الصداقة بين النساء...هل هي مستحيلة !!!
رشيد العزاوي
بنات حواء غريبات الأطوار.العلاقة بعضهن البعض تكون على أعلى مستوى و فجأة تنزل الى الحضيض على شكل انتقام و تصفية حسابات و قطعها بالمرة..كل ذلك بسبب الغيرة و الحسد وبسبب مزاجية المرأة و العين الضيقة...و كأن العلاقة من اساسها كانت من أجل المصلحة و النرجسية..
في البداية تكون الصداقة حقيقية و تبدو دائمة،و كأن الواحدة تشبه الأخرى،صديقة لها ووفية..في البداية تحب المرأة لشقيقتها ما تحبه لنفسها،تعطيها دون مقابل و تؤثرها على نفسها..تكون مخلصة لها و صادقة معها ،و ذلك من بوابة أجمل شكل من أشكال العلاقة الانسانية ألا و هي الصداقة.
ما خلصت اليه من خلال معرفتي المتواضعة بصداقات النساء أن النتيجة مغايرة للأسف..أنه لا يوجد شيء اسمه صداقة بين النساء الا في حالات قليلة.الواحدة تذيق المرارة للأخرى و الأدهى من ذلك تكون صديقة عمرها..
تجارب شخصية عاينتها بكثير من الأسف..صداقات أصبحت عبرا أدخلت الكثيرات في دوامات الندم و الشك و أصبحن يفضلن الوحدة على عقد صداقة جديدة مع أية امرأة تفاديا لمرارات أخرى.
نساء فتحت قلوبها لاخراج المسكوت فوجدت ما هو أهول..متزوجة كانت تثق في صديقة العمر و تدخلها الى المنزل و لو في حضور الزوج...الا أن صدمتها بتصرفات صديقتها الغير معتادة..قالت بنبرة الحسرة و الندم (بدأت أشك فيها بتقربها أكثر من زوجي و بنظراتها التي تتطاير منها شرارة الغيرة..بدأت أتهرب منها و أتجنب الرد عليها حتى فهمت الرسالة جيدا و راحت كل واحدة منا في حال سبيلها ).
صدمات كثيرة تتعرض لها الصديقات قلبن الموازين و شوهن الصور الجميلة التي تعبر عن الصداقة و الثقة بمن أحببنا.تصير صداقة بعض النساء كالريشة في مهب الريح..تحركها المزاجية و الغيرة و غالبا ما يكون أجلها قصيرا.بخلاف صداقات الرجال التي تعمر سنوات طويلة و التي تكون بعيدة تماما عن مهاترات النساء.
سمعت احداهن تشتكي و تقول لي ان نظرة المرأة للمرأة (دونية) تهدف من ورائها الى ترصد الأخطاء و العيوب لا لابراز الحسنات..تراها تراقب حركات الأولى و نظراتها بل و تتفحص شكلها و ملابسها بداعي الحسد و الغيرة و هو أمر غير موجود في الرجال.
بعض النساء يجهلن قيمة الصداقة لعجزهن عن الفصل بين مشاعر الأنثى التي تغلب عن أي شيء و حاجة المرءالنفسية الى وجود صديق حقيقي بقربه.
صدمات نفسية كثيرة تولدت بسبب صديقات العمر.تصرفات (لئيمة) و (خبيثة) كانت من طرف نساء كانت تصطاد في المياه العكرة دمرت صداقات العمر.
الضحية تسأل نفسها دون أن تجد الاجابة...
ماذا فعلت؟ كيف أجني شوكا لم أزرعه قط؟
ثقة المرأة بنفسها متقلبة..ما يفقدها الشعور بالطمأنينة في علاقاتها مع صديقاتها اللاتي يشكلن في نظرها مصدر خطر عليها و هذا يتجلى واضحا في النقلة النوعية التي تطرأ على مسارها في الحياة بعد الزواج.
الخلاصة أن الصداقات النسائية تعتريها الفتور أو تنقلب كليا بعد زواج أحد طرفي العلاقة..فالزواج يضيف ديناميكيات سيكولوجية جديدة للعلاقة قد تغير نمطها أو تضع حملا ثقيلا عليها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟