صحيفة إسبانية : المغرب يستغل "إذاعة القرآن" لتمجيد الملك و تجاهل جهات سياسية
أخبارنا المغربية : متابعة
اعتبرت صحيفة " ELOrden Mundial " الإسبانية، في أحد تقريرها أنه من مفارقات جهود مكافحة الإرهاب، اعتماد المملكة المغربية لتبني خطاب ديني يوصف بـ " المعتدل " ، يذاع عبر إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، بغية خدمة عملية التفسير المعتدل للإسلام بما يتماشى مع رغبة المملكة في التحديث والانفتاح الذي تنتهجه الحكومة.
و أضافت الصحيفة ذاتها ، أن الاذاعة منذ تأسيسها سنة 2004 "كانت في طليعة وسائل الإعلام المغربية في جميع الأوقات، وأضحت لها قاعدة جماهيرية في كل المدن المغربية الكبرى والبوادي على حد سواء، فضلا على أنها تحظى بمتابعين من الجالية المغربية المقيمة بالخارج؛ وذلك بفضل إمكانية متابعتها على الأنترنيت والدعم اللوجيستيكي الذي وفرته لها الدولة".
ومن خلال برمجة على مدار 24 ساعة، دون انقطاع، تناولت المحطة الإذاعية، بشكل رئيسي، الحديث عن مختلف القضايا التي لها علاقة بالقضايا الدينية والتفسيرات المستوحاة من القرآن، متجنبة الخوض في ما هو ترفيهي أو سياسي أو اجتماعي، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
وفِي الوقت ذاته، تقول الصحيفة الإسبانية "استغلت السلطات المغربية إذاعة محمد السادس من أجل نشر خطابات لتمجيد صورة الملك، وتجاهل جهات سياسية أخرى فاعلة في الساحة المغربية.
في هذا السياق، أضاف المصدر ذاته: "كانت الإذاعة تتيح في برامجها الحديث بشكل إيجابي عن الملك، ليس فقط كحاكم، وإنما أيضا كزعيم ديني رئيسي في القارة الإفريقية".
في مقابل ذلك، ظهرت موجة من الانتقادات الموجهة إلى الإذاعة من قبل جبهات مختلفة؛ فقد اتهمت القوى السياسية والاجتماعية، سواء اليسارية أو التقدمية، المحطة بأنها تنتهج خطابا محافظا ووسيلة للتلقين الديني المتعارض مع مبادئ تنوع الآراء.
وعلى ضوء هذه المعطيات، تبرز الصحيفة الإسبانية، "أصبحت الإذاعة تمثل الوسيلة الأولى التي تستعملها المملكة لخدمة أهدافها السياسية، وتحولت إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم إلى مشروع ناجح للتصدي للتطرف الديني، وخدمة المصالح الحكومية".
وبالرغم من نجاح الإذاعة، فإن الوضع الاجتماعي والأمني في المغرب يكشف بوضوح أنه لا يمكن حل هذه المشاكل المعقدة مثل الإرهاب والتطرف، بمجرد التركيز على جانب واحد.
و أكدت " ELOrden Mundial " في هذا الصدد أنه بالرغم من أن الإذاعات المغربية تحظى بمتابعة كبيرة من لدن الجمهور، فإنها "لم تتمكن من الوصول إلى جمهور متنوع، خاصة الفئات الأكثر ضعفا وعرضة للدعاية الإرهابية".
عدد التعليقات (9 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟