الرئيسية | أقلام حرة | قول في الزمن السياسي المغربي الرديء

قول في الزمن السياسي المغربي الرديء

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
قول في الزمن السياسي المغربي الرديء
 

 

سبب كتابة هذا الموضوع هو البرنامج السياسي ضيف الاولى ،  الذي يديره باقتدار الصحفي المغربي التيجيني  والذي استقبل فيه الامين العام لحزب الاستقلال ، السيد حميد شباط يوم الثلاثاء 30 يونيو 2015 . بداية لابد ان انوه بالصحفي المتمكن والمطلع جدا الاستاذ عبد الرحيم اريري الذي ابان في  كامل الحلقة عن  سعة اطلاعه واصراره   على طرح الاسئلة الحقيقية  على الضيف .  الذي استفزني  في الموضوع اساسا هو بؤس السياسة  وسياسة البؤس باللغتين "الماركسية والبرودونية" في المغرب الراهن، ممثلة  في  افكار ونقاشات  الامين العام لحزب الاستقلال ،الذي اشبع  رئيس الحكومة  تجريحا وعمل على طول الحلقة من اجل النيل من شعبية رئيس الحكومة بالظلم والبهتان بدون  ان نسمع منه ولو بديلا واقعيا او اقتراحا عمليا يمكنه ان يفيد البلاد . انني لست بصدد الدفاع عن رئيس الحكومة وسياساته ومواقفه  فهو اقدر مني على ذلك  وانا شخصيا من المعارضين لمجموعة من قرارته اللاشعبية  ومنها التي مست الاجور وانظمة التقاعد والتهاون في محاربة الفساد  وضعفه امام المؤسسات المالية الدولية وتنكره لمطالب 20 فبراير  بل تهجمه عليها في بداياتها  ، ولكن رغم ذلك يبقى خطاب رئيس الحكومة اكثر صدقية واكثر شفافية مع المواطن المغربي مقارنة بخطابات مختلف  اقطاب المعارضة   . لقد  كنا ننتظر من السيد الامين العام لحزب الاستقلال ان يجيبنا على الاسئلة التالية وهي غيض من فيض   ولكن   خاب امل الملايين من المشاهدين وانا منهم :

1- كيف تسلق الامين العام لحزب الاستقلال منصب الامانة العامة  بهذه السرعة  وبعد انقلابات تنظيمية  على اصحابه في النقابة والحزب بمساعدة آخرين خارج الحزب؟ في الوقت الذي  تبوأ الامين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الأله بنكيران الامانة العامة لحزبه بعد انتقال سياسي سلس ونموذجي وبشكل مستقل  مقارنة مع معظم الاحزاب السياسية المغربية الاخرى التي تشرنقها الانشقاقات والحركات التصحيحية .

2- هل يستطيع الامين العام الجديد لحزب الاستقلال ان يبني حزبا استقلاليا جديدا ذو مرجعية اصيلة ورصينة غير مبنية على  ردود الافعال والاملاءات الخارجية والتنافس مع حزب العدالة والتنمية على تقمص الخطاب الاسلامي  والمزايدة في التطرف والتضييق على الحريات الفردية والجماعية للمواطنيين المغاربة   وهو الذي ورث حزبا  عريقا  نختلف مع ايديولوجيته الاقصائية ومع دعواته لتعريب الحياة العامة  ومع استفراد العائلات الفاسية به تاريخيا   ،لكن ثقافة  قادته الكبار التاريخيين كانت موسوعية  ، واغلب قادة حزب الاستقلال في الخمسينات والستينات  منظرين ومفكرين ورجالات علم وادب  ،رغم اختلافنا معهم في طروحاتهم الفكرية الاقصائية في بعضها اتجاه الامازيغ مثلا  او لانعدام الرؤية والممارسة الديموقراطية  في تدبيرهم لفضاياهم الداخلية وضبابية مواقفهم من المخزن وتأرحج هذا الموقف بشكل ازعج حلفائهم في الكتلة الوطنية وفي الكتلة الديموقراطية بعد ذلك، ولكن هيهات ان نقارن بين حميد شباط و علال الفاسي  او الوزاني او حتى مع محمد بوستة .؟؟

3- لماذا لم يعتذر الامين العام لحزب الاستقلال عن جرائم وفضائح الامين العام السابق للحزب  في اطار الاستمرارية الادارية والمسؤولية السياسية لقرارات الحزب  ومنها  فضائح النجاة التي كان ضحيتها الالاف المعطلين بالمغرب الذين  تعرضوا لاكبر عملية نصب واحتيال؟ هل فعلت حكومة بنكيران مثل هذا الجرم الكبير  خاصة وان السيد حميد شباط يعلم علم اليقين ان احدى اهم كتب  مؤسس الحزب كانت هي النقد الذاتي  ؟

4- من يملك شقق باريز عبدالإله بنكيران ام  احد قادة حزب الاستقلال وماهي ملابسات الحصول عليها؟

5- من وصف قضاة جطو بالارهاب  بنكيران ام شباط ؟

6- من  الصق تهمة الانتماء للموساد والنصرة وداعش لرئيس الحكومة  وهو بالمناسبة اتهام جزافي وخطير وله تداعيات كبرى على ثقة الاوروبيين  والعالم بالمغرب ؟

7- لماذا يدافع شباط عن  المنتخبين في الجماعات الترابية  واغلبهم متورطون في النهب والسلب واهدار الاموال العمومية وعزل قليل منهم لا يكفي لوقف نزيف المال العام؟

8- من يتابع ابنه في المحاكم بتهم مختلفة شباط ام بنكيران ؟

 

هي بعض الاسئلة المؤرقة جدا للمتتبع  وللمواطن المغربي  الذي قد لا يعجبه كما لا يعجبني شخصيا  الاداء السياسي لحزب العدالة والتنمية وللحكومة مجتمعة وهذا حقنا الجماعي  ، ولكن بالتأكيد لن نثق ابدا بأن امثال  حميد شباط سيشكلون بديلا سياسيا  مغربيا سيحل مشاكل المغرب وسيرقى بالممارسة السياسية الى مستوى ديموقراطي، خصوصا وان الممارسة العملية خير برهان على  صوابية النظرية السياسية لاي حزب سياسي او تجمع عقائدي كيف ما كان نوعه وصنفه، ففساد الممارسة من فساد النظرية   .

واخيرا اختم بقولة لها راهنية كبرى  للاستاذ  المرحوم علال الفاسي  في كتابه النقد الذاتي  الطبعة الثانية   طبعة تطاوين المغرب ص 53" ان المغرب في مفترق الطرق ،وانه  لمفترق  محفوف بالتعاريج  والبنيات  تتجاذب  القائم به شتى  النوازع ومختلف  العوامل ،وليس غير الهداية الصالحة  من العقل المنتبه والقلب الواعي  بقادر ان  يسلك  بالوطن مسالك الخير  والهناءة والحرية ، انه ليس من  حقنا ان لا نكون عقلاء فلا نتعظ بما وقع لامثالنا في  الشرق والغرب ،بل يجب ان نتحرر من القدوة السيئة، ونشق لنا في اوساط الظلام  طريق الهداية والنور.

علينا ان نتحرر من كل سيطرة غير سيطرة الفكر المؤمن بالحرية حتى نستطيع ان نحرر الفكر العام من خرافات الماضي ومضللات العصر."

 
مجموع المشاهدات: 1768 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة