بعد ثماني سنوات من الإنتظار والوعود يجدون أنفسهم خارج دائرة الإستفادة

محمد اسليم ـ أخبارنا المغربية
تم اليوم بسوق الواحة النموذجي بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش الإعلان عن لائحة المستفيدين والمستفيدات من السوق، وهو الإعلان الذي نزل كالصاعقة على رواده ورائداته، والسبب إقصاءهم وتحويل بقعهم لمن وصفوهم بالغرباء عن السوق.
المتضررون والذين شرعوا في الإحتجاج بشكل عفوي وعشوائي، في ظل حضور مكثف لمختلف الأجهزة الأمنية، رافضين التنازل عن حقوقهم في السوق ومتمسكين بما يعتبرونها بقعا لهم.
فاطمة في الستين من عمرها، إفترشت قطعا من الكرتون في بقعة بمدخل السوق وهي تتوجه لكل من يمر على مقربة منها: ما غاديش نخوي بلاصتي... مجموعة من النساء الأخريات يتوسطن بعض الشباب يعلن تذمرهن بصوت مسموع، بشكل يوحي بأنهن يتعمدن ذلك. إحداهن شرعت في رواية قصتهن وقصصهم مع السوق، والتي تعود حسبها لثماني سنوات وثلاث أشهر خلت، وللمسؤولين الذين توالوا على كراسي المسؤولية بالمدينة الحمراء ودخلوا على الخط في ملف السوق، كما تحدثت عن سوق غير مجهز، غير مغطى، غير مبلط حتى، وعن السنوات التي أمضينها به تحت شمس لافحة ودرجات حرارة بلغت أحيانا ال 45 درجة مئوية، وعن الوقفات الإحتجاجية التي خضنها والتي أفضت لتجهيز السوق ليصبح في وضعه الراهن، لتطرح السؤال: فين كانوا هادو؟؟... رجل في الأربعين من عمره تحدث عن إختلالات وعن إستفادة من أسماهم ببعض المرشّحين وعائلاتهم ومقربين منهم... آخرون وأخريات وجهوا أصابع الإتهام لجهات متعددة وصلت حد اتهام عناصر من الجمعية التي يفترض أنها تمثلهم وتدافع عن حقوقهم... في ركن آخر من السوق إمرأة سبعينية تذرف دموعا حملتها شكايتها كما تقول للعلي القدير، وهي التي لا تملك قوت يومها حتى...
قبيل مغادرتي للسوق وصل أعضاء جمعيته، والذين توجهوا للحاضرين والحاضرات معلنين إتخاذهم قرارا بالتوجه للقضاء وضاربين موعدا لكل المتضررين في اليوم الموالي على أبواب محكمة الإستئناف بمراكش...
إذن ملف جديد قديم وشائك، يهم مئات الأسر يعاد طرحه على ولاية مراكش، ويستدعي منها ومن المسؤولين الولائيين إعادة النظر في لوائح المستفيدين في أفق إيجاد حل يرضي جميع المستحقين والمستحقين فقط.