الرئيسية | دين ودنيا | الشك يوصل إلى الكفر

الشك يوصل إلى الكفر

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الشك يوصل إلى الكفر
 

الشك خلاف اليقين، وهو مرض خطير إذا تمكن من النفس أهلكها بالتردد والارتياب والوساوس. كما أنه يقعد بصاحبه عن تحقيق غاياته لأنه يجعله غير مستقر على رأي أو قرار فهو دائمًا حائر متردد.

 

الشك أوقعهم في الكفر:

 

 لما أرسل الله الرسل إلى أقوامهم تمكن الشك من قلوب بعض هؤلاء الناس ونطقت بذلك ألسنتهم: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [إبراهيم: 9، 10].

 

لقد قادهم هذا الشك والتردد إلى الكفر بالله وبرسالاته، ولهذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلن لهؤلاء الشاكين أنه على الحق وأنه على يقين مما آتاه الله: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس:104].

 

الشك في البعث والنشور:

 

 إن المسلم يوقن أن الموت ليس نهاية المطاف؛ بل بعده أمور جسام وهو على يقين أن الله يبعث هذه الأجساد من قبورها للعرض والحساب في يوم القيامة، أما غير المسلمين فإن كثيرًا منهم لا يؤمنون ببعث ولا نشور، بل هم في شك من ذلك: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ * لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [النمل:66 - 68].

 

وأخبر الله عن رجل من صناديد الكفر أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكك في قضية البعث والنشور: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يـس:78 - 82].

 

ولهذا حين يُبعثون من قبورهم يوقنون بالأمر الذي كانوا فيه شاكين: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} [سـبأ:51- 54].

 

أما المؤمنون فإنهم كانوا في الدنيا على يقين لا يخالطه شك، ولهذا دعوا ربهم أن يقيهم شر هذا اليوم وأن يحسن معاملتهم فيهم: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران:9]. وقالوا: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران:194].

 

أحوال أهل الشك في قبورهم:

 

 حين يدخل هؤلاء قبورهم يعاينون بعض ما كانوا فيه يشكون حين يأتيهم الملكان فيسألان كلاً من هؤلاء: "فيم كنت؟ فيقول: لا أدري. فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته. فَيُفْرَج له قِبَلَ الجنة. فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك. ثم يُفْرَج له فرجة قِبَل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا. فيقال له: هذا مقعدك. على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله". [رواه ابن ماجه].

 

الشك في الصلاة:

 قد يقع الشك من العبد في صلاته فلا يدري على وجه اليقين كم صلى؟ وقد دله النبي صلى الله عليه وسلم على العلاج فقال: "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر أو أواحدة صلَّى أم ثنتين، فليجعلها واحدة، وإذا لم يدر ثنتين صلَّى أم ثلاثًا فليجعلها ثنتين، وإذا لم يدرِ ثلاثًا صلَّى أم أربعًا فليجعلها ثلاثًا، ثم يسجد إذا فرغ من صلاته وهو جالس قبل أن يسلم سجدتين" [رواه أحمد والترمذي].

 

النهي عن التماس عثرات الأهل:

 

 قد يقع في قلب العبد نوع من الشك تجاه أهله وقد نهاه الشرع عن الاسترسال مع هذا الشك، وذلك فيما رواه الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يخونهم أو يلتمس عثراتهم".

 

الشك في نيات الناس وأفعالهم:

 

 بعض الناس إذا تحدث مع الآخرين أو حدثوه ظل حائرًا مترددًا يتساءل: ماذا أراد بقوله؟ ماذا أراد بفعله؟ ويغلب جانب السوء. ومثل هذا تجده دائمًا في تعب، وإنما تعبه من قِبل نفسه، ولو دفع عن نفسه الشك في نوايا الناس لاستراح، وما أحراه بهذه النصيحة المباركة: " احمل أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقليك منه".

 

وما أحراه بما ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شرًا وأنت تجد لها في الخير محملاً".

 

نسأل الله الكريم أن يرزقنا اليقين ويجنبنا الشك إنه ولي ذلك والقادر عليه،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 
مجموع المشاهدات: 3782 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | عبدالله
انا اشك اذن انا موجود
مقبول مرفوض
3
2016/10/26 - 03:44
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة