الرئيسية | قضايا المجتمع | فاس هل أصبحت رهينة بأيدي العصابات الإجرامية القتلة؟

فاس هل أصبحت رهينة بأيدي العصابات الإجرامية القتلة؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
فاس هل أصبحت رهينة بأيدي العصابات الإجرامية القتلة؟
 

 

عبد اللطيف مجدوب / حميد الورداني

 

مشاهد دموية يومية

 

تبعا للمعاينة اليومية للمواطنين ، والإعلام المحلي لبعض المواقع الالكترونية (مثال هسبريس ) أصبحت شوارع مدينة فاس وأزقتها وأحياؤها مسرحا لجرائم مروعة ؛ في واضحة النهار أو الساعات المتأخرة من الليل ؛ أغلب ضحاياها مواطنون ومواطنات عابرو سبيل .. أو من أفراد العصابات الإجرامية التي ضاقت بها الأحياء الهامشية أو من الوافدين لتوهم من البوادي والأحزمة الحضرية . أحيانا تتصاعد وتيرة الإجرام اليومي لتتجاوز خمس إلى ست عمليات قاتلة أو متفاوتة الخطورة من الخطيرة إلى الأخطر والمفضية إلى التشوهات الخلقية أو الهلاك بعد حين !

 

شبان (الديطاي) بندوب مميزة

 

كثيرا ما يسترعي انتباهنا ويرفع من درجة الخوف والحذر لدى المارة والسياح خاصة ؛ وهم يعبرون أحياء المدينة العتيقة ؛ وجود محطات (الديطاي) ؛ يحتلها شبان بوجوه كلها ندوب مشوهة يجمعون بين الاتجار في المخدرات واحتلال الملك العمومي (كفراشا) ، لكنهم في المناسبات العارضة أو الطارئة كالزيارات الملكية يختفون عن الأنظار وكأن الأرض ابتلعتهم .. !

 

دوريات الأمن وجهاز القضاء

 

يجب الإقرار أولا بملاحظة بذل مجهودات ميدانية مكثفة من لدن فرق الأمن ، وتنظيمها لدوريات تجوب أحياء المدينة تعقبا للجناة والقتلة ، لكن المفارقة أحيانا أن يجد أفرادها أنفسهم في مواقف دفاعية ؛ وجها لوجه أمام تهديدات الجناة بالسيوف وبالقنينات الحارقة أو كلاب البيتبول فيكون رجل الأمن ؛ وقتها ؛ مضطرا إلى حماية نفسه إما بإطلاق رصاصة تحذير وفي الحالات القصوى بشل حركة ساق الجاني .. بيد أن إلقاء القبض عليه وعرضه على أنظار دوائر التحقيق كثيرا ما يفت من عزيمة جهاز الأمن حينما يلاحظ باستغراب غريمه طليقا متحديا له ، ولم يمض على اعتقاله أكثر من عشرة أيام متلبسا بجريمة ، فتتناسل الأسئلة حول جهاز العدالة لدينا ؛ هل هو الآخر مصاب بداء "عين ميكا" ؟!

 

البحث عن دخول السجن بكل الطرق !!

 

ظاهرة أصبحت تتنامى وسط المجرمين الطلقاء وذوي السوابق العدلية ؛ تختزلها ثقافة أن السجن لديهم هو مجال خصب للتجارة في الممنوعات "وتكديس الأموال" إلى درجة أن نسبة هائلة من الذين تشملهم لوائح العفو لا يبرح أصحابها لأن يعودوا إلى زنازنهم في وقت قياسي بعد الإفراج عنهم ، وهو تأكيد على أن السجن لم يعد مؤسسة حبسية لردع الجناة وإعادة إدماجهم .. بل لتأهيلهم لارتكاب مزيد من الجرائم البشعة والإفلات من العقاب .

 

سجون جهة فاس أو العلب السوداء

 

تضم فاس وأحوازها معتقلات "علنية" تنحصر في سجون عين قادوس وبوركايز ورأس الماء .. وتعرف ؛ حسب التقارير المسربة من داخلها ؛ اكتظاظا رهيبا ، عنابرها أشبه بعلب سردين أو العلب السوداء التي تفتقر لأبسط الخدمات الإنسانية مع انتشار أوبئة وأمراض وسط المعتقلين ، فضلا عن تحكم لغة العنف القاتل وممارسة التعذيب والأساليب الوحشية بين عصابات داخل السجون بحماية وتواطؤ أحيانا من قبل الحراس أنفسهم لانتشار العلاوات والبقشيش "واقتناء الامتيازات" .

 

وأمام هذه الأوضاع الكارثية لهذه المعتقلات ؛ كثيرا ما يشغل بال رأي إدارة السجون المحلية قضية الأفعال الإجرامية داخل السجون ، وظاهرة الاكتظاظ فوق كل التحملات .. فيتجه بها التفكير إلى التخلص (ولو إلى حين) من هؤلاء المتمردين القتلة فتعمد الإدارة إلى إدراجهم ضمن كل لائحة عفو مستجدة لكنهم لم يلبثوا قليلا حتى يعودوا !

 

حلول تعترض عليها جمعيات حقوق الإنسان

 

في ظل تصاعد نسب الإجرام داخل المدينة ونواحيها ، ارتفعت عدة أصوات مواطنة تنادي بإبعاد المعتقلات والسجون من مدينة فاس أو خلق تبادل نزلائها بين سجون المغرب (كأن يتم ترحيل مساجين فاس إلى مراكش ومساجين مراكش إلى فاس) .. والقطع مع "القفة" أو الزيارة شبه اليومية للسجين من طرف أهله ، ويرى أصحاب هذا الرأي أن إجراء ميدانيا من هذا القبيل لكفيل بأن يحد من نسبة وقوع الجريمة .. لطالما عرف المجرم أو الجاني أن اقترافه لجرم ما سيقطع عنه حبل زيارة الأهل لأمد بعيد وسيفقده امتيازات "القفة" ... وأشياء أخرى ، ويضيفون " بأن حقوق الإنسان لا تصلح للمغاربة " ... لكن ومقابل هذا تهب جمعيات بهذه الصفة لتعترض بشدة على هذا الطرح ، وتلح على ضرورة أن يتمتع السجين " بكامل حقوقه " ، ولا معنى لأن يعود المغرب القهقرى بعد أن قطع مع عهد " التعذيب والتمثيل والتشويه والحرمان .. والاعتقال السري والأعمال الشاقة "وزمن الرصاص" ... فما رأي القارئ الكريم ؟

مجموع المشاهدات: 2278 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (5 تعليق)

1 |
رأي القارئ هو التنكيل بالمجرم و عقابه حتى يرتدع كل حسب جرائمه
مقبول مرفوض
2
2017/08/18 - 03:31
2 | هرمومو
السجن ليس فندقا
إن السجن هو منفى قمعي قهري تعليمي اندماجي. للمجرم الذي يلجه بسبب الجرائم التي يقوم بها ولا يجب أن نبرر بحقوق الإنسان ونقيم له فندقا من 5 نجوم ويصبح لايخشى العودة إليه مرة أخرى بل بالعكس .يجب أن نجعله يخاف من العودة إليه وإلا فما الغاية منه لو كنا نمسكه ثم نخلي سبيله بعد قضاء مدة الحبس دون أن ينتهي عما يقوم به من إجرام تجاه الناس .وأنا مع فكرة أن ينفون إلى أبعد نقطة من بلدتهم حتى يستوعبو الدرس في هدوء ولايجب أن نتركهم بجانب أهلهم يتحملون ثمن القفة بالرغم منهم في كل أسبوع والتي كما أعلم تكون غالية لما تحتويه من جميع مستلزمات الأكل وبعدها يتركون لهم قدرا من المال ليشترو به مايلزمهم من تبغ ولوازم خاصة فكيف سيحسون بالعقاب وهم ليسو محرومين من شيئ.على عكس إن كانو في منطقة بعيدة عن مدينتهم فعلى الأقل أن العائلة سترتاح من تحمل عناء هذه المصاريف .ويجب أن يعيشو الحرمان من كل شيء حتى يخرجو ليعلمو أن الحبس ليس سوى حبس من كل شيئ ويخافو العودة إليه .
مقبول مرفوض
1
2017/08/18 - 03:55
3 | تبودة حمّاد
الاجرام
في الخقيقة التي تريد السلطة اخفاءها هو ان حزام الفقر والاحياء الهامشية خارجة تماما عن سلطة الدولة منذ سنوات . وعين ميكا هي الرائجة مادام الضحايا من المواطنين البسطاء وما دام امن الدولة العميقة وخدامها غير مهدد فلا اجراء جدي وفعال لقمع المجرمين لان اخر ما تفكر فيه الدولة العميقة هي سلامة المواطنين البسطاء . خليوهم يتقاتلوا بعضياتهم في إطار كما حاجة قضيناها بتركها
مقبول مرفوض
2
2017/08/18 - 06:06
4 | Salem
Opinion
Pour les grand criminels, il faut les envoyer sand pitie au Sahara pour les travaux forces sous le commandement militaire. Pas de pitie. Sinon le maroc deviendra comme les pays de l'Amerique du Sud ou la loi du plus fort reigne dand la jungle. De plus il faut redonner toute authorite a la police pour retablir l'ordre. Agir en groupe et meme faire un echange de temps en temps entre les villes pour des missions de nettoyage pour que ces criminels ne se vengengent pas des hommes de la surete.Ceuci dit, il faut bien les loges ces policiers bien nouris avec de bon moyens et une bonne prime de deplacement (2-4 semaines par trimestre). Il y'a un bon budget au ministere pour fixer ce problem une fois pour toute. Bon corage .
مقبول مرفوض
1
2017/08/18 - 07:43
5 | زائرة
يرسلون كما تفعل الصين للقفاري والصحاري تحت العمل الاجباري
مقبول مرفوض
0
2017/08/18 - 09:56
المجموع: 5 | عرض: 1 - 5

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة