الحكومة المغربية تؤكد احترامها حق الاحتجاج السلمي

الرباط ـ عادل الزبيري

تتصاعد من جديد في المغرب اتهامات من تنسيقيات العاطلين عن العمل ضد الحكومة المغربية، التي يقودها لأول مرة في تاريخ الرباط حزب إسلامي.

ويأتي الاتهام "باستعمال القوة" في فض الاحتجاجات السلمية في العاصمة الرباط كأهم الاتهامات، حيث تعتبره تنسيقيات العاطلين "خطوة إلى الوراء"، وفق تعبيرها، من قبل حكومة "تعهدت بإنجاز إصلاحات يستفيد منها المغاربة".

ترهيب للاحتجاجات

و أكدت عزيزة بنقادة، أستاذة التعليم الابتدائي، من تنسيقية حاملي شهادة الماستر، أن لجوء "الحكومة للمقاربة القمعية، قصد ترهيب المعتصمين والمحتجين، هو قبر نهائي" للاحتجاجات السلمية التي تتخذ من الشارع مسرحاً لها.

ووجهت القيادية في التنسيقية أصابع الاتهام المباشرة، للحكومة المغربية التي يقودها عبد الإله بن كيران، بالوقوف وراء "التشديد والتضييق خلال الاحتجاجات السلمية".

وأضافت بنقادة أن "السياسات التقشفية، والحسابات المالية التي تتبناها الحكومة"، على حساب توفير فرص عمل، هي التي تضطر الحكومة إلى "استعمال أساليب قمعية، وسياسات "ستدفع المواطن إلى فقدان الثقة في أصحاب القرار الحكومي، وفي الشعارات التي يحملونها من قبيل العدالة الاجتماعية".

وتطالب تنسيقية حاملي الشهادات الجامعية العليا، بـ"عدم استثناء أعضائها" من أي زيادة في الراتب الشهري، مقابل الشهادات الجامعية التي يحملها أعضاؤها.

فالقيادية في التنسيقية كشفت لـ"العربية.نت"، أنها تتوافر على "شهادة الماجستير بتقدير جيد، ما يقابل في المغرب ما بين 7 و8 سنوات دراسة جامعية، وعلى الرغم من ذلك، تستمر القيادية في التدريس في المرحلة الابتدائية في إحدى قرى المغرب.

احترام حق التظاهر

و أكد مسؤول حكومي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "الحكومة المغربية تحترم الحق في الاحتجاج السلمي في المغرب"، معلناً أن "العاصمة الرباط تسجل يومياً احتجاجات للعاطلين عن العمل وغيرهم، دون أي تدخل أو إخلال بالحق في الاحتجاج".

بينما شدد على أن "الحكومة تسجل احتجاجات تعرقل حركة المرور، أو تتسبب في إغلاق أبواب مؤسسات حكومية، ما يتسبب في تضرر مصالح المواطنين، ما يضطر الأمن للتدخل لفض الاعتصامات".

وأكد المسؤول الحكومي المغربي أن "الحكومة فتحت الباب أمام تنسيقيات العاطلين عن العمل للمشاركة في مباريات الحصول على مناصب للعمل في الإدارات الحكومية"، مضيفاً أن "الحكومة ترفض ما تطالب به التنسيقيات بالتوظيف المباشر دون مباراة"، لأن في الأمر "اعتداء على تكافؤ الفرص الذي يجب أن يتم التعامل به مع كل المغاربة".

هذا وسبق للحكومة المغربية أن حسمت الجدل حيال التوظيف المباشر لتنسيقيات العاطلين عن العمل، بالإعلان عن أن "المباراة هي البوابة الوحيدة للحصول على وظيفة"، ونشرت الحكومة، في سابقة من نوعها، في المغرب، عبر الإنترنت إعلانات للمباريات التي يمكن لجميع العاطلين عن العمل المشاركة فيها.

وبحسب الأرقام الرسمية في المغرب، فإن عدد العاطلين عن العمل وصل إلى مليون و900 ألف عاطل.

وتسجل العاصمة المغربية الرباط احتجاجات سلمية من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، لتنسيقيات العاطلين عن العمل من حملة الشهادات الجامعية العليا.