خبر الحزم

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
خبر الحزم
 

 

سئل سائل خبيرا عن خبر الحزم فرد الخبير بأنه بالغيب ليس بخبير، فالحزم أصلا هو مبتدأ سيتشكل خبره مما يليه من عمل قد يزكيه أو يدنيه فيدسيه بالقعر يبقيه.

 

فإن كان المحارب لا ينظر في حربه سوى عامل الاضطرار فإنه سيستعجل نفض الغبار عن بذلته للعودة سالما إلى الديار، ليستيقظ على صبح أدهى وأمر من أمس لا هو دفن شره ولا هو أحيى حياته، أما إن علم بكنهها في كون الحرب فرصة حقيقية للاستثمار فسيغنم ويغتنم ويصر فيصبر إلى أن تنضج الثمار فتطيب الظلال لتغطي الديار والجوار. فلطالما استثمرت طهران في اجتثات الأمل من نفس المواطن العربي ليضطر إلى تصدير ثقته نحو كل ساساني أوعثماني بعد تجفيفها ذرة ذرة من كل عدناني، فتشيَّعَ الشيب والشباب واستشيع المهاجر قبل المقيم؛ ليتشايع الحق مع الباطل مثلما تشايع الزنا بالمتعة والاستبداد بالثورة التي أعادت الصاع صاعين لكل ثائر لم يركع بين يدي أصنام منحوتة تفوض تدبير صكوكها لمقيم في جنوب بيروت وآخر وسط صنعاء بينهما مهين لتسمية الأسد على الشام جاثم؛ أتلكم هي الحرية وتلكم هي الثورة بمرجعية حسينية؟ فالحسنين منكم براء.

 

لقد بث هذا الحزم الأمل في النفوس، لكن الثقة ليست بنت اللحظة بل هي بنت العمل والجهد النفيس، وستحتاج لرؤية دقيقة كي تجعل من العاصفة فلقا لصبح جديد، يسدل حلكة ظلام اشتد مع صقيع لا زال طفل حماة يرتعش من قره، وثائر مصر حبيس في سجنه، ومسرور بوفاة العقيد حيران في فرحته، بعد أن قفز التونسي من المطب المدبر؛ فالاستثمارات فلكية في اللاديمقراطية بالاتكال على طالح حرام في سريرته اسم صالح، الذي لم يكن بأفضل من شقيقه في الكنانة الذي أيقظت سياطه الفرعون من مرقده، وهو الذي ظن بأن لا وريث للفرعونية سيأتي من بعده.

 

إن الأمن القومي العربي الذي طال الشوق إلى ظله قد تزرع بذوره اليوم، وليس في الأمر من تأجيل ولا في السنة من تبديل، حيث لا حياة لهذا المولود بدون أن يرضع من لبن العدل طول حياته، فحلف الناتو لم يطلق رصاصة واحدة من أجل أمنه المباشر، بعد أن ملأ الديار عدلا والجوار عونا، ففتح خزائنه لليَمَنْ السعيد الأوربي (اليونان) دون كلل، بعد إحيائه لإفريقيا الأوربية (شبه الجزيرة الإيبيرية). فالأمن العربي سيحتاج إلى تأهيل العاطل اليمني حتى يلج سوق شغل خليجية همشته لتستورد اليد العاملة من مشارق الأرض ومغاربها، كما أن الأمن العربي سيحتاج لإحياء جامعة الدول العربية برص الصف استجابة لحتمية المصير الموحد، وتوحيد الموقف من القضايا المصيرية بالبوح صراحة للشعوب العربية بأن معركة الأمية هي أم المعارك، واشتراط دعم القضية الفلسطينية بنظافة اليد في تدبير التمويلات والقطيعة مع إيران الحالمة بقصم ظهر هذه الأمة؛ وهي شروط يمكن أن يخطب بها الحكام على المنابر صراحة بعدما استفاق الوعي العربي من وهم الشهامة الصفوية، التي استثمرت في الممانعة والتي انكشفت حقيقتها بعدما أوغلت في الدماء الطاهرة، فمن يمكنه أن ينسى الشبيحة التي حولت الطاغية إلى رب بوضع المسدس على البريء الأعزل الذي لا نجاة له من رصاصة في الرأس، سواء أقر أم استقر.

 

 

كذلك خبر الحزم فإن استقر خطه فسيستقيم عوده، لأن الحرب على قدر ما تحمله من المخاطر فهي تزخر بنظيره من الفرص، وتلك سنة الكون الجارية، فلا حزم ترجى ثماره بدون تنظيف للوحل، ونصرة للعدل، بعد لم الشمل. أما العواصف فهي مجرد عواصف، أيها السائل.

مجموع المشاهدات: 1486 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة