الرئيسية | قضايا المجتمع | أطفال الفوسفاطيين بين إقصاء لا يرحم ومسؤول لا يهتم

أطفال الفوسفاطيين بين إقصاء لا يرحم ومسؤول لا يهتم

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أطفال الفوسفاطيين بين إقصاء لا يرحم ومسؤول لا يهتم
 

 

يوسف الإدريسي

كل ما أخشاه هو تداعيات ذاك المشهد الذي أصبح حديث الشارع الفوسفاطي، حينما يصطف أبناء الفوسفاطيين بعضهم المحظوظ خلف البوابة الحديدية لمعهد الترقية التعليمي والبعض الآخر الذي خضع لمنطق الاقتراع الملغوم، يقبع في الجهة الأخرى من البوابة المفتوحة على الشارع، وسط هتافات أبائهم وأمهاتهم التي يملأ صداها الأرزاء.

ماذا يُنتظر من أطفال صغار وجدوا أباءهم يعتصمون من أجل مكتسب هم له صامدون؟؟ وماذا سيكون شعورهم بعد أن شاهدوا أطفالا مثلهم مرفوقين بمعلماتهم اللواتي يتأبطن حقائبهم المدرسية المتلألئة؟؟ وما حجم ردود أفعالهم عندما يستحضرون عند الكبر هذا الحدث الموشوم؟؟

أسئلة عديدة تحتاج إلى الوقوف باعتدال أمام ملف حارق يكاد يأتي لهيبه على الأخضر واليابس في المحيط الفوسفاطي بكل المتدخلين فيه والمشاركين في تأثيث فضائه، قصد إيجاد حلول عاجلة قبل أن يتفاقم الوضع أكثر مما هو عليه، مع التحذير من اتخاذ ملف الأبرياء مطية وجسرا للوصول إلى مآرب مرصودة تكرس بشكل من الأشكال مسلسل الاتجار بمعاناة شريحة، بيضاء سريرتها وعظيم ذنبها.

واستذكارا للمثل البليغ "أكلْتُ يوم أكل الثور الأبيض" والذي يجسد الأنانية المستعلية والذهنية الدوابية في التفاعل السلبي مع الأحداث في عدم امتلاك رؤية مستقبلية للمستجدات، والذي قد يتأثر منها كل فوسفاطي يطمح إلى الرقي بمحيطه الأسري، إن هو تخلص من نرجسيته وشخصانيته بمواكبة ومؤازرة قضية قد تعنيه في قادم الأيام، غير مفرّط ولا متهاون في نصرة زملائه الفوسفاطيين.

إن ما حدث صرخة مدوية لعلّها توقظ الضمير العمالي والكيان النقابي وتثير مبادرتهما الإجرائية نحو رهان اجتماعي أضحى يتفلّت شيئا فشيئا من أيدينا المبللة بدهون التشرذم وتغليب المصلحة الخاصة على الشأن العام. أعتقد أنه آن الأوان كي نفكر بصوت واحد وأن نفتح نقاشا عاما وهادفا حول أوضاعنا ومعاناتنا المشتركة بعيدا عن الحسابات الضيقة والحساسيات المفرطة، لنرسم معالم مستقبل الشغيلة الفوسفاطية بإشراك جميع المكونات، وهذا لن يتأتى إلا بتفعيل مبادئ التربية النقابية التي تقوم على أساس رد الاعتبار لقيم التدافع النضالي ونكران الذات مع تحرّي الأداة، حتى يغدو الفعل النقابي ناصرا للمستضعفين ومدافعا عن المظلومين.

مجموع المشاهدات: 1366 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة