عذرا كمال

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عذرا كمال
 

 

أخجل من نفسي عندما اعتقل القلم بين أناملي لأعصر كلمات عاجزة عن إعطاء الشهيد حقه وإن وافقها الصواب.

 

لقد فوجئنا أن يبعث الله من بين ظهرانينا في حيّنا المنسي شهيدا أصبح أيقونةً للمستضعفين ونبراسا لموكب القائمين المنتفضين ضد القهر والجور و العسف.

 

نحن الغافلين اللاهين,أصحاب الكلام الكثير لم نعرف قيمة هذا البطل الودود الكتوم الهادئ المُقِل من القول المعرض عن مجالس اللغو واللغط المواظب على مواسم الخير و الإيمان والإحسان . حتى الجيران و المقربون لم يكونوا ليعرفوا ما يدور في خلد الشهيد لأنه كان وحده يحتضن سره ولم يطلع عليه إلا ربه المُطّلع على السرائر.

 

 اختاره المولى عز وجل في ركب الشهداء لا المنتحرين أو المتخاذلين المتهافتين على مأدبة المخزن المنتنة.

 

هنيئا لك أن يُسَجَّل اسمك في الزمرة القليلة التي ربحت البيع وكسبت الصفقة مع الله  رغم أن أبواقا تتحدث عن التهور والاستعجال وغياب الحكمة ، لكن الحكمة والتعقل أن تخطط لمستقبل أبدي سرمدي دائم و ألاّ تتعلق  بالزائل.

 

هذا الشاب الكمالي العماري درة ومعدن نادر قل الزمان أن يجود به .

 

زمن تداعى فيه السماسرة والوصوليون على قِصاع لحم الشعب ودمه في ولائم السياسة المنتنة والأنانية المستعلية والذهنية الرعوية.

 

بعد كل ذكرى لماذا لا نسبر أغوار هذه الشخصية الفذة التي كان لسان حالها هو المعبر عنها  والترجمان عن آلامها وآمالها بدل الكلام المعسول المنمق الذي يعتبر مطية اغلب التافهين ووليجة المتزلفين.

 

رحمك الله سيدي كمال و أكرمك بحياة الخالدين في جنات النعيم وزوجك الحور العين وكنت لنا شفيعا وللوالدين والأقربين...

 

لن يضيع دمك الزكي الطاهر سيدي  ولن نوقف المسيرة التي من أجلها  صعدت روحك إلى العلياء في ظل عرش رب الأرض والسماء.

 

نحن ماضون وعلى العهد باقون  لن نشري دمك بثمن بخس ولن نكون فيه من الزاهدين لأننا تلامذة مدرسة الأنبياء عليهم السلام والآل والصحب رضي الله عنهم ، سطرنا بدمائنا ملاحم البطولة في كل بقعة أرض في مكة والقدس ورابعة .

 

العزة والمجد والخلود للشهداء والأبطال أهل الوفاء  . . و لا نامت أعين الجبناء.

مجموع المشاهدات: 1834 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | مغربي
الى رحمة الله
العزة والمجد والخلود للشهداء والأبطال أهل الوفاء . . و لا نامت أعين الجبناء. المزيد: https://www.akhbarona.com/writers/122327.html#ixzz3b1CMVWsE
مقبول مرفوض
0
2015/05/24 - 02:16
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة