الرئيسية | أقلام حرة | مشاهد حربية ؟؟ مستوحاة من العملية الإنتخابية

مشاهد حربية ؟؟ مستوحاة من العملية الإنتخابية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مشاهد حربية ؟؟ مستوحاة من العملية الإنتخابية
 

 

ها هي تعود لتشن على الناس في المغرب، الحربُ المسماة بـــ" الإنتخابات" ،

مع عودتها البشعة ، و بإيعاز من الإدارة ، التي تعطي ضوءها الأخطر، لمليشياتها "الأحزاب" المدججة بكل أنواع اللامصداقية الأخلاقية و السياسية ، تندلع أولى مراحل هذه الحرب بهجوم الأفتراء و البهتان ، أو ما يعرف بـ: الحملة الإنتخابية

حرب إنتخابية يقل فيها الحياء و الصدق .

ضراوة معارك دوائرها ، لا تدع أي مجال للناس كي يحتموا من المناوشات الدعائية ، و من إجتياح اللقاءات الخطابية المفخخة بشتى ضروب الحيل و الأوهام السياسية..

في خضم الأجواء الإنتخابية المشحونة ،لا يبقى أي ملجأ يفر إليه الناس ، سوى الإحتماء داخل ملاجئ كبيرة جدا ، ألا و هي ملاجئ اللامشاركة و عدم إيلاء القيمة و الإهتمام للمسرحية .

لكن ، و رغم شراسة الهجمة على المغاربة ، قبل وأثناء الحملة و بعدها ، تبقى حرب الإنتخابات عاجزة ، كعادتها ، على إرضاخ و زعزعة قناعة الأغلبية المتذمرة ، المتخندق أفرادها ، داخل خنادق و قلاع المقاومة ، أو ما يسمى جورا بالمقاطعة و العزوف.

هي إذن الأغلبية المخدوعة التي تعبر عند كل إستخفاف إنتخابي ، على أنها مؤمنة بأن ما تسميه الدوائر الحاكمة بالإستشارات الشعبية ، تظل غير ذات جدوى ، في ظل الواقع المحلي المعروف و المعطيات العالمية القائمة..

خلال هذه الإنتخابات – الحرب ، و تحت غطاء إعلامي واسع و رهيب ، ترتكب جرائم رسمية في حق من بلغوا السن القانوني للتصويت ، خاصة فئة الشباب ، يُستهدفون بشكل سافر ، يُعتدى عليهم في أسواقهم ومنازلهم و مساجدهم و شوارعهم و مقاهيهم و في كل مكان ، بالقصف غيرالعشوائي المدروس بصواريخ الوعود الكاذبة المُرفقة ، ببراميل إستصغار العقول ، والرمي الممنهج برشاشات النفاق و الزرع متعمد لألغام شراء الذمم .

و تستمر ثم تستعر ،على مدى أيام الحملة ، نيران العدوان الإنتخابي على الناس ، أثناءها يتجند مسلحو الحرب الإنتخابية - المترشحون- و كلهم إصرار ، على تنفيذ خطط الأحزاب الحربية ، الهدف الأول و الأخير منها ، هو إيقاع أكبر عدد من الضحايا و المصابين الذين حق لهم رمي الورقة في مصيدة الإدلاء بالصوت و المشاركة يوم 04 شتنبر 2015 .

.. و بعد تكرار الهجمات و تنويع إستراتجياتها ، يتحقق للبعض مرادهم ، باسقاط الكثير من المغرر بهم ضحايا الديموقراطية التشاركية الوهمية ، فيهم الأبرياء و فيهم العكس ، و سقوطهم ما كان ليحدث، لولا إستخدام قيادات المعارك الإنتخابية للأساليب المحرمة ديموقراطيا و أخلاقيا منه:

* إستخدامهم للمال الحرام و الأظرفة السمينة و النحيفة.

* وعود و ممنيات كاذبة.

* وهم التغيير و أمل في الإصلاح

* الإنتماء الصوري، و الولاء الأعمى للجماعات الحربية، كحرب الإتحاد الإشتراكي، و حرب الإستقلال، و حرب العدالة و التنمية، و حرب الأحرار و حرب الأصالة و المعاصرة، و حرب الإتحاد الدستوري..

* العمالة و الإنتهازية..

 

* عدم إعطاء الناس للعملية قيمتها التي تستحقها

 

* الجهل السياسي و الأمية.

 

* الخوف و التهديد.

 

* العصبية القبلية و القرابة...

على المباشر، و في ليلة وضع هذه الحرب الإنتخابية البشعة أوزارها - ليلة الإعلان عن النتائج ، تشرع القاعدة المركزية - وزارة الداخلية - في توزيع الغنائم – المقاعد و المجالس، على من أوقع بطش مواجهاتهم السياسية ، أكبر عدد ممن إختاروا دفن أصواتهم ، داخل مقابر جماعية زجاجية أو بمعنى أدق - الصناديق الإنتخابية.

عندها يفرح الفائزون " أمراء الحرب " بما أعطي لهم من مقاعد داخل مجالس الجماعات، ثم يغضب و يحتج المندحرون ويقولون إن حربهم التي خاضوها ، لم تمر في الاجواء المرجوة ، بل أن القيادة المركزية - الإدراة ، لم تتلتزم أثناء العدوان الإنتخابي بالحياد الإيجابي ، مما سمح للرابحي الحصول على أسلحة الفوز شامل ، أبادوا بواسطتها خصومهم في المكاتب و الدوائر .

"إعادة الإعمار" هاجس يظل دائما يشغل الرابحين في هذه الحرب الإنتخابية، إذ أن نزيفا كبيرا شهدته جيوبهم ، نتيجة ما صرفوه خلال مواجهاتهم الميدانية ، لذا تجدهم يدخلون في سباق مع الزمن ، لتسريع إعادة إعمار جيوبهم و تعمير أرصدتهم بالأموال و العقار و الهدايا و الرشاوي، و هو أمر يستدعي خوض حرب باردة مـن نوع أخر ، أسلحتها يعرفونها هم جــيدا،... و تستمر الحرب و تستمر الإنتخابات و يستمر العبث ، و يستمر معها ألم القلب و ضياع الوطن

مجموع المشاهدات: 2521 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة