الرئيسية | قضايا المجتمع | المغاربة يرفضون التفريق بين الدين والسياسة

المغاربة يرفضون التفريق بين الدين والسياسة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المغاربة يرفضون التفريق بين الدين والسياسة
 

أخبارنا المغربية : نبيل غزال

في دراسة تعتبر الأكبر من نوعها شملت 14 بلدا عربيا، وتم خلالها استجواب أكثر من 26.618 شخصا؛ أكد 58% من المغاربة المستجوبين أنهم يعارضون فكرة فصل الدين عن الدولة.

وعلى الرغم من أن تجربة حكم الإسلاميين لم تكتمل في العديد من الدول العربية التي لم يتم الانقلاب عليهم فيها، إلا أن هذا لم يؤثر في نظرة المواطن العربي للشخص المتدين، بل ارتفعت ثقة المواطن العربي بالأشخاص المتدينين من 26% سنة 2011 إلى 38% خلال 2014؛ وأعرب المستجوبون أنهم يفضلون التعامل مع أشخاص متدينين. 

فالدراسة التي أنجزها «المركز العربي للأبحاث والسياسات» الذي يشرف عليه المفكر النصراني عزمي بشارة؛ ليست هي الأولى من نوعها التي أكدت أن المغاربة من أكثر الشعوب العربية تمسكا بدينهم وقيمهم.

فقد كشفت دراسة أمريكية أعدها معهد «بيو» في أبريل من السنة الماضية أنّ 83% من المغاربة يؤيدون تطبيق الشريعة في جميع مناحي الحياة، و92% يعتقدون دينيا بوجوب طاعة المرأة لزوجها.

فهاته الدراسات تؤكد بالأرقام أن المجتمعات المسلمة (عربية وأمازيغية) تعود إلى ما فرطت فيه من قبل من مجالات التدين شيئا فشيئا، وبات أفرادها اليوم لا يكتفون بالتدين الفردي بل يطالبون بوجوب تأطير الشريعة الإسلامية لكافة مناحي الحياة، ومواءمة القوانين المعمول بها مع ما نصت عليه الشريعة الإسلامية في كل الأبواب.

فرغم النحت العلماني لطود التشريع الإسلامي الشامخ؛ وحملات المسخ الهوياتي والقيمي؛ والبرامج المتعاقبة لتفريغ مناهج التعليم من كل حمولة دينية؛ والمحاصرة التامة لكل مؤسسة شرعية فاعلة تنتج خطابا وسطيا، وتغييب حكم الله في عدد من القضايا الحساسة والهامة، وفرض سياسة القول الواحد خاصة في مسألة تداخل السياسي بالديني؛ رغم ذلك كله لازال المغاربة -والحمد لله وحده- متمسكين بالإسلام؛ ولازال أبناؤه مصرين على أنه الطريق الوحيد للخلاص، والحل لكل المشاكل التي يتخبط فيها العالم.

والمتتبع للحراك الفكري والثقافي والتدافع القيمي سيقف حتما على هذه الحقيقة؛ وسيقف أيضا على مدى تفاعل الناس مع الخطاب العلماني ورفضهم لأطروحاته المادية؛ فلا يكاد يخلو لقاء يشارك فيه أحد وجوه هذا التيار في مختلف المواضيع السياسية أو الإعلامية أو الفنية..؛ إلا وكان محط هجوم وسخرية فئة واسعة من الشباب الذين يعبرون عن موقفهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي؛ التي أصبحت أهم متنفس يمكنهم من خلاله التعبير عن آرائهم.

الشيء الأكيد أن أتباع الفكر العلماني المتطرف أقلية في المجتمع؛ لكنهم أقلية منظمة ونافذة تعمل وفق أجندة محكمة؛ وقد استطاعت أن تحقق مكاسب كثيرة لا يمكن إنكارها.

لكن بالنظر إلى الإمكانات المتاحة لها والدعم الكبير الذي تحظى به هذه الفئة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تبقى النتائج التي حققتها؛ لا في المغرب وحده بل في العديد من الدول المسلمة الأخرى؛ محدودة وضعيفة. 

فتأثيرهم في معظم الشباب وغيرهم من شرائح المجتمع لم يصل بعد إلى العمق؛ وإذا ما خلي بين هؤلاء الشباب المغرر بهم وبين الدعاة والعلماء والمصلحين فسرعان ما يتم توعيتهم بحقيقة الفكر اللاديني الهدام، وخطره على الفرد والمجتمع في الحال والمآل، وهذا ليس طرحا نظريا بل هو أمر مشاهد ومحسوس.

فكم عدد العصاة الذين أغوتهم وسائل الإعلام العلمانية ومهرجاناتها الماجنة؛ وبجهود فردية ووسائل محدودة استطاع الدعاة أن يؤثروا في شريحة منهم فعادوا إلى الله تعالى وأنابوا إليه.

وكم عدد الشباب المغاربة الذين نشأوا في الغرب وفي أسر بعيدة عن التدين تؤطرها العلمانية في كل المجالات، فرجعوا وتمسكوا بالدين غضا طريا كما نزل: قرآن وسنة بفهم سلف الأمة.

وكم عدد الفنانين الذين أنابوا إلى الله تعالى واعتزلوا ممارسة الفن العفن؛ وما توبة الشاب بلال المغربي -وفقه الله وثبته- المغني السابق لـ«الراي»؛ سوى صورة مصغرة من صور رجوع وجوه بارزه في هذا المجال إلى صراط الله المستقيم..

وكم عدد النساء اللائي ارتدين الحجاب وتمسكن به رغم الهجوم الكبير على هذه الشعيرة والشبهات التي تثار حولها.

ولا زالت دائرة التدين تتسع يوما بعد آخر رغم التضييق؛ ورغم الاضطهاد؛ ورغم الإكراه والإرهاب العلماني الشرس..

وما الاستقبال الكبير الذي حظي به الشيخ المربي محمد حسين يعقوب؛ خلال زيارته الأخيرة للمغرب؛ والحفاوة التي خصه بها كل من استقبله أو تابعه أو صادفه في الطريق، سوى مؤشر على درجة الاحترام والتقدير التي يحظى بها الدعاة من المغاربة.

لقد فشلت العلمانية في أن تدنس الفطرة السليمة للمواطن المغربي، وعجزت أن تطمس هويته المتجذرة في كيانه؛ ولم تجن من وراء حروبها وعملها الجبار وتحالفاتها المشبوهة سوى نتائج قليلة، ولا زال المصلحون يوما بعد آخر يزيدون من معاناتها ويقللون من خسائرها رغم التضييق.

والعبرة بلغة الأرقام والواقع وأرض الميدان؛ لا بثرثرات «كائنات إعلامية» مياومة في جرائد إلكترونية وقنوات عمومية.

مجموع المشاهدات: 1821 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (4 تعليق)

1 | محمد المروني
الحمد لله
مقبول مرفوض
1
2014/10/01 - 03:51
2 | غريب
المغاربة يرفضون التغيير
هنا بقينا،لن تكون لنا الكاينة،ادا سيحكمنا دستور له أزيد من1400سنة،وسيكون هناك أسياد هم الذين لهم الحق في التفكير وإللتقرير،وسيكون هناك عبيد ليس عليهم الا السمع والطاعة،هكذا سنتقدم بسرعة فائقة عام3400هجرية،ماكين مشكل ،من يؤمن بالديمقراطية عليه ان يتقبل نتائجها،
مقبول مرفوض
-2
2014/10/01 - 04:54
3 | nayes
yad fi yad
assiyassa tofari9ona wa addin yajma3ona
مقبول مرفوض
0
2014/10/01 - 05:48
4 | عبد الله
إلى غريب
ليس هناك عيب اطلاقا في الرجوع الى الوراء ليستفيد الانسان فالحضارة الغربية العلمانية مبنية اصلا على أفكار فلاسفة التنوير وافكار هؤلاء الفلاسفة مبنية على افكار فلاسفة اليونان وفلاسفة المسلمين، فلا نقيصة في ذلك هذا من جهة ومن جهة أخرى فالرجوع الى شرع الله رجوع الى الوحي والى رسالة الله الى عباده التي امرنا ان نتمسك بها واجتالتنا الشياطين عنها فاحذر يا اخي ان تقول كلاما يودي بك الى غضب الله وعذابه ناصحك عبد الله
مقبول مرفوض
1
2014/10/02 - 06:28
المجموع: 4 | عرض: 1 - 4

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة