الرئيسية | قضايا المجتمع | المراكشيون "مكرفصين بزاف" بمستعجلات "سيفيل"

المراكشيون "مكرفصين بزاف" بمستعجلات "سيفيل"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المراكشيون "مكرفصين بزاف" بمستعجلات "سيفيل"
 

أخبارنا المغربية ـ محمد اسليم

رغم البيانات النقابية التي تعرضت مؤخرا لوضعية مصلحة المستعجلات بمستشفى ابن طفيل "سيفيل"، التابع للمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، والتي تحدثت عن الوضع المأساوي الذي تعيشه هاته المستعجلات وعن معاناة المواطنين والعاملين على حد سواء مع هذا الوضع، إلا أن الزائر لهاته المستعجلات حتما سيعي المثل القائل: "ليس من رأى كمن سمع"...

الولوج للمستعجلات المذكورة ينقلك لعالم اخر، شعاره: المعاناة ثم المعاناة ولربما اكثر، ما فاجأ طاقم اخبارنا، فرائحة كريهة تعم المكان، والإستفسار عن مصدرها قادنا لجواب من كلمة واحدة: "السيبتيك"، لنفهم فيما بعد ان الأمر مرتبط برائحة جروح متعفنة لمرضى السكري…

العشرات ينتظرون امام قاعة الفحص، بشكل عشوائي يفتقد للتنظيم، ورجلي امن خاص دورهما الأساس تهدئة الغاضبين قبل كل شيء. "رويحة" من هؤلاء وجهه مقسوم نصفين يصرخ: اويلي على الخياطة تال الصباح… واش وجهي مقسوم على زوج وهوما تايكولو لي سير تلغدا"... قبل أن ينتقل للغة يبدو أنه يتقنها أكثر من غيرها، هي لغة "الخسران" حسب التعبير الدارجي الصرف… ما دفع شرطي المصلحة للتدخل: صافي ارويحة انا لي غادي نداويك… اجي… 

رويحة يغادر… فيما تلج فتاة في نهاية العشرينات المستعجلات يحاول شابان يرافقانها تهدئتها، والمعنية تصرخ: "ايها المنافقون… ايها المنافقون.. لقد جئت اليوم إليكم…" وبمرورها بجانب شاريو امرأةعجوز فاقدة لوعيها… تعمد الفتاة للتهجم على العجوز وتحطيم تركيبة "السيروم" المرتبطة بها بشكل ارعب الجميع ونبههم لخطورة وضعها… لتتهجم في وقت لاحق على طبيب الحراسة.. فحراس الأمن فعموم الحاضرين والحاضرات… مرافقو الفتاة والتي أصبحت في حالة هستيرية، طلبوا من الطبيب المسؤول حقن المعنية بمهدئ،  ليعتذر بعدم توفر قسم المستعجلات على اي شيء، أي شيء، وليوجههم لمستشفى الأمراض النفسية والعقلية.

الساعة حوالي الرابعة صباحا، زحام يتواصل ليدخل جريح اخر، يبو أنه ضحية اخرى من ضحايا اخرالليل، رافعا صوته، ومطالبا بنظام يمنحه الأولوية المطلقة لولوج قاعة الفحص…وجهه يقطر دما يحاول الحد منه إعتمادا على قميصه…

بين الفينة والأخرى تصل للمستعجلات ساعفات تحمل مصابين ومرضى، وبمجرد ولوج المصلحة مطلب اساس وضروري، وبشكل غير مفهوم، فحتى المتمددون على "الشاريوهات" مطالبون بالأداء، ولاسبيل للعرض على طبيب المستعجلات غير الأداء، وإلا فالرمي في الكولوار حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا… 

اشعة الصبح الأولى بدأت بالتسرب لردهات المستعجلات، كاشفة عن العديد من المتمددين ارضا والذين اعياهم الإنتظار… عجوز منهك بالمرض نظر إلينا ملخصا مشاهد ليلة طويلة في كلمات : المراكشيون "مكرفصين بزاف" بمستعجلات "سيفيل"...

 
مجموع المشاهدات: 2775 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | عبد الله
السيبة في كل الميادين
أين وزير الصحة و رئيس حكومة العواشر هادي؟!!!!!
مقبول مرفوض
1
2018/08/15 - 05:33
2 | صلاح
أكيد ان هناك اختلالات و أحيانا ارتجالية في التدبير ...لكن لكي تكونوا أمناء تبينوا الحقائق و انقلوها للقارئ كما هي .الصحافة ليست لغة الانشاء و دغدغة أحاسيس المواطنين .
مقبول مرفوض
0
2018/08/16 - 03:29
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة