الرئيسية | حوادث وقضايا | لهذا السبب عزل «التوفيق» الخطيب «المدغري» ومن سبقه!!

لهذا السبب عزل «التوفيق» الخطيب «المدغري» ومن سبقه!!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
لهذا السبب عزل «التوفيق» الخطيب «المدغري» ومن سبقه!!
 

 

نبيل غزال ل : أخبارنا المغربية

لم يمر سوى أسبوع واحد فقط على الكلمة التأطيرية التي ألقاها الوزير «التوفيق» بملتقى مراكش حول الأقليات الدينية، والتي شدَّد من خلالها أمام اليهود والنصارى والدروز والشيعة والأزديين وعدد من الملل والنحل الأخرى أن «العلماء هم المطالبون بتصحيح المفاهيم»، لأن «لهم مكانتهم ودورهم لاسيما في مسألة الحقوق»، حتى عاد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ليشرح للرأي العام الوطني والدولي المفاهيم التي يقصدها والحقوق التي يعنيها.

وقد جاء شرحه هذا عمليا -كالعادة- بعيدا عن لغة التنظير أو المجاملة، فقرر ومن أول وهلة أن يعزل عالما فاضلا؛ وخطيبا مفوها بمدينة سلا بصفة نهائية، وسبب العزل الوحيد والفريد هو ربط الخطيب لزلزال الحسيمة ببيع الحشيش!!!

كنت أتمنى أن يغير الوزير منهجيته في التعامل مع العلماء والخطباء والوعاظ، ويعاملهم بعشر معشار ما يتعامل به مع اليهود والنصارى والملل الأخرى، بتبني منهج التسامح؛ والحوار؛ والقبول بالاختلاف فيما يحتمل ذلك؛ وعدم مؤاخذة الإنسان بالزلة والزلتين..، لكن للأسف الشديد لا لغة تعلو -عند السيد الوزير- حين يتعلق الأمر بالعلماء والخطباء والأئمة على لغة المصادرة والمنع؛ والطرد والإقصاء...

فكل من خالف خطة (إعادة هيكلة الحقل الديني) التي ينفذها «التوفيق» بالحرف؛ لا فرصة له في البقاء في المجال الدعوي والديني، لأن العالم أو الفقيه أو الواعظ في هذا المشروع لا يحق له إطلاقا أن يقوم بنقد الواقع وتحليله؛ أو أن ينزِّل النصوص الشرعية على المستجدات العصرية والكوارث الطبيعية؛ أو أن يتعرَّض إلى ما يعيشه الناس من تناقض صارخ بين ما تنصُّ عليه الشريعة الإسلامية من عقائد وأحكام وأخلاق وسلوك؛ وبين ما هو موجود على أرض الواقع؛ بل يجب على السادة العلماء؛ والخطباء تبع لهم؛ أن ينأوا بخطابهم عن الشعبوية.

وهو ما عبر عنه «التوفيق» صراحة في الدرس الحسني الذي ألقاه سنة 1425هـ حيث قال وهو يعد الضوابط التي يجب أن يقف عندها الخطيب أو المرشد: «حِرص المرشد أو الخطيب على تجنب ما يسمى في لغة العصر بالشعبوية؛ أي الخطاب الذي يسعى به صاحبه إلى اكتساب النجومية واستمالة النفوس؛ ولا سيما إذا توسل بتضخيم مساوئ الوقت؛ ونعت المجتمع تعميما بالخروج عن الجادة واتهام أولي الأمر بالمسؤولية عن تدهور السلوكات والتلويح بتوقع عقاب من السماء».

فوفق منظور السيد الوزير يجب على الخطيب أو الواعظ أن يتبنى «خطاب التقريب والتيسير بدل خطاب التخويف والوعيد والتنفير.. ويَحذرَ المرشدُ والخطيب في إظهار سلطته الناقمة ضد أنواع الفرح والمتعة الفنية المباحة والابتكار الإنساني الخلاق..» (الدرس الحسني لسنة 1429هـ).

هكذا أراد واضعوا السياسة الدينية في وزارة التوفيق من الخطباء أن يكونوا؛ وفي هذا القالب بالذات يجب أن يصاغوا؛ فمن قـَبلُ عـَزل الوزيرُ السيد رضوان بنشقرون الذي كان يتقلد منصب (رئيس المجلس العلمي) لعين الشق بالدار البيضاء؛ بعد أن تطرق في خطبته لموضوع العري في الشواطئ؛ وانتقد بعد ذلك مهرجان موازين واستقطاب ملك اللواطيين في العالم إلى المغرب؛ وعزل كذلك الشيخ الفاضل مصطفى القصير في الدار البيضاء، والدكتور رشيد نافع في الرباط، ومحمد الخمليشي في فاس، وعبد الله نهاري في وجدة، وخطيب مسجد «لخلايف» بـ«حد السوالم».. وغيرهم كثير كثير لمخالفتهم دليل الإمام وتوظيف الخطاب الشعبوي!!!

فمنهج الوزارة في التعامل مع هؤلاء العلماء والخطباء واضح؛ إما الترويض والتطويع؛ وإما الفصل والإبعاد؛ على اعتبار أن المخطط الوزاري للسيد أحمد التوفيق يهدف إلى رسم «خريطة لمشروع ديني متساوق مع المشروع السياسي ورافد له أيضا، ..من شأنه أن يزيل من الأذهان تماما أن هناك احتمال التنافر أو الاصطدام بين هذه المقومات»؛ كما سبق وصرح التوفيق في استجواب لجريدة الاتحاد الاشتراكي.

بمعنى أن جميع الأحداث السياسية والتظاهرات الفكرية والثقافية والفنية التي يرخص لها من طرف مؤسسات الدولة؛ كمهرجان موازين مثلا؛ حتى وإن تعارضت هي ذاتها أو القيم التي يراد تمريرها من خلالها مع المعلوم من الدين بالضرورة؛ فلا يجوز -وفق مخطط الوزير- إظهار الغضب والنقمة إزاء أنواع الفرح والمتعة الفنية هاته!! ويجب أن يزول تماما من أذهان الناس وجود تنافر واصطدام بين هذه المقومات؛ بل لا يجب أن يسمع صوت الدين وأهله أصلا في مثل هاته المستجدات ولا غيرها من كوارث تحدث والتي لها صلة بالمعاصي والذنوب.

تجدر الإشارة ها هنا أن الخطبة التي عزل بسببها الشيخ يحيى المدغري وربط فيها بين وقوع الزلزال وبيع المخدرات والحشيش، جاءت مخالفة لأطماع حزب التحكم، الذي سبق وتقدم بمشروع قانون حول الاستفادة من زراعة الحشيش، وطالب بإخراج هذه الزراعة من قائمة الممنوعات، من أجل ذلك ومباشرة بعد الخطبة موضوع النقاش خرجت خديجة الرويسي عن حزب الأصالة والمعاصرة وطالبت من وزير الأوقاف أحمد التوفيق أن يتخذ الإجراءات اللازمة في حق هؤلاء الخطباء الذي يلجؤون على حد قولها إلى «استعمال الدين في السياسة للدفاع على مشروع ظلامي».

وها هو ذا السيد الوزير يستجيب لطلبها ويسارع في مرضاة المنابر العلمانية والجمعيات الحقوقية الحداثية الإقصائية، ويوقف الشيخ يحيى المدغري عن الخطابة بصفة نهائية؛ دون اعتبار لمحبيه ولا لتاريخه ونضاله الذي تجاوز أربعة عقود..

فهنيئا لكم سيدي الوزير بهذا السجل الحافل بتكبيل الحقل الديني؛ وإبعاد كل خطيب ناصح لأمته غيور على دينه.

 
مجموع المشاهدات: 7926 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (11 تعليق)

1 | امازيغ
avis libre
لافض فوك مقال تحليلي جميل جدا هادي راه سياسية ديال الوزير شعارها ما أريكم الا ما ارى ، و من اعترض انطرد
مقبول مرفوض
9
2016/02/05 - 06:12
2 | Mansour Essaïh
قرار تعسفي
سبق لي أن قلت في تعليق في مكان آخر أن هذا النوع من الخطبات في مساجدنا هو نتيجة لسوء اختيارات وزارة الوقاف. المؤسف أن وزارةً مكلفةً بتأهيل خطباء كثير من الدول في افريقيا و أوروبا لا تحسن تأهيل خطباء بلدها و و لا إعادة تأهيلهم و تلجأ إلى الحل السهل ألا و هو الطرد. الخطيب المعنى بالأمر أخطأ عن قصد أو عن غير قصد ـ الله وحده يعلم ما في قلبه ـ و لم نسمع أن وزارة التوفيق أخضعته لمجلس تأديبي لمسائلته قبل أن تتحذ في حقه قراراً ما كان يُتَّخَذُ إلاَّ في زمان الصدر الأعظم و ما زال يُتَّخَذُ إلاَّ من طرف الجمهورية الستالينية لكوريا الشمالية و كذلك في الجمهوريات الديموقراطية و الشعبية (لن أقول لكم من هي، هما اثنتان، متلازمتان الواحدة للأخرى، ترزحان تحت تحت دكتاتورية العسكر و الميليشيات). أنا ضد ما قاله الخطيب في حق جزء من الشعب المغربي (و أنا من هذا الجزء)، لكن لا أرضى لوطني أن تتصرف وزارة من وزاراته بهذا الشكل و كأنها تريد أن تبعد عنها شبهة من الشبهات. و لهذا، أتضامن مع هذا الخطيب الذي له الحق، كجميع موظفي الدولة، أن يطالب بمجلسٍ تأديبي للبت في أمره و بمقاضاة وزارة التوفيق لِطرده بصفة تعسفية و ضِدّاً على قانون الشغل. أنا لم أعد أثق في هذه الوزارة لأن المئات من المساجد التي أغلقت لإعادة بنائها أو ترميمها ما زالت مغلقةً و مازال الناس يُصَلُّون في "الڭراجاث'' أو في الهواء الطلق
مقبول مرفوض
7
2016/02/05 - 06:24
3 | moha
Hadit charig sayaeti zamanoune 3ala ommati aljahil ya3te alfatawa .yossadaqou fihi alkadibe wayoucaddabou assadeqe,wayouammanou alkhaene wayoukhawanou alaamine.wache asseyede alwazire macaye3erefche rasso biannahou sayaqifou amama allahe wassayousaalou 3ani assaghira walkabira ,hassibou anfoussacoume qabla anne touhassabou.
مقبول مرفوض
1
2016/02/05 - 06:28
4 | nawal
allaho akbar
hasibya llaho wa ni3ma el wakil
مقبول مرفوض
7
2016/02/05 - 06:31
5 | نور العقل
عاقبة التهور
ان تدبير الشأن الديني يتطلب نوعا من الذكاء والطمأنينة التعقل ، فالخطيب رجل مدبر لأمر وعظ الناس وإرشادهم وتربيتهم على التقوى والخير والحفاظ على ثوابت الدين وسياسة الدنيا ، وعندما نجعل من كل الكوارث الطبيعية كالجفاف والزلازل والفيضانات وغيرها عقابا ربانيا للإنسان فإننا نقوض أسس هذا الدين ونهدم دعامة من دعائمه التي ينبني عليها الايمان ، وهي العقل والعلم كمدخل من مداخل الاعتقاد والايمان ، ومخرج من مخارج التدليل على الاستمرارية والصلاحية للزمان والمكان , إن الخطاب الديني الذي يبنى على هذا الفهم الساذج والبسيط لنصوص الشريعة تبقينا خارج التاريخ ، وخارج الحضارة ، وخارج الزمان ، وما أكثر هذه الأصات ، أصوات الخبط والحطب واللطم ، والتشجيع على التشغيب والتدعيش والتشكيك . كفانا من المزايدات على الدين وفي الدين ، وأهلا بأهل الاعتبار والعقول وأولي الألباب
مقبول مرفوض
-4
2016/02/05 - 06:52
6 | عبد السلام
دعويان
بن كيران ارجع شح المطر لعدم رضى الله على المغاربة..والخطيب اياه لتجارة اهل الريف بالحشيش ..فمن يوقف هرطقة السيد الوزير ؟
مقبول مرفوض
0
2016/02/05 - 07:05
7 | azzdou
ما خفي اعظم
الوزير لاتربطه بالوزارة الا الكرسي
مقبول مرفوض
12
2016/02/05 - 07:11
8 | moha
Choucra assayede alwazire almouhtarame.touchaji3ouna mawazine walhafalate allati toughdebou allahe wa touchaji3o. 3Ala alfassade wa touharibou adine wakhoutabaouh.litourdouna almkhlouqe watou3souna alkhaliqe issaale nafsaca ya sa3adata alwazire 3indama tacoumou amama la glace tu vas repondres quoi demain amama allahe?........
مقبول مرفوض
0
2016/02/05 - 09:16
9 | محمد
اللهم أجره في مصيبته و اخلف له خيرا منها
وزير-------امام الريف الزطلة و الحشيش ---الزلزال وهذا عالم من علماء الأمة قمع ولم يحترم مكانته وتتحدث سعادة الوزير عن تعايش الأديان في حين ترفضون التعايش مع أفكار العلماء الذين هم ورثة الانبياء بالرفض و الإقصاء ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. و الريف أدرى بشعبه وزد من رأسك
مقبول مرفوض
0
2016/02/05 - 10:08
10 | عز العرب
هذا المسمى التوفيق لا وفقه الله لا يفقه في الدين أي شيء وهو من أشد الناس الذين يحاربون دين الله ويضيق على العلماء ورجال الدين الأجلاء ...حسبنا الله ونعم الوكيل... ممن سنسمع ديننا من الشيخات ومن الراقصات ..؟؟؟؟ اللواتي أصبح لهم شأن كبير في هذه البلاد ويتم تكريمهم من طرف الملك بأوسمة ملكية كان بالأحرى أن تمنح للعلماء ورجال الدين ...الذين بفضلهم حفظ هذا الدين من التحريف وبفضلهم يجتمع المغاربة على آختلاف أعراقهم ولغاتهم ..والله إني لأحس بالمرارة في غصتي من السيسي المغربي الذي يحارب دين الله ويطرد علماءنا ....على المغاربة أن لا يسكتوا عن هذه المهزلة التاريخية التي يسنها هذا الطاغية في حق علماءنا وأئمتنا حتى يعود هذا العالم الديني إلى منصبه ..ويطرد هذا الطاغية إلى كزبلة التاريخ ...
مقبول مرفوض
0
2016/02/05 - 11:00
11 | الطاهر الشفشاوني
وزارة التوقيف ......
كنت بالقرب من احد الخطباء الربانين المشهود لهم بالصلاح و نكران الذات وخصوصا بالاجتهاد في قضايا الشأن العام . والدي كانت عاقبته من سبقه من الخطباء المميزين .وقد علق لي شخصيا في بيته لقد توصلت برسالة من وزارة التوقيف ... لك الله يا شيخنا .. لن ننساك ابدا يا استاد الطاهر الشفشاوني ... لا وفقك الله .. با وزير التوقيف ...
مقبول مرفوض
1
2016/02/05 - 12:47
المجموع: 11 | عرض: 1 - 11

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة