الرئيسية | قضايا المجتمع | أعراب لصحيفة الناس: الدولة تنافق مزارعي الكيف ومقاربتها الامنية لم تحد من الزراعة

أعراب لصحيفة الناس: الدولة تنافق مزارعي الكيف ومقاربتها الامنية لم تحد من الزراعة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أعراب لصحيفة الناس: الدولة تنافق مزارعي الكيف ومقاربتها الامنية لم تحد من الزراعة
 

أخبارنا المغربية

في حصاد الأسبوع كتبت جريدة " الناس" عن " عشبة الكيف"، حيث قضت موفدة اليومية 3 أيام في "أمراز" في ضيافة المزارعين في بيوتهم وبين عائلتهم وعملت في بيوتهم وبين عائلتهم في زراعة الكيف، موفدة الناس لشفشاون التقت ب إلياس أعراب نائب رئيس جمعية امازيغ صنهاجة الريف، الجمعية التي تدافع عن مزارعي الكيف والتي ينتمي كل أعضائها لمنطقة صنهاجة المعروفة عالميا بهذه الزراعة، واجرت معه حوارا قصيرا، هذا نصه الكامل.

1. بصفتك من ابناء مزارعي الكيف، هل ترى أن التمثلات الاجتماعية عن أن هؤلاء يعيشون في بحبوحة مادية صحيحة؟

ما يجهله الكثيرون هو أن وضعية مزارعي الكيف وضعية صعبة جدا تتشابك فيها عدة مشاكل اجتماعية اقتصادية نفسية وقانونية، ومن يشك في ذلك فما عليه سوى القيام بجولة قصيرة ليرى هذا الواقع رأي العين, والإشكالية في رأيي هو أن الناس لا يفرقون بين الفلاح البسيط والوسيط والبارون، ويضعون الكل في سلة واحدة، بينما المزارع هو الحلقة الأضعف فهو يشتغل السنة بكاملها في الحقول الصغيرة من اجل مبلغ سنوي يتراوح بين 10 ألاف و 40 الف درهم، ويكفي أن نعرف أن اكبر نسبة للهذر المدرسي تسجل في هذه المناطق، حيث اغلب الآباء تتعبهم مصاريف التمدرس ويضطرون إلى إيقاف مسيرة أبنائهم عند المستوى الابتدائي، خاصة وان اغلب المداشر تبعد بكثير عن الاعداديات والثانويات، أما اولئك الذين يعيشون في رغد فهم البارونات وكبار الفلاحين، الذين سيطروا على الغابات واجتثوها من اجل الزراعة دون حسيب ولا رقيب، بينما الفلاح البسيط إذا ما فكر في توسيع أرضه فإنه يجد نفسه متابعا ومطلوبا للعدالة، ولا بد أن نشير أن التقسيم المتوالي للأرض بين أفراد العائلة الوحيدة يزيد من تقلصها ونقص المدخول السنوي، إذ نجد عائلات بهذه المناطق تعيش تحت عتبة الفقر. ثم إذا كان الفلاح يعيش في بحبوحة فلم سيهاجر أبناؤه للعمل في الدار البيضاء ب200 درهم أسبوعيا ?! والإحصائيات التي نتوفر عليها تقول أن أزيد من 1000 شاب ينتمون لقبائل بني احمد، بني بوشيب وتاغزوت يشتغلون بالدار البيضاء في الصناعة التقليدية.

2. يمكن القول إن الشكايات الكيدية هي البعبع الذي يطارد مزارع الكيف، حدثنا أكثر عنها من منطلق معيشك اليومي؟

الشكايات الكيدية هي السلاح الناجع لتصفية الحسابات وإخضاع السكان، وتستعمل كذلك كورقة انتخابية للضغط على المزارع للتصويت على شخص آو حزب معين. ويستعملها البارونات لإرغام الفلاح على بيع محصوله بالثمن الذي يفرضونه، ففي هذه المناطق يكفي أن تكون ناشطا جمعويا أو تدخل في صراع مع احد الأشخاص لتتقاطر عليك الشكايات من كل حدب وصوب.. وان فكر السكان في المطالبة بحقوقهم فيلقون الشكايات في وجههم، كما حدث بجماعة بني احمد اموكزان سنة 2011 حين طالب السكان بمحاسبة رئيس الجماعة، حيث أصبحوا كلهم متهمين وفق شكايات مجهولة صيغت ضدهم،وهذا عشناه. والدولة بطبيعة الحال تتحمل مسؤوليتها فهي تعلم جيدا أن هذه المناطق تمارس هذه الزراعة منذ القدم ولها تقارير عن جميع المناطق والمساحات المزروعة، فكيف يعقل إذن أن تتحرك فرق الدرك الملكي لاعتقال شخص يقطن بدوار به 100 أسرة كلها تزرع الكيف وبتهمة الزراعة ذاتها، ألا يعد هذا نفاقا ؟ الدولة تنافق مزارعي الكيف وما خفي كان أعظم، فقد وقفنا على شهادات لسكان تعرضوا للنصب على أيدي رجال سلطة ومنتخبين يخبرونهم بان الدرك الملكي سيأتي لاعتقالهم ويطلبون مالا للتفاوض مع الدرك وثنيهم عن الحضور، وفي الأخير يتبين أن الأمر لم يكن سوى عملية نصب. لهذا نطالب بإلغاء الشكايات المجهولة في هذه المناطق بشكل مستعجل، والعفو الشامل عن كل المزارعين المعتقلين بتهمة الزراعة.

3. بدأت اصوات احتجاج تعلو في أوساط مزارعي منطقة الريف تطالب بجبر الضرر والإنصاف.. أي إنصاف تحديدا؟

أولا نحن نطالب بجبر الضرر وإنصاف الفلاحين من اجل إعادة الاعتبار للمنطقة وسكانها وحفظ كرامتهم التي مرغت في التراب جراء اعتماد الدولة للمقاربة الأمنية، التي كانت نتائجها عكسية وفشلت فشلا ذريعا ولم تحد أبدا من انتشار الزراعة، وإنما زادت من معاناة المزارعين وسطوة بعض المسؤولين الفاسدين.. وقد عبرنا عن هذا في العديد من المناسبات وراسلنا في هذا الصدد رئاسة الحكومة والبرلمان ووزير العدل وجمعيات حقوق الإنسان في ملتمس " أبناء مزارعي الكيف" وضحنا من خلاله المعاناة الحقيقية للفلاح واقترحنا حلولا. ثانيا جبر الضرر ضروري لإعادة الثقة بين المواطن والدولة بهذه المناطق، فالسكان فقدوا الثقة في كل أجهزة الدولة وصاروا يحسون بأنهم لا ينتمون لهذه البلاد جراء ما يعانونه، لهذا لا بد من إعادة هذه الثقة بإنصاف الفلاح ومحاسبة رجال السلطة الذين اغتنوا على حساب المقهورين والتخلي عن المقاربة الأمنية الفاشلة وتعويضها بمقاربة تنموية للتصالح مع المنطقة والتاريخ.

 

مجموع المشاهدات: 1916 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة