المغرب يتقدم الدول المغاربية في هجرة الأدمغة

أخبارنا المغربية 

أكدت دراسة حديثة أن عدد الكفاءات المهاجرة من بلدان المغرب العربي تصل الآن إلى قرابة 853 ألف، يشكل منها المغاربة 46 في المائة بما يناهز 397 ألف مهاجر، متبوعا بالجزائر ب 37 في المائة وتونس ب 12 في المائة، فيما تأتي ليبيا وموريتانيا في المراتب الأخرى، وأضافت الدراسة التي تم تقديمها أول أمس في الجزائر والتي أجراها مركز الأبحاث الاقتصادية المطبقة والتنمية أن هذا العدد ارتفع بنسبة 31 في المائة عما كان عليه سنة 2000 حيث لم يكن يتعدى 585 ألف مهاجر مغاربي من ذوي الكفاءات العلمية والتقنية.

وتتكون هذه الفئة خاصة من الطلبة الذين عادوا إلى بلادهم من أجل الدراسة ولم يعودوا أو الذين عادوا إلى بلادهم بعد التكوين كما حدث في المغرب بعد تطبيق قانون المغادرة الطوعية، وتشكل هذه الفئة ذات الكفاءة نسبة مهمة من مجموع عدد مهاجري بلدان المغرب العربي التي تقارب 6 ملايين مهاجر وهذا الرقم يمثل أيضا نسبة 5 في المائة من مجموع سكان البلدان المغاربية وهي النسبة التي تمثل نسبة عالية للهجرة، حيث أن مستواها المتوسط الدولي يصل إلى 3.2 في المائة.

ويرى الملاحظون أن هذه الظاهرة تشكل نزيفا كبيرا في الموارد والكفاءات البشرية التي مازالت الدول المغاربية في حاجة إليها إذ أن هذه البلدان تكاد لاتذكر في التقارير الدولية حول البحث العلمي أو أنها في الواقع خارج التصنيف.

حيث أن المعايير الدولية لتقدم البحث العلمي تقتضي أن يكون هذا البحث مساهما في الاقتصاد أي بمعنى أن ابتكاراته ومنتوجاته يمكن تسويقها كما هو الحال بالنسبة لدول كانت في سنوات الستينيات في نفس وضعية البلدان المغاربية مثل الصين وأندونيسيا وماليزيا وكوريا، والتي أصبحت الآن الرائدة الأولى في مجال الابتكارات النفيسة، دون أن ننسى الهند التي تخرج فقط في مجال التقنيات المعلوماتية قرابة نصف مليون خبير تتهافت عليهم الدول الأوروبية خاصة ألمانيا.

هذه الوضعية تشير إلى أن المغرب ليس الآن مؤهلا لاستقبال هؤلاء الخريجين الذين لا يجدون المؤسسات المحتضنة لكفاءاتهم مما يدفعهم إلى الهجرة إلى دول أجنبية تتوفر على هذه البنيات، هذا إضافة إلى ضعف التحفيزات المادية التي تدفع بهؤلاء الخبراء إلى البحث عن آفاق أحسن للعيش في بلدان أخرى.