الرئيسية | دين ودنيا | احذر.. أخطاء تبعدك عن التوبة إلى الله

احذر.. أخطاء تبعدك عن التوبة إلى الله

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
احذر.. أخطاء تبعدك عن التوبة إلى الله
 

تعددت الأسباب والأخطاء التي قد تكون الحائل بين الناس وباب التوبة والعودة إلى الله، يرجع ذلك إلى الجهل بمفهومية التوبة، أو التفريط وقلة المبالاة.

 

1) تأجيل التوبة:

 

بعض الناس قد يدرك خطأه، وحرمة ما يقع فيه، ولكن يؤجل التوبة، فهذا خطأ عظيم؛ فالتوبة واجبة على الفور؛ فأوامر الله ورسوله على الفور ما لم يقم دليل على جواز تأخيرها، بل إن تأخير التوبة ذنب يجب أن يستغفر منه، وقلَّ أن تخطر هذه ببال التائب، بل أنه إذا تاب من الذنب لم يبق عليه شيء آخر، وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة، فعلى العبد أن يعجل بالتوبة؛ لئلا تصير المعاصي رانًا على قلبه، والذي لا يقبل المحو، أو يموت مصراً على ذنبه.

 

2) الغفلة عن التوبة:

 

لا يخطر ببال كثير من الناس هذه التوبة؛ فهو يتوب من الذنوب التي يعلم أنه قد وقع فيها، ولا يظن بعد ذلك أن عليه ذنوباً غيرها، وهذا من الأخطاء التي تقع في باب التوبة، والتي قلَّ من يدركها؛ فهناك ذنوب خفية، وهناك ذنوب يجهل العبد أنها ذنوب.

 

ولهذا جاء عن النبي -صل الله عليه وسلم- أنه كان يدعو ويقول: "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجلَّه، وأوله وآخره، وعلانيته وسره"، فهذا التعميم، وهذا الشمول؛ لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه، وما لم يعلمه.

 

3- ترك التوبة مخافة العودة إلى الذنوب:

 

يرغب الكثير في التوبة، ولكنه لا يبادر إليها؛ مخافة أن يعاود الذنب مرة أخرى، وهذا خطأ؛ فعلى العبد أن يتوب إلى الله، فلربما أدركه موته وهو لم يعود إلى الله، كما عليه أن يحسن ظنه بربه -جل وعلا- ويعلم أنه إذا أقبل على الله أقبل الله عليه، وأنه -تعالى- عند ظن عبده به،كما عليه إذا عاد إلى الذنب أن يجدد التوبة مرة أخرى، ولا يقنط من روح الله.

 

4- ترك التوبة خوفًا من لوم الناس:

 

من الناس من تحدثه نفسه بالتوبة، ولزوم الاستقامة، ولكنه يخشى لوم بعض الناس، وعيبهم إياه بالتشدد والوسوسة، ونحو ذلك مما يُرمى به بعض من يستقيم على أمر الله، حيث يرميه بعض الجهلة بذلك؛ فَيُقصر عن التوبة؛ خوفًا من اللمز والعيب، وهذا خطأ فادح؛ لأن هذا إنما هو ابتلاء وامتحان، ليمتحن أصادق هو أم كاذب.

 

5- ترك التوبة مخافة سقوط المنزلة، وذهاب الجاه والشهرة:

 

فقد يكون لشخص ما منزلة، وحظوة، وجاه وسلطان، فلا تطاوعه نفسه على إفساد ذلك بالتوبة، كما 

قد يكون له شهرة أدبية، أو مكانة اجتماعية، فكلما هَمَّ بالرجوع عن بعض آرائه المخالفة للشريعة أقصر عن ذلك؛ مخافة ذهاب الجاه والشهرة، فالشهرة والجاه عرض زائل، وينتهي بنهاية الإنسان؛ فماذا ينفعه إذا هو قَدِمَ على ربه إلا ما قَدَّمَ من صالح عمله.

 

6- التمادي في الذنوب:

 

يسرف الكثير في المعاصي، فإذا زجر، برر على ذلك فقال: إن الله غفور رحيم، ولا ريب أن هذا الصنيع سفه، وجهل، وغرور؛ فرحمة الله قريب من المحسنين لا من المسيئين، المفرطين المعاندين، ثم إن الله -عز وجل- مع عفوه، وسعة رحمته شديد العقاب، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، -قال تعالى-: "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ".

 

7- الاغترار بإمهال الله للمسيئين:

 

بعد الإسراف في المعاصي؛ تراه إذا نصح عنها، وحُذِّر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواماً قد امتلأت فجاجُ الأرض بمفاسدهم، ومباذلهم، وظلمهم، وقتلهم الأنفس بغير الحق، وأكلهم أموال الناس بالباطل، وأكلهم الربا وقد نهوا عنه، ومع ذلك نراهم وقد درت عليهم الأرزاق، وأنسئت لهم الآجال، وهم يعيشون في رغد ونعيم بعيد المنال، ولا ريب أن هذا القول لا يصدر إلا من جاهل بالله، وبسننه -عز وجل-،

ويقال لهذا وأمثاله: رويدك، رويدك؛ فالله -عز وجل- يعطي الدنيا لمن أحب، ولمن لا يحب؛ وهؤلاء المذكورون مُتَبَّرٌ ما هم فيه، وباطل ما كانوا يعملون؛ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم؛ فما الذي هم فيه من النعيم إلا استدراج، وإمهال، وإملاء من الله -عز وجل- حتى إذا أخذهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر،

قال -صل الله عليه وسلم-: "إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته"، ثم قرأ قوله -تعالى-: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ".

 

8- اليأس من رحمة الله:

 

إذا تمادى العبد في المعاصي، فتاب مرة أو أكثر فعاد إلى الذنب مرة أخرى تراه يقنط من رحمة الله، وظن أنه ممن كتب عليهم الشقاء؛ فاستمر في الذنوب، وترك التوبة إلى غير رجعة، وهذا ذنب عظيم، وقد يكون أعظم من مجرد الذنب الأول الذي ارتكبه؛ لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون؛ فليجدد التوبة، وليجاهد نفسه في ذات الله حتى يأتيه اليقين.

 

9- اليأس من توبة العصاة:

 

من الناس من يكون فيه خير ونصح وحب للإصلاح، فتراه يحرص على دعوة العصاة أيًا كانت معاصيهم، فإذا رأى من أحدهم إعراضاً عن النصح، وصدودًا عن الخير، وتماديًا في الغواية يأس من هدايته، وأقصر عن نصحه، وربما جزم بأن الله لن يغفر له، ولن يهديه سواء السبيل، وهذا الصنيع لا يصدر من ذي علم وبصيرة وحكمة؛ فمن ذا الذي أخبر هذا بأن الله لن يغفر لذلك العاصي؟ وما الذي سوغ له أن يحجر رحمة الله -عز وجل-، ثم كم من الناس من يتمادون في الإجرام، حتى يُظنَّ أنهم يموتون على ذلك، ثم يتداركهم الرحمن الرحيم بنفحة من نفحاته، فإذا هم من الأبرار الأخيار.

 

ولهذا جاء في صحيح مسلم عن جندب أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- حدَّث: "أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك"، ومعنى يتألى عليَّ: أي يقسم ويحلف.

 

10- الاحتجاج بالقدر :

 

فإذا قيل له : لمَ لا تصلي؟ قال: ما أراد الله لي ذلك، وإذا قيل له: متى ستتوب؟ قال: إذا أراد الله ذلك،

وهذا خطأ وضلال وانحراف؛ فالإيمان بالقدر لا يمنح العاصي حجة على ما ترك من الواجبات، أو ما فعل من المعاصي.

 

11- توبة الكذابين :

 

الذين يهجرون الذنوب هجرًا مؤقتًا ينتظرون الفرص لمعاودة الذنب؛ يتركون الذنوب التي كانوا يرتكبونها إما لمرض، أو عارض، أو خوف، أو رجاء جاه، أو خوف سقوطه، أو عدم تمكن؛ فإذا ءاتَتْهُم الفرصة رجعوا إلى ذنوبهم، فهذه توبة الكذابين، وليست بتوبة في الحقيقة.

 

12- قلة العناية بالتائبين:

فهناك من الأخيار والصالحين من لا يأبه بشأن التائبين، فقد يتوب قريب لهم، أو جار، أو صاحب قديم، أو مَنْ بينهم وبينه معرفة، أو غير هؤلاء، ومع ذلك قد لا تجد من الأخيار من يأخذ بيد التائب، ويعينه على نفسه؛ حتى يستديم التوبة، ويلزم طريق الاستقامة.

 

بل ربما نفروا منه، ونظروا إليه بعين الريبة، ومن هنا يخذل التائب، فلا يجد من يعينه، ويثبته، ويجيب عن إشكالاته، وهذا قد يتسبب في ضعف التائب، ونكوصه على عقبيه. 

 

13- الغفلة الدائمة عن التوبة:

 

فإذا تحدث متحدث عن التوبة تبادر إلى الذهن توبة الأفراد فحسب، أما توبة الأمة بعامة فقلَّ أن تخطر بالبال، وهذا أخطأ في باب التوبة؛ فسنته -عز وجل- في الأفراد، وفي مغفرته للتائبين وعفوه عن المذنبين هي هي سنته سبحانه في الأمم والشعوب، فالأمة التي تعود إلى طريق الرشاد، وتَصْدُق في التوبة والإنابة إلى رب العباد يفتح الله لها، ويرفع من شأنها، ويعيدها إلى عزتها ومجدها.

 

انظر إلى قوله -تعالى-: "فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ".

 

 

 

مجموع المشاهدات: 5927 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة