الرئيسية | قضايا المجتمع | المغاربة و"الترمضينة"...شهادات حية لمواطنين يعانون مع الظاهرة

المغاربة و"الترمضينة"...شهادات حية لمواطنين يعانون مع الظاهرة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المغاربة و"الترمضينة"...شهادات حية لمواطنين يعانون مع الظاهرة
 

أخبارنا المغربية :أبو فراس 

"الترمضينة" سلوك عُرف لدى المغاربة، وارتبط عندهم بشهر رمضان وتحول إلى ظاهرة غزت جميع المدن والقرى والمداشر المغربية بدون استثناء.

وتنتشر الظاهرة، بشكل كبير في صفوف المدمنين على السجائر والكحول، وخصوصا المتعاطين لـ"الحشيش" وحبوب الهلوسة والمخدرات الصلبة، وتغزو جميع الأعمار غير مفرقة بين الشاب والشيخ، وبين الرجل والمرأة...لكن هذا لا يعني أنها لا تضرب بقوة حتى الصائمين الغير المدمنين.

في هذا الإستطلاع الميداني، الذي أُعد في ثلاث مدن مغربية، يحاول موقع "أخبارنا" سبر أغوار الظاهرة، التي طغت على السطح في السنين الأخيرة، وحولت الشوارع إلى ساحات للحرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى خلال الشهر المبارك، رغم أن رمضان شهر التسامح والتراحم بين المسلمين...؟

"مراد" بائع فواكه بمنطقة "العكاري" بمدينة الرباط، يعترف بأن أيام الصيام تحوله إلى كائن بدون عقل، "خويا تانولي بلا عقل وغير شاعل وباغي نجبدها مع من والا"، مضيفا في حديثه مع "أخبارنا" أنه يرفض التعامل مع أي كان حتى الإفطار، ويحكي "مراد" كيف أنه نجا بأعجوبة من الموت رمضان الماضي، بعد تلقيه لضربة "سيف" قبيل آذان المغرب بعد صراع مع تاجر فواكه آخر، وأرجع المتحدث "ترمضينته" إلى "البلية" الإدمان على مخدر الشيرا، موضحا أن عائلته وأصدقاءه ينصحونه بعدم الصيام، تفاديا للمشاكل لكنه لا يستطيع الإفطار، حيث قرر المكوث في المنزل وعدم الخروج خلال هذا الشهر إلا بعد آذان المغرب، وتناوله لحشيشه.

في حين يرى "ع.اللطيف"، وهو محامي بمدينة الرباط، متزوج وأب لطفلين، أن "الترمضينة" حالة طبيعية بالنسبة للإنسان خصوصا المتعاطي للكحول أو السجائر، لكن لا يجب التماهي معها مؤكدا أنه يغلق مكتبه طيلة شهر رمضان، منذ سنين معتبرا الشهر الأبرك شهر للعبادة وليس للعمل...ويعترف المتحدث أن إدمانه على السجائر يجعله غير قادرا على التعامل مع الآخر قبل الإفطار بما في الأسرة الصغيرة.

بـ"الحي المحمدي" في مدينة الدار البيضاء، التقينا مجموعة من الشباب عن طريق أصدقاء مشتركين...أخذت الكلمة "هند" شابة جميلة تنتمي لعائلة ميسورة طالبة بإحدى مدارس الهندسة الخصوصية، تعترف بكل أريحية بتعاطيها لـ"الكوكايين" وتقول بأنه لا يمر يوم من أيام رمضان دون شجار خصوصا قبل موعد الإفطار بدقائق، معتبرة أن "الترمضينة" أمر غير متحكم فيه حيث يفقد الإنسان أعصابه ويتحول إلى آلة متوحشة دون حواس وعقل، تقول "هند".

تتدخل "نورا" مقاطعة "هند"، وتحكي عن تجربة صديقها الذي فضل الإنزواء وعدم التحدث للموقع عن تجربته/معاناته مع "الترمضينة"، مؤكدة أنه يتشاجر يوميا مع المحيط أو عند السياقة أثناء صيامه، معتبرة أن الأمر عادي وتتقبله باعتبار أن الظاهرة تمس أغلبية الصائمين، موضحة أن والدها غير مدمن على أي مخدر ولا يدخن، ورغم ذلك ففي رمضان يصبح شخصا آخر لا يتحمل الكلام والنقاش، ويدخل في ملاسنات حادة مع الجميع، وتزيد "ترمضينته" كلما اقترب موعد الإفطار.

أما "مجد" عازف كمان، فلا يستطيع التحدث بطلاقة أثناء صيامه بل لا يستطيع التركيز حسب شهادته، ويبتعد عن كل ما يمكن أن يستفزه اثناء الصيام، حيث يقول إنه يصبح قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار في وجه أي كان قبل الإفطار...

"منير" تاجر مخدرات (القنب الهندي) بالتقسيط، يقول في معرض حديثه لـ"أخبارنا" رغم أن تجارتنا تنعش بشكل كبير خلال الصيام، إلا أنني أنقطع عنها وأترك "لمرارة" (المكان المخصص للبيع) لأحد أصدقائي مع اقتسام الأرباح مناصفة، خوفا من "الترمضينة" التي يصفها "منير" بأنها "بلية البليات"، ويحكي التاجر كيف تتحول أسواق وأزقة الدار البيضاء إلى ساحات حرب قبل آذان المغرب بقليل، موصيا الموقع بزيارة مجموعة من المناطق للتعرف على حقيقة "الترمضينة" وبلا زواق على حد تعبيره...

"محمد" يقطن بأحد أشهر الأحياء الشعبية بالقنيطرة، والتي تعد مركزا تجاريا حقيقيا وجدناه أصلا "مرمضن"، حيث كسر  عربة مملوءة بالبيض عن آخرها، بعد نقاش بسيط مع شرطي وإحدى رجال القوات المساعدة، وبعد تدخل والده ووالدته وأصدقائه التزم الهدوء وبعد فترة قبل الحديث معنا، مرجعا أسباب ما وقع إلى "الترمضينة"...وعند سؤالنا عن ما تعنيه له "الترمضينة" أجابنا بنرفزة شديدة أنها القطعة بل شيء أكبر لم أستطع تحديده...

فيما يعرف "عز الدين" أستاذ لمادة الرياضيات، أن "الترمضينة" حالة نفسية وسلوكية أكثر منها حالة مادية، رافضا ربطها بحالات الإدمان معتبرا أنها تعبير عن حالة نفسية تعتري الإنسان أثناء صيامه، مؤكدا أن كل إنسان وله "ترمضينته"، فليس أساسيا أن يتشاجر "المرمضن" أو يفقد سيطرته على أعصابه وعقله...بل هناك من "تأمره" ترمضينته بالرياضة وهناك من تآمره بالقراءة...

 

 

مجموع المشاهدات: 5245 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة