الرئيسية | أقلام حرة | الفاتحون الجدد: الفقيه "أوباما"

الفاتحون الجدد: الفقيه "أوباما"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الفاتحون الجدد: الفقيه "أوباما"
 

 

العالم العليم العلاّمة، الفاهم الفهيم الفهّامة،، عالم زمانه، وفريد عصره، و"وحيد قرنه"، وزعيم قومه،،، الحافظ،الفقيه، المحدث، التقيالورع، الناسك الزاهد، العارف بالله، شيخ الإسلام وحجة الله،،، السيد "مبارك الحسين ربما"، أفتى -وما فتئ يفتي- بحرمة اتباع التطرف والتشدد والتزمت و"الإرهاب"... في ""الإسلام""، وطبعا هذا مع الإشادة والثناء على تعاليم الإسلام "السمحة"، "النبيلة"، "المعتدلة"...

وقد كاد -من فرط إيمانه وخشوعه ويقينه- أن يشهد لله بالوجود والوحدانية والتنزيه والقداسة، ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة والعصمة والتبليغ والرسالة، ولكتابه -القرآن الكريم- بالهيمنة والسيادة والشمول والحفظ والإعجاز... غير أنه ربما أجل اعتناقه للدين الجديد إلى حين تطهيره من شوائب التطرف و"الإرهاب" التي ما زالت تكدر نقاءه وتعكر صفوه، وذلك من خلال القضاء على كل من يحرّف أركان "الدين"بالفهم المغلوط والتأويل المنبوذ لنصوص التراث الشرعية، وكذا القضاء على كل من لا يتخذ من مذهب رسوله الشيخ المجتهد المجدد "كيري" في تفسير تعاليم الدين "الحنيف"، منهجا..

إلى ذلك، فقد دعا الشيخ الجليل المؤصل، دعا شباب المسلمين إلى التشبث بالقيم السابقة التنويه، والابتعاد، في المقابل، عن "الانحرافات" السابقة الذكر..

ونحن(المسلمون) بدورنا لا يسعنا إلا أن نحمد الله تعالى أن فتح علينا هذا الفتح الرباني، فعزز وأعز الإسلام بهذا العلَم الشامخ، فندعوه إلى الاستمرار، ومواصلة التشبث بهذا المنهج القويم في الاجتهاد والثبات عليه، وندعو شبابنا إلى الاغتنام والاتباع والاقتداء والنهل من المعين الأمريكان الذي لا ينضب..

وكالعادة لم يخب ظن عوام المسلمين.. فكما هو الشأن دائما في مثل هذه الحالات،كلما "أفتى" "فقيه" غربي(مسيحي، يهودي، ماسوني... لا يهم) "فتوى" حول "التطرف" أو "الإرهاب" أو "التكفير" أو "التشدد"...(طبعا دون تحديد أي مفهوم على الإطلاق، ولا يمكن أن يكون)، كلما أفتوا إلا ورأيت "فقهاء" الأزهر و"الحرمين" وأبوظبي وعمّان ودمشق والمنامة... يطْبعون ويبصمون ويؤيدون ويباركون حد التطابق...حتى أصبح المسلم البسيط يشك ويتساءل على نمط النكتة المأثورة: "واش احنا هما لوخرين؟!"،، "وفين هما لوخرين؟!"،، "أجي بعدا":: "اشكون هما احنا واشكون هما لوخرين؟؟!!!"

 

فقد أصبح كل قادة وسياسيي اليهود والمسيحيين يكدون و"يجتهدون" في تحديد جوانب "الإسلام الحنيف، الوسطي، السمح، النبيل"، والإشادة به والدعوة إليه... والنهي والتحذير والترهيب، في المقابل، من اتباع "الفهم المتطرف" و"المتشدد" و"المتزمت"...لـ""الإسلام""!!!..

ونحن بالطبع لن نجرؤ على طرح السؤال حول صفة وصلاحية وشرعية ومشروعية و"كفاءة"... هؤلاء المجتهدين الأغيار في التدخل في تحديد ماهية ديننا وأسسه ومعالمه وضوابطه... لأننا لا نملك ذلك الحق!!،، وإنما يمكننا التساؤل: هل يحدد السياسيون والزعماء المسلمون ماهية المسيحية للنصارى، أو مضمون اليهودية لليهود؟؟!!!ذلك أننا لم نسمع قط عن قائد مسلم قد توغل في التفصيل في تلك الديانات وفرزها وتصنيفها، وبيان غثها من سمينها، وحقيقتها من خرافتها، وأصيلها من مختلقها، ومحكمها من متشابهها، ومعتلها من صحيحها، ومعتدلها من متجاوزها، ومتوسطها من متطرفها، ومقبولها من مرفوضها... وغير ذلك من تمحيص حديْأية ديانة كما يفعل "الآخرون" لعرى الإسلام!!!

وللحقيقة -على مستوى الاستدلال المنطقي والانسجام العقلي- فإن هذا(عدم التعرض لتقييم دين من طرف الأغيار) هو الصواب. حيث أنهلا يمكن لغير معتنق دين أن يقيّمه لا في جانبه السلبي، حيث أن عدم اعتناقه هو دليل الحكم بعدم كماله، ولا في جانبه الإيجابي،لأن منطق الإيمان والتبني والاعتقاد يستوجب على الصادق المنسجم أن يؤمن بالدين الذي يمتدحه ويرى صوابه ويبرز مناقبه، وإلا يكون كاذبا ماكرا محتالا خداعا مداهنا،، أو مريضا منفصما!!فمهوم الدين المرتبط أساسا بالمصير النهائي والفلاح الأخروييستلزم من المتدين أن يؤمن بالدين الحق الذي لا يمكن أن يتعدد، ويكفر -بالتالي- بما سواه،لأن الرهان إنما هو على ذات الإنسان في المطلق، ولا تمكن المغامرة ولا المقامرة بها..وعليه فلا يمكن لمتدين أن يرى دينا صائبا ولا يتّبعه(فهذا يناقض مفهوم مبدأ الدين)، إلا إذا كان أولئك الأفاقون يكذبون في إحدى ادعائييْهم(وهم كذلك فيهما معا):ادعاء التدين من حيث المبدأ(الانتماء للمسيحية أو لليهودية)، أو الثناء على الإسلام.. اليقين أن المتدين لن يتّبع إلا الدين الذي يظهر له كاملا، وبالتالي لا يمكنه بأي حال من الأحوال كيل المديح والثناء لدين آخر، وإلا فهو تمثيل ودجل ونفاق وإفك..

 

بل إنه حتى في المجال الفكري أو السياسي أو المدني، وفي كل ما كان الانتماء إليه اختياريا يضبطه -نظريا- فقط معيار الصواب،وإن كان المجال أقل منزلة من الدين نظرا لما يترتب على اختيار الصواب أوالخطأ في الاختيار بينهما(الدين من جهة، وما سواه من جهة أخرى)، حتى في هذا المجال لا يصح ولا يُعقل ولا يستقيم الثناء على تيار(...) والارتماء في أحضانآخر، ما داما مختلفينفي منطلقات ومآلاتحقليهما المرجعيين(نتحدث عن القناعة، وليس عن الارتزاق).

مجموع المشاهدات: 1953 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة