند سنوات وراء دول المنطقة أو خارج المنطقة التي لا تعرف أبدا مثل هذه المبادرات!!! لذلك أتسائل عن مدى صحة هاته التصنيفات التي تضرب عرض الحائط كل التقدمات المنجزة والمعترف بها من طرف هيئات إقتصادية جد مهمة مثل وكالة التنقيط الدولية "فيتش" أكدت وكالة التنقيط الدولية "فيتش" أن خط الائتمان الجديد بقيمة 5 مليارات دولار ، الذي صادق عليه صندوق النقد الدولي لفائدة المغرب يعتبر "مؤشرا قويا" على دعم الصندوق للإصلاحات التي تقودها المملكة. وقالت الوكالة في بيان لها أن خط الائتمان الجديد للوقاية والسيولة الذي صادق عليه مجلس إدارة الصندوق على مدى 24 شهرا سيساهم في تحصين المغرب من الأزمات الماكرو اقتصادية الخارجية ومواصلة الاصلاحات الهيكلية فضلا عن سياسة عقلنة الميزانية. وأضاف خبراء الوكالة أن فتح خط الائتمان الجديد يمثل اعترافا بالنتائج الجيدة التي حققها الاقتصاد المغربي بفضل أوراش الاصلاحات التي أطلقتها الحكومة. وكان مجلس إدارة صندوق النقد الدولي قد صادق الاثنين الماضي على إعادة تجديد خط الائتمان الذي صادق عليه في غشت 2012 لفائدة المغرب. وكانت قيمة خط الائتمان السابق للوقاية والسيولة ، الذي ستنتهي مدته خلال أسابيع قليلة، تصل إلى 6,2 مليار دولار حيث لم تستعمله المملكة. وأكد بلاغ لصندوق النقد الدولي أن هذا الإجراء سيمكن "السلطات المغربية من مواصلة تنفيذ البرنامج الإصلاحي الرامي إلى تحقيق معدل نمو اقتصادي شامل وسريع، مع وضع رهن إشارتها أداة للوقاية من الصدمات الخارجية". ووفق وكالة فيتش، فإن هذه الآلية ساهمت في دعم الاصلاحات التي باشرتها الحكومة، مما مكن البلاد من تقليص حجم العجز العمومي من 7,3 في المئة إلى 5,4 في المئة العام الماضي، ومن المرتقب أن يتراجع إلى 4,3 في المئة عام 2015.
مقبول مرفوض
1
2014/07/30 - 02:48
4 | لمهيولي
تحليل رائع يكشف واقع المغرب
لاينكر أحد ماوصل أليه المغرب من الفقر ومن فوارق اجتماعية كبيرة وهذا بلا شك راجع للعنصر البشري ولسوء التسيير. المغرب تفسده الرشوة والمحسوبية والزبونية وعدم المراقبة وإسناد الأمور لغير أهلها والتساهل مع ذوي النفوذ والتغاضي عمن يستغلون ثروات البلد لصالحهم كمقالع الرمال والانفراد بالصيد في أعالي البحار.إذا لم تتخذ إجراءات من قبل الحكومة يتم فيها إنصاف الطبقة المحرومة من الشعب فإن المغرب سيسقط في أزمة اقتصادية خطيرة يتضرر منها الأغنياء قبل الفقراء.
مقبول مرفوض
3
2014/07/30 - 02:54
المجموع: 4 | عرض: 1 - 4

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة