الرئيسية | أقلام حرة | من الثالث ؟ لاوجود للثالث

من الثالث ؟ لاوجود للثالث

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
من الثالث ؟ لاوجود للثالث
 

 

 

مات الاتحادي أحمد الزايدي..التاريخ: الأحد 9 نونبر.

مات وزير الدولة عبدالله بها..التاريخ: الأحد 7 دجنبر.

المكان: هو نفسه..واد الشراط..مدينة بوزنيقة.

مات الأول غرقا في سيارته.

مات الثاني دهسا بالقطار.

مات الثاني لأنه كان يتفقد مكان موت الأول!!

الأول كان زعيما بالاتحاد الاشتراكي ومؤسس تيار الانفتاح والديمقراطية الذي كان ينوي الانشقاق..كان رجل توافقات!

الثاني كان وزيرا للدولة ،العقل المدبر للعدالة والتنمية ،العلبة السوداء لبن كيران ..ورجل توافقات !

مات الشخصان إذن و تكاثرت التساؤلات حول طبيعة هذا الموت بين قائل أنها طبيعية و آخرين يؤكدون أنها عملية اغتيال مدبرة..ولكننا نقول أنها طبيعية..

لماذا؟؟؟

أولــــــــــــا : لا وجود للقاتل ولا يمكن أن يوجد فالصراعات السياسية بالمغرب لا يمكن أن تصل لدرجة الاغتيال مهما تضاربت المصالح و مهما كانت الفرقة السياسية .إذا عدنا لمسار السيدين المرحومين لن نجد فيه ما يمكن أن يخلق عداءات قوية تجاههما لأنه كما قلنا فهما معا كانا يبحثان عن التوافقات وحل النزاعات  بطرق سلمية..وهنا أستحضر كلمات وزيرة الأسرة والتضامن السيدة بسيمة الحقاوي في حق عبد الله بها:" لقد كان يخرج الجانب الايجابي من الفرد و يتعامل معه" وهو ما ينطبق على السيد أحمد الزايدي الذي التقيته شخصيا و أدركت عن قرب مدى سمو أفكار الرجل ومدى ارتباطه بالوطن و إيمانه بالمؤسسة الملكية و إمارة المؤمنين..

ثانــــــــــــيا :التباعد بين المرحومين و عدم تواجد أية صلة ربط أو تقارب بينهما سواء تعلق الأمر بالجانب الفكري الإيديولوجي أو بالجانب السياسي والعمل من داخل حزبين مختلفين تماما، لذلك من الصعب أن نجد مساحة لمناقشة احتمال أن يكونا ضحيتا تصفية حسابات من طرف قاتل ما، قاتل واحد !ولكنهما ضحيتا نفس المكان،واد الشراط ،الذي هو النقطة الوحيدة التي أثارت الضجة حول موتهما  خاصة و أنه بنفس المكان تمت محاولة اغتيال المفقود المهدي بن بركة سنة 1962.

ولكن أبدا ليس غريبا أن يتعرضا شخصان لحادثتين مختلفتين بنفس المكان ،فهذا يحدث كل يوم بكل بقاع العالم..إذن لماذا كل هذا القيل و القال؟؟فقط لأن الأول زعيم سياسي و الثاني وزير دولة؟؟

ثالثـــــــــا: شهادة سائق القطار تكفي لنتأكد أن الأمر في حالة بها يتعلق بحادث عرضي، فالمرحوم رأى القطار و سمع صوته و لكنه اعتقد أنه بإمكانه أن يمر قبل وصول القطار ،ولكنه بنصف السكة تردد هل يكمل أم يعود،وعندما قرر العودة للخلف كان القطار قد صدمه..أجد أن هذا التفسير منطقي جدا  ،فالكثيرين يموتون كل يوم فوق الطرقات السكك بسبب التردد في المرور..

 

يقال أن القانون لا يؤمن إلا بالأدلة المادية ،ولكننا هنا لسنا فقط أمام غياب الأدلة المادية بل غياب للأدلة المنطقية والعقلية ،فالتفكير المنطقي في الحادثتين ومحاولة جعلهما حادثتا اغتيال سيجعلنا عبثيين ومنزاحين عن الواقع..وكم أستغرب من بعض الصحف والمنابر الإعلامية التي تتساءل عن من الثالث مقتنعة تماما أن الأمر يتعلق بعملية قتل مدبرة في موت الأول والثاني!!يمكن أن أتفهم التساؤلات المعبر عليها بالفايسبوك من طرف شباب متحمس ولكن لا يمكن قبول نفس التساؤلات من طرف مثقفين و أساتذة..

مجموع المشاهدات: 1235 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة