التغيير المنشود

السلام على الأحبة الكرام....

يعرف العالم تغيرات سياسية لم يعد بالإمكان التكهن بها...كما لا يمكن لأحد أن يعرف مآلاتها وأثرها على الدول التي تحصل بها، أو على مختلف الدول الأخرى...كبيرة كانت أم صغيرة...

لكن الطابع الأعم لهذه التغيرات، التي تتم لأسباب متعددة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، هي أنها تتم دون معرفة هل ستكون في نهايتها لصالح الدول والشعوب أم لا!!!.

فلنتساءل:

أين هي آثار الثورات العربية الأخيرة ؟ والتي كانت منطلقاتها تهدف خدمة الشعوب والأوطان.

ماذا ينتظر العراق؟ و سوريا؟ وليبيا؟  و اليمن؟ لازال الأمر كما كان في بداياته، إن لم يكن أصبح معقدا أكثر مما كان!!!

وماذا عن مصر التي تمت فيها انتخابات؟ وخروج أبناء مبارك من السجن وإسقاط التهم عن مبارك مقابل بقاء مرسي وأتباعه في السجون ! وأحداث 25 يناير 2015؟

وماذا عن تونس، التي أجرت انتخابات نيابية ورئاسية؟  وعن حكومة نداء تونس، التي أعلنت عديد من الأحزاب عدم مساندتها؟ بل تأجل التصويت البرلماني عليها مباشرة بعد الاعلان عنها ! لمزيد من التشاور!!!

ولنغير الوجهة....صوب الغرب!

ماذا ينتظر اليونان بعد صعود حزب سيريزا، الذي لم يكن معروفا منذ سنة و ينتمي لليسار الراديكالي؟
وماذا ينتظر إسبانيا حيث أن حزبا  لم يكن معروفا منذ سنتين يتصدر استطلاعات الرأى بها؟ وهو الذي لا يخفي ميولاته القومية ومعاداته للهجرة؟؟؟

وماذا ينتظر ألمانيا بعد صعود نجم بيغيدا، الذي لا يخفي رئيسه ميوله الهتليرية ومعاداته للإسلام؟ 
وماذا ينتظر فرنسا التي أصبحت الجبهة الوطنية القوى السياسية الأولى في البلاد، لولا الأحداث الإرهابية الأخيرة التي أعادت السلطة للنفس الأمني الضابط؟ 

وماذا ينتظر أوروبا ووحدتها بعد ذلك؟ وخاصة أن مجمل  الأحزاب الصاعدة فجأة، تراهن على العودة للدولة القومية بمفهومها السياسي، وعلى دحر السياسات التقشفية المعمول بها...

نعم، هذا غيض من فيض...نستشف من خلاله محاولات تأسيس مفاهيم جديدة في علم السياسة، بهيآت تحسن الاستفادة من الواقع الذي لا يخدم المصلحة العامة، وترفع شعارات مرحلية، لا تلتقي ضرورة مع الأهداف الاستراتيجية الكبرى لبلدانها...

ولنا عودة لحالنا في خضم هذه التغيرات...