الرئيسية | قضايا المجتمع | سطات:مواسم "التبوريدة" بين تبذير المال العام و نشاط أصحاب "الشيخات" و "الشواء" بدائرة ابن أحمد

سطات:مواسم "التبوريدة" بين تبذير المال العام و نشاط أصحاب "الشيخات" و "الشواء" بدائرة ابن أحمد

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
سطات:مواسم "التبوريدة" بين تبذير المال العام و نشاط أصحاب "الشيخات" و "الشواء" بدائرة ابن أحمد
 

أخبارنا المغربية: عادل النويتي(سطات)

تحت عنوان أش خاصك العريان “مهرجان التبوريدة أمولاي” و الشيخات و الشواء، المثل هذا ينطبق على تسيير الشأن المحلي لمنطقة أولاد فارس إقليم سطات، انطلقت في هذه الأيام المواسم الصيفية في الجماعات الترابية لمنطقة إبن أحمد ، أخرها موسم جماعة أولاد فارس يوم 14 إلى 20 غشت الجاري. هذه المواسم يمكن اعتبارها إرثا تراثيا تركه الأجداد، فكان لا بد من التباهي و الحفاظ عليه في إطار ما يسمى التقاليد والأعراف المتوارثة.

فمن المعروف أن منطقة أمزاب هي منطقة مواسم بامتياز لما لهذه الكلمة من حمولة ، نظرا لما تمتاز به المنطقة من خيول مميزة تتفنن في التبوريدة ، زيادة على كونها منطقة فلاحية ، لذلك فقد جرت العادة أن تقام عدة مواسم في كل من قبائل منطقة غالبا قبل بداية موسم الحصاد كجزاء وكمكافأة للفلاح على موسم فلاحي يكون في غالب الأحيان شاق ومنهك،

إلا أننا أصبحنا نرى الآن بعض المواسم والتي تعرف عكس توقيت أجدادنا الكرام، لتبقى مواسم رغم طقوسها المعتادة مثار استغراب الجميع إذ لم تلقى الاستحسان المطلوب ، بل تختتم وسط انتقادات الجميع بكونها مواسم تنصب حول هدف واحد وهو التهيؤ للاستحقاقات الانتخابية أو سياسية ولو على حساب تقاليد الأجداد .

من الملاحظ أن هذه المواسم جاءت في وقت لتغطية على الفساد رؤساء جماعات دائرة ابن احمد، فما هي إلا محاولة من سياسيينا الكبار من بين محاولاتهم البئيسة لرد ماء الوجه أو ما تبقى من شعبيتهم بسبب الفشل في التسيير، هذه الشعبية التي نزلت إلى الحضيض بسبب الاختلالات التدبيرية وبعض المشاريع الوهمية التي أفقرت ميزانية الجماعات والتي أظهره طبعا الحساب الإداري لكل جماعة.

كلنا نعلم أن المواسم في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة ، ماهي إلا تبذير وإسراف لأموال لا تخدم لا مصالح المواطنين ولا مشاريع تنموية تبقى المنطقة بحاجة إليها ، لتعيش المنطقة وهي تفتقد لمن يصلح أوضاعها المهترئة لا إلى النشاط واستغلال بؤس المواطنين وفقرهم بإشباع بطونهم بولائم تبقى من أموال غير مشروعة.

المنطقة بحاجة إلى هذه الأموال للقضاء على الهشاشة والظلام والعطش مع العلم أن هناك أحياء تعيش الظلام الدامس لانعدام الكهرباء ، وهناك من يعبرون الكيلومترات من أجل البحث عن المياه الجوفية للإشباع عطشهم ،المنطقة بحاجة إلى من يرجع لها الأمل في غد أفضل وبحاجة أيضا إلى من يرجع لها الثقة والمصداقية للعمل السياسي والاقتصادي .

من المؤسف أن تهدر أموال طائلة في مهرجانات تافهة على إيقاع الشطيح والرديح وفن التبوريدة بهذا الشكل السخيف في حين هناك من يعاني ويلات الفقر، لنقول بكل تأكيد أن المواسم تعكس صورة الأنانية المتفشية في الأوساط السياسية التي لا تنظر إلا إلى مصالحها في كسب الأشخاص، تبقى رهينة لإسعادها للحظات ، لكن سرعان ما تستفيق هذه الأشخاص على بكاء طفل جائع أو عجوز مريض لم يلقى حتى من يسعفه بأدوية ولو كانت رخيصة.

المواسم إذن تعكس صور مغايرة لواقع كئيب يحتاج إلى دراسة معمقة قد ترجع الثقة والمصداقية لتراث الاجداد الذي يتلاعب به الآن المنتهزون.

مجموع المشاهدات: 8586 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | محمد
براكة من الفساد
الله يستر
مقبول مرفوض
0
2017/08/21 - 07:43
2 | مغربي
التبوريضة هي تقاليد مغربية أصيلة لها مشايخها ولا بد من أخذ التسليم من الشيخ قبل القيام بأي استعراض .
هذه المواسم لها تاريخ عريق في المغرب ؟ وكل موسم له طقوصه الخاصة ولم يكن مسيسا من إي جهة بل كان سكان المنططقة يحتفلون بالعنصرة وطقوصها الخاة .ومولاي عبد السلام بن امشيش وحب أم لوك ... فكان السكان لهم اوقات يمرحون فيها وكل من له هواية أو مهارة يقدمها في الساحة للنرويح عن النفس وبعض المهارات كانت تحتاج إلى إذن من الشيخ المعروف عنه له بركة وبدون الإذن من قبل الشيخ لن تنجح تلك الممارسات فهي أحيانا تنقلب على صاحبها حتى الرقية كانت تؤخذ من المشايخ الكبار فلا تهملوا تلك الطقوس الترفيهية التي لا تضر بالإنسان .فالتبوريضة كانت حتى في الأعراس كانت تمارس والعساوية وحماتشة .فالنية كانت من قبل أما الآن السياسة أفسدت كل شيء وتاه الجميع .
مقبول مرفوض
0
2017/08/21 - 10:19
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة