جمعيات حقوقية "تركب" على ملفات البسطاء لتظهر بصورة المدافع

مراسلة : يونس الشيخ

في وقت تتجرد فيه الكثير من الهيئات الحقوقية داخل المغرب من كل الخلفيات إلا من الصورة الكونية لحقوق الانسان ظلت أخرى تتفنن في رسم صورة سوداء عن المغرب الذي يتطور، وظلت تقاريرها تردد نفس جمل وحكايات السبعينيات من القرن الماضي.

تطور المغرب، وتطورت معه المؤسسات والهيئات، وبقيت بعض الجمعيات الحقوقية المعروفة تستغل قصص الفقراء والحالات الإنسانية والشاذة منها أحيانا، لتقدم نفسها بصفة "المخَلِّص" داخل المجمع المغربي، غير آبهة بصورة البلاد التي تنعم فيها بالحرية التامة في التحرك والبحث والتقصي ونشر التقارير بما فيها المحبوكة والسوداء.

فخلال الأيام الماضية، نصبت جمعية حقوقية نفسها مدافعا عن المواطنين وعن حقوقهم بضواحي بين ملال، معتبرة أن نشطاء حملة طبية وزعوا دواء منتهي الصلاحية ليظهر العكس بعد التحقيق. وجعلت جمعية حقوقية أخرى نفسها طرفا في ملف وفاة سجين مع أنها لم تكن تعلم حقيقة ملفه والتهم الموجهة إليه ولا كيف مات...، وهي نماذج لملفات تتسرع هذه الجمعيات في تبنيها لتظهر بصورة المدافع عن حقوق الناس على عكس الحقيقة في غالب الحالات.

وسيتأكد ذلك إذا علمنا أن بعض هذه الجمعيات التي تضم عناصر لا يعرفون معنى حقوق الإنسان، ولم يتلقوا تكوينا ولم يسبق لهم أن اطلعوا على تجارب منظمات دولية متخصصة، تجهل أنها بهذه التصرفات تسيء إلى نفسها أولا، وإلى صورة البلد الذي تعيش فيه وتأكل من نِعمه، سوى إذا كانت تمتص من أنابيب الجيران قوتا ووقودا...