غريب: منشط إذاعي معروف يدعو للتضييق على حرية التعبير

محمد اسليم ـ أخبارنا المغربية

من الغريب صراحة أن يدعو منشط إذاعي يتحمل مسؤولية بإذاعة تصنف نفسها أولى بالمغرب على مستوى نسب التتبع والإستماع إلى التضييق على الحريات وبالضبط حرية التعبير، المعني ومن خلال برنامج مباشر بُثّ أمس الخميس 8 أكتوبر، وخلال تعرضه لواقعة ركل وقمع محتجين أمام البرلمان الثلاثاء الماضي "تضامنا مع عائلات الحجاج المغاربة الذين قضوا أو جرحوا أو لازالوا في عداد المفقودين على إثر حادث منى"... المنشط المعني إعتبر أن ما وقع أساء لصورة المغرب،  وأن السلطات كان بإمكانها منع التصوير.. أمر غريب وكأن المذنب من صوّر، وليس من سب وركل وتعامل بطريقة فجّة أساءت للجهود المبذولة لتحسين الصورة والتصنيف الحُقوقين للمغرب.. ضيف الحلقة نبه الأستاذ الفاضل إلى صعوبة مسألة المنع نظرا للطفرة التكنولوجية والإنتشار الغير المسبوق للهواتف الذكية الجاهزة لتوثيق كل ما يقع..

أمر غريب مرة أخرى أن يدعو مهني بالمجال الإعلامي إلى التضييق على حُرّيتَي التعبير والتظاهر، ومعروف لدى الجميع الإرتباط الوثيق بين الإعلام الحقيقي والحريات وخصوصا حرية التعبير، وما كلفه الدفاع عنها طيلة عهود مضت.. وغريب أيضا أن نترك مربط الفرس، ومصدر الداء، ونتهم المحتجين والمصورين ولربما مسؤولين في حين أن التجاوز الحقيقي والماس بنا جميعا كان تدخل عناصر أمنية بعينها في حق مواطنين محتجين بعنف مفرط.. وبكلمات نابية.. أمر يصعب تقبله تحت أي ظرف.. 

الشباب والشابات المحتجون والمحتجات وجهوا سهام نقدهم لما وصفوه بـ"التعامل المهين والفاقد لذرة الإنسانية للنظام السعودي مع الحجاج، وكذا الأداء الإعلامي المغربي الرسمي اللامسؤول مع الحادثة، والغياب الشبه الكلي لمسؤولي البعثة المغربية".. أمور لا ينكرها إلا جاحد.. والشارع المغربي والفايسبوكي لطالما نددا بكل ما سبق وانتقداه..

وللتذكير فقط فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية يضمنان في المادة 19 من كليهما الحق في حرية التعبير، وتُعد حرية التعبير ليست هامة فقط باعتبارها حقاً قائماً بذاته وإنما لأنها ضرورية إذا ما أريد تحقيق حقوق الإنسان الأخرى.. فعلى المستوى الفردي تُعد حرية التعبير أمراً رئيسياً لتنمية وكرامة وحياة كل شخص، وعلى المستوى الوطني تُعد حرية التعبير ضرورية للحكم الرشيد وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي كذلك..