الرئيسية | أقلام حرة | إعادة النظر في منهج الأمة

إعادة النظر في منهج الأمة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إعادة النظر في منهج الأمة
 

خلال القرن المنصرم بات من الملاحظ أن المسلمين تَخلفوا فكريا أو خُلفوا عمدا عن مسيرة العالم لأسباب مختلف ولا طائل من التباكي على ما قد انتهي زمنه، لكن من الواضح أيضا أن المسلمين خلال قرون طويلة خلت عملوا بجد وإخلاص في حفظ النقل والمنقول وأحدثوا لذالك علوما وفروعا أبدعوا فيها، لكن مياه الأمة الفكرية أمست راكدة خلال القفزة العالمية المنصرمة، والتاريخ يشهد أن هم العربي حين أطلقت الطائرات وصنعت الرادارات كان رَغيف خبز يَأكله وشِبر أرض يُحرره، و العالم الغربي وان أنكر فان له يدا خفية في ذالك.

هذه المؤاخذة لا تمنع النظر في ثرات العالم الإسلامي فكريا على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ابتداء لابد من الخروج من دوامة السؤال البليد "هل أنت مع شريعة أم ضدها ؟" لأننا هنا لا نصنع أكثر من تفرقة بئيسة بين المسلمين تنتهي دائما بخروج كلا الفريقين من أرض الواقع الى مناكفات مريخية لا تعود على الأمة بنفع، والنتيجة اعتزال من ينتظر خلافة ما ستُنزل الأحكام الشرعية دون أن يسأل كيف ومتى وما دوره في ذالك وبين ومن يدعوا لإزالة ما لا يتناسب "كما يدعي البعض" أو تأويل النصوص القطعية لتوافق ما يريد البعض الأخر، وعموما كلا الفريقين يقدم طرحا فقير فكريا وواقعيا. 

اليوم نحتاج بدل ذالك لدراسة ليس للإسلام كدين ولكن لنظرة المسلمين للإسلام شموليا وتفصيليا كتطبيق، فللأسف كل فريق يدعي فهما ويتأول النصوص حسب ما تقضي حاجته الشخصية والسياسية بحجة أو بأخرى، اختلاف وغموض يفرض على مفكري الأمة وعلمائها احداث وحدات مستقلة ماليا وسياسيا لدراسة المنهج الاسلامي على مختلف الأصعدة والقضايا والمجالات وتقديم بحوث متكاملة تتضمن رؤية بعيدة المدى ودراسة للحيثيات المحتملة مع تقديم تصور واقعي لما خَلص إليه، بذالك يكون النص المقدس في حفظ تام محاط بفهم عميق يُمكن المسلمين من استيعاب علاقته بواقعهم المعيش، ويصدر للغرب دراسة منطقية لها حججها واستدلالاتها لأن الغرب لا ينتظرون أن تتلو عليهم آيات القرآن بل أن تجادلهم بما يفهمون من لغة عقلانية معمقة، تماما على عكس ما يقع حاليا اذ أن الأمة تنطق بلسانهم وحضارتهم في حين عليها التكلم بطريقتهم و بمبادئها.

من الضروري اخراج الرؤية الاسلامية من جدلية ربط الاسلام بأفعالٍ محددة ثابتة أو ربطه بقيم فارغة المضمون تحلق في السماء كالتسامح والسلام والجمال وتلك الشعارات التي تفرغ الاسلام من منهجه الذي يلتزم به، ومن المخجل أن ينحشر المنهج الاسلامي بين النقاب واللحية والمظاهر أو بين أحكام الحيض والنفاس والوضوء كما نشهد في النقاشات والمناظرات داخل الوطن العربي، التي من المفترض أن تضع على طاولة النقاش مثلا - بديلا اسلاميا للمنظومة المالية العالمية المتصدعة أو حلولا اسلامية لمشاكل الطبقية البرجوازية الحالية في داخليا وخارجيا أو طرحا بهذا الوزن بدل المهاترات هنا وهنالك.

يبدأ هذا الوعي من الاعتراف بأن الاسلام منظومة متكاملة الاركان لها ثوابتها وقيمها، وأن الشريعة اللإسلامية أو القانون الإسلامي ما هو إلا نظرة لمختلف التحديات الانسانية المعاصرة وما نراه اليوم ما هو خطأ المسلمين اولا وأخيرا،هذا الجيل يجب أن يحمل مسؤولية تقديم الاسلام للغرب والعرب لا كنصوص و أوامر لكن كأطروحات اقتصادية وسياسية تنافس الرأسمالية وتتحدى الديمقراطية دون المساس بشئ من ما ثبت قطعيا من المصادر الشرعية.

 

مجموع المشاهدات: 2038 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | المهدي رقم 12
نعم الافكار المدرجة في الموضع سيدي الكاتب
تحية السلم والمسالمة وسلام تام بوجود مولانا الامام حامي حمى المة والوطن والدين وامير المؤمنين ورئيس لجنة القدس الشريف جلالة الملك المعظم محمد السادس اعزه الله وبعد لقد قرات موضوعك سيدي الكاتب وتبين لي انه ناصع البياض ولا نقد فيه ولا ابرام ،ولكونه زمن الاستيقاظ العلمي من ان يقرا الناظر الكريم مفهوم التطبيق الذي اشرت اليه سيدي وقد يكون التطبيق صديقا وفيا للنظرية فلكونهما نقيضين لبعضهما البعض وحصل ان درس موسوعته العلمية اوائل امة بني اسرائيل ودون الله جمالية البيان من انهم شردوا لنار جهنم لعدم تفقهم في الدين وزد وقس وحيث ان موضوعك سيدي الكاتب له من الدراية الفقهية المكية ما يجعل اهل العلم متاهبين لمعرفة الاسلام وما ادراك ما الاسلام ،فلكونه حضارة راقية وانطلقت ارضيتها من التطبيق عهد الصادق الامين محمد صلى الله عليه وسلم ومن خلال جسامة موضوعك سيدي فلكونه يرتكز على ايجاد كرسي للاعجاز العلمي فيه من اننا لم نخطىء في البحث الاسلامي لنعطي للاسلام رونقه النوراني الذي يساير الكون رحمة من الله سبحانه لعباده وحيث التمس منك ان تتقبل مقدمتي هذه فلا لتعلم سيدي اني منقب وباحث ودارس عصامي وغاز للفضاء الخارجي وشاد الرحال لبيت المقدس ومصطحب لصدق الرحلة التي يصادق عليها العلماء الاجلاء بالاجماع والتصديق ،والتي عدلت عليها اطروحة علمية لنيل جائزة نوبل للسلام العالمي عن القدس ولتمنح للجنة القدس الشريف تحت الرئاسة الفعلية لمولانا الامام اعزه الله وعن ذلكم ساتشرف بارسال مواضع في هذا الشان ان شاء الله ايصالا للمحيطات والقارات من اننا نصرنا الاسلام وبذلك طلبت والتمست من لجنة القدس الشريف تحت الرئاسة الفعلية لمولانا الامام اعزه الله اقامة مؤتمر عالمي اعجمي عربي بالرباط ان شاء الله لضمان السلام عن طريق العلم ودون هلك للحرث والنسل والنصر لمولانا الامام اعزه الله
مقبول مرفوض
0
2015/02/02 - 08:11
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة