الرئيسية | أقلام حرة | شعار حكام العسكر القتل للجميع

شعار حكام العسكر القتل للجميع

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
شعار حكام العسكر القتل للجميع
 

 

كان من الممكن للمصريين ان يحتفلوا بالذكرى الرابعة لثورتهم المجيدة التي ضحى من أجلها الشعب المصري بالغالي والنفيس ، وكان من حقهم أيضا أن يتذكروا جميل ما قدموه من تضحيات من أجل إسقاط أكبر ديكتاتور جثم على صدور المصريين لعقود من الزمن ، لكن كل هذا لم يحدث أبدا وحدث العكس تماما. فالشعب المصري بدل أن يحتفل بالذكرى الرابعة للثورة شيع جثامين من سقط برصاص الجيش الذي أصبح يوجه إلى صدور المصريين وأقام سرادق العزاء لهؤلاء الذين فضلوا أن يعبروا عن رفضهم لانقلاب الثالث من يوليو الذي قاده زعيم الانقلابيين السيسي .


مصر التي قامت بأفضل ثورة على الفساد والمفسدين ، يبدو أن شعبها الآن يقدم ثمن تلك التضحيات أمام أنظار العالم ،وما الدماء التي أسيلت في مصر والتي تزامنت مع ذكرى الثورة التي خرج فيها المصريون تعبيرا عن غضبهم من الظلم والقمع الممارس عليهم إلا خير دليل على أن مصر تحكمها عصابة همها الانتقام وسفك الدماء والقضاء على الصوت الحر كيفما كان انتمائه

.
حكام العسكر الذين يحكمون مصر الآن بقبضة من حديد والذين يقتلون الشعب بدم بارد يعتقدون أنهم بذلك سيجعلون الشعب يتراجع عن أهداف ثورته المجيدة التي كانت بالأساس هي الدفاع عن حقوق الإنسان ، والانعتاق من العبودية والبحث عن الكرامة والحرية ، لكن ذلك لن يتحقق على الإطلاق ، لان الشعب الذي ثار ضد الظلم والقهر وأسقط ديكتاتورا بحجم حسني مبارك قادر على أن يعيد المشهد مرة أخرى ويسقط هؤلاء الذين يجعلون من القتل شعارهم الوحيد

.
من شاهد تلك الدماء التي أسيلت في شوارع مصر سواء أثناء الانقلاب على الشرعية ، أو في ذكرى الرابعة لثورة 25 من يناير سيعتقد أن من يحكم مصر لا يستحق أن يكون رئيسا لهذا البلد التواق للحرية ، ولا يمكنه أن يكون أمينا على مؤسساته التي أصبحت كلها في خدمة العسكر

.
نظام العسكر وإن كانت دول كثيرة تدعمه خوفا على عروشها ،فإن الشرعية سقطت منه على المستوى الداخلي بسبب تلك الجرائم التي يقوم بها هذا النظام في حق كل من يتظاهر ضد الظلم بواسطة قوات الأمن التي تقتل وتسفك الدماء أمام الكاميرات ، أو بواسطة عدالة مزيفة تخدم أجندات النظام وتزج في السجون بالآلاف من المصريين الأبرياء ،لا لشيء سوى أن هؤلاء خرجوا عن صمتهم وقالوا " لا للظلم" نعم لعودة الشرعية التي سرقها العسكر من بين أيدينا في واضح النهار

.
الشهداء الذين يسقطون يوميا في مصر ليسوا فقط من جماعة الإخوان ، بل من أطياف متعددة وتهمة الإرهاب التي طالما قدمها نظام العسكر في حق المتظاهرين هي تهمة واهية لكون هؤلاء المتظاهرين دائما ما يعلنون عن تنظيم مظاهرات سلمية لا تنجر إلى العنف على الإطلاق ، فالنظام هو من يستخدم العنف ، وهو من يقتل وهو من يمارس أبشع الممارسات في حق الشعب الثائر في كل أنحاء مصر

الديكتاتورية هي من تحكم مصر الآن ورموز النظام السابق الذي ثار عليهم الشعب المصري والذين تمت تبرئتهم من طرف الانقلابيين هم من يرتكبون هذه الجرائم في حق أبناء الوطن وهؤلاء تجدهم أيضا يتحدثون عن انجازاتهم التي يعتبرونها قد صححت مسار الثورة في الثالث من يوليو وهذا من حقهم ما داموا قد نصبوا زعيمهم السيسي الذي كان يوهم المصريين بأنه لا مطامح لديه في الحكم قبل أن ينقض على الكرسي بشكل أظهر نوايا مبيتة كان الهدف منها هو الاستيلاء على السلطة

مخطئ من يعتقد أن العنف سيقضي على الأصوات المعارضة ومخطئ أيضا من يظن أن القتل هو نهاية اللعبة ، لأن العنف لا يولد إلا العنف والظلم لا يولد إلا الانفجار، فمهما سعى النظام لإسكات صوت الحق فلن يستطيع لأن هناك شعبا بأكمله يؤمن بالحرية ومستعد للتضحية من أجلها بكل ما يملك من قوة ، فالشعوب التواقة إلى الحرية لا تخيفها السجون ولا ترهبها المشانق التي يعدها النظام ، ولا تخيفها التهم الباطلة التي يتم تلفيقها ظلما وعدوانا ، بل هؤلاء يؤمنون بالحرية وبالنضال من أجلها حتى لو كلفهم ذلك حياتهم ، يا ليت حكام العسكر في مصر يعلمون .

مجموع المشاهدات: 2419 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة