الرئيسية | أقلام حرة | الانتخابات الجماعية... وأي دور للشباب فيها ؟

الانتخابات الجماعية... وأي دور للشباب فيها ؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الانتخابات الجماعية... وأي دور للشباب فيها ؟
 

 

    لقد لاحظنا في الأيام القليلة الماضية، تحرك ملموس للأحزاب السياسية بالمغرب، من اجل تعبئة المجتمع المدني، وحثه على مشاركة الشباب في العملية الانتخابية، وإبداء رأيه من اجل التغيير، وعدم العزوف عن المشاركة. إذن فالتساؤل الذي يروج في الأذهان هو: ما المقصود بالتغيير ؟ وما هو سبب عزوف الشباب المغربي عن العملية الانتخابية ؟ 

   إن الدارس لعلم القانون يتضح له جليا معنى مصطلح " الانتخابات " أو " انتخاب " أو" "الاقتراع"، فليست كلمة "انتخاب" مجرد كلمة صيغت للتعبير عن معنى ما، بل لها مضمون ومغزى، لا يستوعبه من يتصف بالأنانية وحب المال وحب الرئاسة، وكل من سولت له نفسه خدمة المصلحة الذاتية، بل لا يستوعب مضمونه إلا من اخذ الله بيده لخدمة المصلحة العامة، ومن  يريد الخير لهذا الوطن ويملك غيرة عليه. 

   فنتيجة لتدهور مستوى المسئولين في تدبير الشأن المحلي  ، وما عقبه من أحداث مأساوية،أدت إلى إزهاق العديد من أرواح المواطنين المغاربة بالعديد من المدن ، نتيجة الاختلاسات التي تقع بالجملة على الأموال العامة للشعب، وسوء التدبير في  استثمار المال العام، وعدم خلق برامج تنموية للنهوض بالبنية التحتية للدولة، التي لازالت مع الأسف منهكة، فأكاد اجزم أن العديد من المناطق بربوع المملكة، لا يوجد بها أي أدنى شروط العيش الكريم، فعلى سبيل المثال نذكر بعض الأقاليم الشمالية، واخص بالذكر إقليم "تاونات" والذي مع الأسف، معظم ساكنة المملكة لا تعرف أين يقع هذا الإقليم المنكوب، والذي لم يصله قطار التنمية بعد...، بل الطامة الكبرى أن هذا الإقليم لا زال يعيش على البنية التحتية التي خلفها المستعمر، وفي استطلاع للرأي لساكنة منطقة فناسة، حول مقارنة الانجازات التي قام بها المستعمر الأجنبي بالمنطقة وما قامت به الدولة بعد خروج المستعمر إلى حد الآن، فأقر الجميع بان لا جديد يذكر، بل لولا المستعمر لما وجدت الطريق التي تربط بين تاونات وطهر سوق، بل كان تدخل المستعمر بأدغال تاونات، فال خير على ساكنة المنطقة.

 فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سوف تنتظر أدغال تاونات، عودة المستعمر الأجنبي من اجل إحداث تغيرات ملموسة بالمنطقة؟ أم أن منطقة تاونات بالخصوص لا تهم العاصمة الرباط؟ 

   فالتغيير المقصود هنا هو استبدال الأشياء السلبية بأشياء ايجابية، وفي العملية الانتخابية هو تغيير المرشح الفاسد الذي يصهر على خدمة المصالح الذاتية، بالمرشح الكفء ذو ثقافة سياسية معينة، تساعده في تحقيق العديد من الانجازات سواء لمنطقته أو لوطنه ككل، وذو مستوى تعليمي جيد، بالإضافة إلى تحليه بالغيرة على المنطقة الممثل لها.

   لقد ظل عزوف الشباب المغربي عن عملية الاقتراع، رهينة  بالوعودات الكاذبة التي يقدمها كل مترشح تقدم للانتخابات، فتلك البرامج الانتخابية تظل حبيسة الأوراق، من اجل غاية يعلمها المترشح نفسه.

 

وعموما فإننا ندعو الشباب أن يساهموا في تغيير الأوضاع المأساوية، التي تعانيها اغلب القرى المغربية، وخصوصا بالأقاليم الشمالية، وفي انتظار التفاتة المسئولين لهذه المناطق، وندعو الله عز وجل أن ييسر الطريق لكل من يريد الخير إلى بلدته.

 
مجموع المشاهدات: 2149 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة