أيها الرجل..سمّعها كلامك الحلو‏

رشيد العزاوي

كلمات الحب و الغزل ،و عبارات العشق و الاعجاب

لا تمل أذن المرأة و قلبها و عقلها من سماعها،خاصة اذا جاءت على لسان زوج محب أو عاشق محب..انها مطالبة المرأة الملحة في كل زمان و مكان.

تحبها صباح مساء،تحبها و هي طفلة تفتنها مفردات الغزل الجديدة ،و تحبها و هي امرأة ناضجة لا يفتأ قاموس العشق يدهشها..قد نقول ان المرأة عقلها صغير و ان قول كلام الحب لا يعكس فعل الحب بالضرورة و لا أتفق مع من يقولون أن الرجل هو عقل المجتمع و المرأة هي قلبه.

بل أقول ان عقل المرأة هو قلبها ،و قلبها تحركه أحرف عشق أصيلة توقظ الأنثى الساكنة فيها ،و تحلق بها في عالم تكون فيه هي الأرق و الأجمل.(عزيزي الرجل اطرب أذنيها بكلامك العذب و المعسول و لكن ليس أي كلام).

ليس صعبا على الرجل اكتشاف موطن الوتر الحساس عند المرأة،للعزف عليه في الأوقات الحرجة،مرة لارضائها و أخرى لاستمالتها.

فاعلية هذه الطريقة في ترطيب الأجواء المشحونة تعطي نتائجها في الوقت المناسب فليس على الكلام ضريبة..ان للكلمات العذبة مفعولا سحريا.

ربما طبيعة المرأة تجعلها متلهفة دوما لسماع كل مايرضي غرورها الأنثوي.فاذا أدركنا أن المرأة في حاجة الى سقي ،مثلها مثل أية وردة ،فلن نظلمها أو نتهمها بنقص عقلي و فكري فالكلمات الجميلة بمثابة قطرة ماء ،كلما أكثرنا من النطق بها ،كلما تورد وجه المرأة ونفسيتها.

سياسة الكلمة الحلوة فيها  منفعة للزوجين.يسري مفعولها  في وجدان الزوجة فتصبج حساسة و شفافة كالكريستال،فتفيض أنوثة و رقة،و هذا ما سينعكس عليها قولا و فعلا.

المرأة تصدق كلام المديح ،حتى لو لم يكن في محله ،و لو سمعت في اليوم الواحد مئة كلمة معسولة فستقول لك في النهاية هل من مزيد؟ و كأن عالم النساء قائم على الكلام،فبقدر ما يحصلن عليه ،بقدر ما يحصل الرجل عليها..

النساء عاشقات الكلام الحلو الذي يعزز ثقتهن بأنفسهن و برفعن من معنوياتهن عكس الرجل فهو الفاعل و الشاعر و المؤثر عليها بمهارته و تفننه في اختيار الوقت المناسب الذي تكون فيه المرأة أكثر حاجة لسماعها و خصوصا حين يتقدم بها العمر أو غيرذلك..

مشاعر المرأة كالحبل الطويل ،بدايته معلقة في أذنها ،فاذا ما عرف الرجل كيف يمسك الحبل من أوله ،فسيرضي امرأته كما تشتهي و تمنحنه كل ما يشتهي..

بالمقابل فالمرأة ذكية،قد لا تصدق  في المطلق ،الكلام الحلو الذي يقوله حبيبها لها و كذلك فهي لا تتهمه بالكذب أو المراوغة،فمن الجائز أن مبالغته انما هي تعبير عن رغبته في ارضائها،مما يدفعه الى زيادة بهار الكلام بعض الشيء.فلا يجب أن يعتقد الرجل أنه اشترى المرأة بمديحه ،فالنساء يفرقن تماما بين الحقيقة و الكذب.

الكلمة الجميلة التي تعبر عن مشاعر انسانية ،أشبه بالغذاء النفسي الذي نحتاج اليه منذ الولادة و بحكم التركيبة النفسية و الفيسيولوجية للمرأة ، تجعلها تتغذى أكثر على الكلمة الطيبة و المعسولة..عكس البعد النفسي للشخصية الرجولية،التي هي شخصية خشنة لا تعتمد على مبدأ الاطراء كثيرا.