الرئيسية | أقلام حرة | مَخْزَنة المقابر

مَخْزَنة المقابر

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مَخْزَنة المقابر
 

 

 

منع  دفن جثمان المرحومة خديجة المالكي أرملة الإمام الراحل عبد السلام ياسين بعد حصول عائلتها على رخصة الموافقة بحفر القبر،ذكرني بالمسرحية الشهيرة  "موتى بلا قبور" والتي كتبها " سارتر " في أربعينيات القرن الماضي بسبب احتلال ألمانيا النازية لفرنسا . وهذا إن دل على شيء فانما يدل على محاولة النظام " مخزنة " المقابر بعدما مخزنة كل الأمكنة بما فيها المساجد تجريدها من دورها الأصيل الذي هو الأمر بتطبيق شرع الله في شقه الحكمي بدل الإقتصارعلى التعبدي فقط من قبيل كيفية الوضوء والتيمم وترقيع الصلاة ... 

 

لكن القبور ليست مجرد حفر  يعبث بها وبحرمتها من يشاء ومنع ميت من الدفن  مقابل وضع لوحة على قبر شخص ما مكتوب عليها المغقور له فلان بن علان..  لا يعني شيئاً على الإطلاق ما دام لا يمس الروح ولا يغير ولن يغير من واقع المآل شيئا.

 

ومن أرادوا لضحاياهم أن يكونوا موتى بلا قبورلأنهم فضَّلوا الموت بضربة سيف من عز بدل ضربة سوط  في ذل كما قال أجدادنا العرب ، يمارسون الآن هذه الانتهاكات التي تشمل استهداف الموتى ، فثمة قبور لمناضلين و شهداء محفورة في ذاكرة الشرفاء من هذا الشعب يتوارثها جيلا عن جيل لتبقى شاهدا و شواهد على ما يكنه الخلف للسلف من تبجيل واحترام أمثال أسد المقاومة " عبد الكريم الخطابي " و زعيم النضال " المهدي بن بركة " .. وغيرهم من من تحفظ الذاكرة طريقة موتهم ومكان مثواهم .

 

إن منع دفن جثة ميت داخل قبر ليست منعه من ولوج أماكن دنيوية كما يظن    المخزن ،إنها مجرد حفرة تأتلف في داخلها أرواح المحبين وتشتبك في أعماقها الأنفس رغم أنف الرافضين  .

 

كم يبدو مثيراً للسخرية وبلا إشفاق مشهد كهذا . . يوهم الظالم فيه نفسه أنه حقق مراده  .

 

ورحم الله الشاعر العربي الذي قال: هي أشياء لا تحاصر. وشكرا لمن قال ان الجامع بين الاموات هو كفن بلا جيوب ثم شبر واربعة اصابع

مجموع المشاهدات: 1086 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة