الرئيسية | قضايا المجتمع | «الشوباني» يعمل بنصيحة «علال الفاسي» في تعدد الزوجات‏

«الشوباني» يعمل بنصيحة «علال الفاسي» في تعدد الزوجات‏

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
«الشوباني» يعمل بنصيحة «علال الفاسي» في تعدد الزوجات‏
 

 

أخبارنا المغربية : نبيل غزال

تعليقا على خبر خطبة الحبيب الشوباني -الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني- لسمية بنخلدون -الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر- صرحت وزيرة الصحة السابقة والقيادية الاستقلالية الحالية «ياسمينة بادو» بقولها: 

«أنا لم أدخل نهائيا في العلاقة الشخصية للأفراد، ولكننا كحركة نسائية ناضلنا منذ زمن بعيد ضد التعدد..، غادي تجاوبوني بأن الدين ديالنا كيسمح بيه، أقول: أنا مع الفكر ديال سيدي علال الفاسي والذي قال باطمئنان وإيمان كبير بأنه خاص نمنعو التعدد حماية للإسلام وحماية للمرأة والأسرة».

جل المتتبعين للمجال السياسي يتذكر الحوادث الخطيرة التي كانت -ولازالت- تتعرض لها ياسمينة بادو إن هي أمسكت ورقة كتبت باللغة العربية وأصرت بعد ذلك على قراءتها..، فحينها لا تسل عما تقترفه قيادية حزب الميزان من جرائم في حق لغة الضاد؛ ولو قدر أن حضر أحد مجالسها ابن جني أو الخليل بن أحمد الفراهيدي أو إسماعيل بن حماد الجوهري لأصابتهم -دون شك- غصة أودت بحياتهم.

فالمتابع لا يحتاج إلى كبير عناء ليدرك أن ثقافة ياسمينة بادو العربية ضعيفة جدا؛ ويصعب عليها أن تفهم أو تدرك ما قرره الزعيم الوطني علال الفاسي رحمه الله في كتابه "النقد الذاتي" بخصوص تعدد الزوجات، لأنه تحدث بلغة عربية من جهة؛ واستعمل قواعد أصولية وشرعية من جهة أخرى.

ولم تقرأ ياسمينة في ورقات البحث -إن هي فعلت ذلك طبعا- سوى عبارة ظنت أنها تخدم الفكر العلماني المانع من تعدد الزوجات والمبيح والمشجع على تعدد الخليلات، فتمحلت وسلكت سبيل قراءة (ويل للمصلين) للوصول إلى ما يخدم فكرها.

ذلك أن الراحل علال الفاسي أصَّل ابتداء لحكم التعدد، وبين أنه حكم شرعي لا جدال حوله؛ وردَّ على من ينكر ذلك وبين أنه يجب أن يكون مباحاً في المجتمع القائم على جهاز نظامي يمنع من كل ظلم واعتداء؛ ثم تطرق بعد ذلك إلى مخالفات وتجاوزات تقع في هذا النوع من العلاقات؛ وطالب بإعمال قاعدة سد الذرائع للمحافظة على الأسرة والحيلولة دون وقوع الظلم، فقال رحمه الله:

«التعدد غير ممنوع في الإسلام لذاته، ولكنه ممنوع بما زاد على الأربع من أجل الظلم المحقق فيه والذي لا يمكن أن لا يقع، وأما بما دون الأربع فيجب أن يكون مباحاً في المجتمع القائم على جهاز نظامي يمنع من كل ظلم واعتداء. أما في كل مجتمع يتحقق أو يخاف فيه من العبث بالحقوق الخاصة للعائلة أو العامة من أجل إرضاء الشهوة فيجب سد الذريعة فيه بمنع التعدد ودرء مفسدته». ("النقد الذاتي"؛ ص:240-243).

‎وقد طالب مؤلف النقد الذاتي بوقف العمل بالتعدد بسبب عدم انضباط بعض الأمازيغ بأحكام الشريعة الإسلامية فيما يخص التعدد -الذي كان فاشيا-، وبسبب أن العرف البربري لم يتمتع بالإصلاح الإسلامي -وفق قوله-، وكان الأمازيغ آنذاك يعددون بما فوق الأربع.

‎وليستمع القارئ الكريم إلى ما ختم به علال الفاسي كلامه عن التعدد في آخر الفصل السابع من الباب الرابع الذي خصصه لهذا الموضوع: 

«أما في المغرب فهناك ذريعة أكبر من كل ما تقدم يجب سدها بمنع التعدد؛ وتلك هي وجود العرف البربري الذي لم يتمتع بالإصلاح الإسلامي، فلكي يقضى على التعدد بما فوق الأربع المباح في أغلبية القبائل البربرية يجب أن يطبق ما قلناه من منع التعدد من أصله، حتى لا يبقى هناك مبرر أو داع لحيلة من الحيل الاجتماعية في التمتع بالشهوات دون قيد ولا تحديد. إن تطبيق هذا الحكم ضروري لتحقيق المناط الذي قصده القرآن الكريم بقوله: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}» اهـ.

‎وقال: «إن هذه الأحكام صريحة الدلالة ومجمع عليها من طرف المذاهب الإسلامية كلها، وهي منع التعدد مطلقا عند الخوف من الظلم، وإباحته حتى الأربع عند تيقن العدل. لكن الذي مضى عليه عمل المسلمين هو ترك هذا الأمر لوجدان الرجل الذي يحكم على نفسه هل يقرر أن يعدل أو لا، وذلك هو الأصل في تطبيق الشرائع كلها، لأن الدين يتوجه قبل كل شيء للأفراد وضمائرهم».

‎فشتان بين ما ذهب إليه الزعيم علال الفاسي وبين ما نسيته إليه ياسمينة بادو؛ ومن هو على شاكلتها ممن يطالب بمنع التعدد؛ فالأول -سواء اتفقنا أم اختلفنا معه- نظر إلى الواقع بعين الشريعة، فحاول إصلاح الخلل انطلاقا من مرجعية إسلامية وقواعد شرعية، والثانية بترت الكلام ووظفت بعضه خدمة لمرجعية علمانية وحقوق يدعى أنها كونية.

وبالمناسبة فمشروع علال الفاسي الإصلاحي لا ينحصر في تعدد الزوجات؛ بل يشمل مجالات عديدة؛ أتمنى أن يأخذها قادة حزب الميزان بعين الاعتبار؛ خاصة فيما يصدر عنهم من مواقف وأفعال وأقوال.

واللبيب تكفيه الإشارة...

 
مجموع المشاهدات: 6520 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (3 تعليق)

1 | متتبع
صدقت يا سيد غزال
أشكر السيد نبيل غزال على مقاله الذي وضف فيه اسس و ركائز الصحافة المهنية النقية التي لا تدع مجالا للشك و الريبة و ما زاد إعجابي له هو أنه تحرى و تمحص في المنطوق فدفعه إلى البحث و التنقيب في المكتوب كثر الله من أمثالك =امين=
مقبول مرفوض
2
2015/04/28 - 03:48
2 | منبه
لكي لا نقف عند ويل للمصلين
يا أخي أنت من سلكت سبيل قراءة (ويل للمصلين) للوصول إلى ما يخدم فكرك. إني لست بمدافع عن السيدة بادو، ولكني أود أن أنبهك، إلى آية التععد لتقرأها كاملة : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ) لماذا غفلت عن مطلع الآية، ولماذا لم سكت فحولنا في الدين عن هذا الشرط في التعدد. هل للوزيرة أيتام حتى يجون الزواج بها (اليتيم في الإسلام هو فاقد الأب حتى سن البلوغ) الحكمة من التعدد هو نشر ثقافة التكافل الإجتماعي، لكن إخواننا أقروه لبلوغ نزواتهم وتشتيت الأسر. أما عن الآمازيغ فكلامك فيه تغليط كبير. فهم لا يعرفون التعدد على عكس المستعربين بل وهم أكثر حفاظا لتعاليم الدين. فوصفك لهم لا يمكن أن يصدر من إنسان مسؤول. وعذرا على الإزعاج.
مقبول مرفوض
1
2015/04/28 - 06:24
3 | منصف
الرد المناسب
خطير هاد الشوباني يضربهم بسلاحهم.(أغبياء)
مقبول مرفوض
0
2015/04/28 - 08:47
المجموع: 3 | عرض: 1 - 3

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة