الرئيسية | دين ودنيا | مضاعفة أجور الأعمال الصالحة في رمضان

مضاعفة أجور الأعمال الصالحة في رمضان

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مضاعفة أجور الأعمال الصالحة في رمضان
 

" لما كان رمضان بتلك المنزلة العظيمة كان للطاعة فيه فضل عظيم ومضاعفة كثيرة ، وكان إثم المعاصي فيه أشد وأكبر من إثمها في غيره ، فالمسلم عليه أن يغتنم هذا الشهر المبارك بالطاعات والأعمال الصالحات والإقلاع عن السيئات ، عسى الله عز وجل أن يمن عليه بالقبول ويوفقه للاستقامة على الحق ، ولكن السيئة دائما بمثلها لا تضاعف في العدد لا في رمضان ولا في غيره ، أما الحسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (15/447) .

 

فمضاعفة الحسنة - في رمضان وفي غيره - مضاعفة بالكم والكيف ، والمراد بالكم : العدد ، فالحسنة تضاعف أكثر من عشرة أمثالها ، والمراد بالكيف أن ثوابها يعظم ويكثر ، وأما السيئة فمضاعفتها بالكيف فقط ، أي أن إثمها أعظم والعقاب عليها أشد .

انظر إجابة السؤال رقم : (38213) .

 

ثانيا :

قد ورد الشرع ببيان هذه المضاعفة في بعض الأعمال والأوقات . 

ففي ليلة القدر قال الله عز وجل : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) القدر/ 3 ، أي أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر .

 

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" أي : تعادل من فضلها ألف شهر ، فالعمل الذي يقع فيها ، خير من العمل في ألف شهر خالية منها ، وهذا مما تتحير فيه الألباب ، وتندهش له العقول ، حيث مَنَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى ، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر ، عُمْرُ رجلٍ مُعَمِّرٍ عُمْرًا طويلا نيفا وثمانين سنة " انتهى من " تفسير السعدي " (ص/931) .

وقد ورد في العمرة في رمضان قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عُمْرَة فِي رَمَضَانَ تَقْضِي [أي تعدل] حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي ) رواه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) .

وقال القاري رحمه الله :

" ( تَعْدِلُ حَجَّةً ) أَيْ : تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ " انتهى من " مرقاة المفاتيح " (5/1742) .

ولا شك أن ثواب الحج يزيد على ثواب العمرة بأضعاف كثيرة ، فإن الحج أحد أركان الإسلام .

وقد وردت بعض الأحاديث في بيان هذا التفضيل غير أنها أحاديث ضعيفة لا يحتج بها . 

منها حديث : ( يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فري ضة، وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ) .

قال الألباني في " الضعيفة " (871) : منكر . وانظر إجابة السؤال رقم : (21364) .

ووردت آثار عن بعض السلف في مقدار هذه المضاعفة ، وهي آثار يستأنس بذكرها ، ولا يحتج بها . 

ذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون : " إذا حضر شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله ، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره " .

وقال النخعي رحمه الله : " صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم ، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة ، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة " انتهى من " لطائف المعارف " لابن رجب (ص/151) .

 

وروى ابن أبي الدنيا في " فضائل رمضان " (ص/51) : " عن الزهري قال : " تسبيحة في رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره " انتهى .

 

والحاصل : أن مضاعفة ثواب الأعمال في رمضان لم يأت الشرع ببيانه على سبيل التفصيل ، وعلى المسلم أن يجتهد في العمل الصالح في رمضان حتى يحوز تلك الفضائل .

 
مجموع المشاهدات: 2424 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة