الرئيسية | أقلام حرة | السيسي رئيس حكيم...؛ لما الغرابة؟؟..

السيسي رئيس حكيم...؛ لما الغرابة؟؟..

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
السيسي رئيس حكيم...؛ لما الغرابة؟؟..
 

 

أثارت مشاركة رئيس الحكومة المغربية بنكيران في أشغال القمة العربية المنظمة بأرض الكنانة الكثير من الجدل، فهناك من ذهب إلى اعتبار بنكيران قد تنازل عن مبادئ، بعد أن وضع يده في يد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو الذي قال عنه في ما مضى قائد الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي المنتخب، وأنه مجهض الخيار الديمقراطي للشعب المصري، الذي عبر عنه في ثورة 25 يناير وتوَّجهُ بتسليم زمام السلطة للخوان المسلمين في شخص محمد مرسي .

فبعدما أقدم الشعب المصري على النزول إلى الشارع للمطالبة برحيل مرسي، احتجاجا على الحصيلة السلبية التي راكمها نظامه خلال سنة من العمل، وعلى طريقة إدارته لشؤون الدولة، الشيء الذي دفع بالجيش إلى التدخل في محاولة لإيجاد حل سياسي بمعية باقي الفاعلين السياسيين، توجت بإقالة مرسي استجابة لنبض الشارع، الهادف إلى إفشال مخطط الإخوان في السيطرة على مصر، (بعدما) ثارت حفيظة الإخوان في العدالة والتنمية، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، جميعنا نتذكر كيف عبروا بتعصب منقطع النظير عن رفضهم التام لما حدث في مصر، وكيف وصفوا بأقبح الصفات وأبشعها الشعب المصري عندما خرج مطالبا برحيل مرسي، جعلوا منه خائنا، مرتدا و"منقلبا" عن الشرعية، وصفوه "بفلول" النظام السابق والذي كان في نظرهم يستعد للانقضاض على السلطة في شخص السيسي بعدما أفلتت من يده عبر حسني مبارك.

موقف العدالة والتنمية هذا، لم يقتصر على منخرطي الحزب أو المتعاطفين معه فقط، بل شمل أيضا أكبر قادته، من أعضاء مكتبهم السياسي وقادة حركة "التوحيد والإصلاح" ووزراء الحزب في الحكومة وحتى رئيسها بنكيران، فما من مرة رأيناهم يستغلون جميع المناسبات الرسمية منها والغير الرسمية، ليرفعون شارة رابعة، في إشارة واضحة لتضامنهم مع الإخوان المسلمين، ما من مرة أطلق رئيس الحكومة بنفسه العنان لعبارات قوية تدين "الانقلاب العسكري" وتعلن التضامن القوي قولا وفعلا مع إخوانهم، ناسيا بأنه الآن صار رئيسا للحكومة، يمثل المغاربة جميعا وليس أعضاء حزبه فقط، وتصريحاته تلك التي لا تراعي تقلب المصالح يمكنها أن تنعكس عليه سلبا في فترة ما..

هذا ما حدث بالضبط، الآن رئيس حكومتنا الموقر، يجلس جنبا إلى جنب مع من وصفه بقائد "الانقلاب"، مجهض الخيار الديمقراطي المصري و"المجرم الجلاد" الذي ارتكب مجازر في حق إخوانه وعلق لهم المشانق، ها هي الضرورة السياسية والمصالح الاستراتيجية للمغرب تفرض عليه أن يضرب عرض الحائط كل مواقفه وتصريحاته السابقة ومبادئه ويصف الجلاد الأمس بالحاكم الرشيد ..

طبعا لن نلقي اللوم على رئيس الحكومة، بسبب مشاركته في القمة العربية، ولا حتى لوصفه للسيسي "بالقائد الحكيم للبلد"، فهذا أمر عادي جدا، يدخل في نطاق التعامل الدبلوماسي بين البلدين، ولكن ما يمكن أن نأخذه على بنكيران هو إطلاقه للمواقف المتحجرة يمينا وشمالا، دون أن يأخذ بعين الاعتبار كونه الآن رئيسا للحكومة وليس أمينا عام "لحزب إسلامي"، ما يثير الاستغراب هو عدم قدرة بنكيران على الاستفادة من تجارب الماضي القريب، ألم يقل سابقا وفي برنامج تليفزيوني أن معطلين محضر 20 يوليوز محقهم الإدماج في الوظيفة العمومية دون مباراة وأن المباراة لا تعينيهم بقدر ما تعني الأطر الأخرى على اعتبار أنهم يتوفرون على التزام سابق من الحكومة؟؟؟، ثم عاد بين عشية وضحى لتراجع عن كلامه هذا، وقضى على أمال المعطلين وزج بهم في غياب السجون، أعتقد أننا نذكر جيدا ردود الأفعال الوخيمة التي عانى منها، عقب هذا الانقلاب السياسي على وعد صريح، ألم يسبق له أو صرح في تجمع جماهير أن صلاح الدين مزوار "شفار" ـ حسب قول بنكيران ـ وفاسد وأنه نهب أموال الدولة؟؟ ولا يمكن للمغاربة الوثوق به ثانية وتسليمه زمام تدبير شؤونهم، وكيف صار بعد ذلك حليفا لبنكيران وهو نفسه الذي مكنهم من إدارة شؤون المغاربة عبر وزارة الخارجية..

هذان حدثان من بين العشرات من الأحداث التي جعلت رئيس الحكومة يغير موافقه 180 درجة في ظروف ربما تكون أقوى منه، لكن للأسف كل هاته التجارب لم تفده في شيء، لازلنا نلحظ نفس التعامل هو السائد لديه، لا زال يكيل من التهم الشيء الكثير لخصومه السياسيين، الذين قد تجعلهم الظروف في يوم من الأيام حلفاء موضوعيين، لازال يصدر مواقفه بنفس الطريقة المتحجرة والمتعصبة والتي ستضعه لا محال في مواقف متناقضة ومحرجة للغاية، لازال تصرف بطريقة لن تنعكس على شخصه وحزبه وفقط بل على المشهد السياسي عامة، ستجعل الشباب والمغاربة عامة ينفرون العمل السياسي لما يرونه من كذب ونفاق ومكر وخداع ... صادر عن قادة سياسيين كبار ... رجاء احترموا ذكاء المغاربة .. وحافظوا شيء ما على ماء وجهكم ......

 

 

مجموع المشاهدات: 1222 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | هشام
اكيد والقادم غالبا هو وجوده مع حزب الجرار في نفس الخندق كما فعل حلفاءه بتونس الذين وضعوا يدهم في يد قائد السبسي فالبام والخوانجية وجهان لعملة واحدة والفاضل بينهم كما التفاضل بين الطاعون والكوليرا
مقبول مرفوض
0
2015/04/01 - 04:09
2 | Hosny
Allah y3tena wajhak
لقد تابعت الشأن المصري منذ بدايات الثورة. دعني أقول لك إما أنك لا تعرف شيئا أو إنك متحامل أو غير سامع وصافي. أنا أتكلم فقط عن الشأن فقط ولا يهمني الباقي... فاحترموا عقولنا أرجوكم..
مقبول مرفوض
0
2015/04/03 - 11:21
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة